تجه أنظار شعب الجنوب صوب العاصمة الإماراتية أبوظبي في انتظار ما سيتمخض عن لقاءات واجتماعات سياسية غاية في الأهمية جمعت القيادات الجنوبية التاريخية للمرة الأولى بخيمة واحدة سقفها حكمة زايد الخير.
تجمع هو الأول من نوعه لقيادات الجنوب البارزة منذ انطلاق الثورة الجنوبية التحررية قبل أحد عشر عاما، ويأتي في ظل مرحلة خطيرة تستوجب توحيد الصف القيادي الجنوبي لانتزاع الاستحقاقات الجنوبية التي حانت لحظتها ولم تعد قابلة للتأجيل.
المجلس الانتقالي الجنوبي حمل على عاتقة انجاز مهمة طي صفحة الفرقة بين قيادات الجنوب كخطوة مصيرية لتحقيق تطلعات شعب الجنوب في حصد ثمار تضحياته الجسام التي قدم فيها الاف الشهداء والجرحى والمعتقلين طوال مسيرته الثورية وحتى اللحظة بهدف استعادة وطنه وكرامته والانطلاق صوب بناء مستقبل أفضل، ولم يلبث القائد عيدروس الزبيدي عقب دعوته التي وجهها قبل أيام إلى كافة القوى الجنوبية للم الشمل وتوحيد الصف أن ترجم الدعوة إلى انجاز وطني جنوبي غير مسبوق بعقد لقاءات سياسية مهمة جمعت خلال اليومين الماضين الصف القيادي الجنوبي الأولى ممثلا بالرئيس علي ناصر محمد واللواء عيدروس الزبيدي والسيد عبدالرحمن الجفري والمهندس حيدر أبوبكر العطاس وأحمد بن بريك وعدد كبير من القيادات التاريخية والسياسية الجنوبية البارزة.
انجاز وطني جنوبي فتح صفحة جديدة عنوانها الشراكة الوطنية في تحقيق أهداف القضية الجنوبية والتأسيس للجنوب الجديد بعد ثمانية وعشرون عاما من الضياع الجنوبي في نفق الوحدة اليمنية المظلم، والذي لم تذخر عصاباته جهدا في تنفيذ مخططات شق الصف القيادي الجنوبي للحيلولة دون امتلاك الجنوبيين لقيادة تقودهم صوب استعادة دولة الجنوب.
اجتماعات القيادات السياسية الجنوبية بقيادة الزبيدي وناصر والجفري والعطاس لازالت تتواصل في أبوظبي ويتسع نطاق الشخصيات الجنوبية المنظمة إليها من مختلف أطياف القوى السياسية، بروح وطنية جنوبية أجمع بها القادة الجنوبيين على ترتيب أوضاع البيت السياسي الجنوبي وتدعيم أساساته وأركانه لتمكينه من مهمة قيادة الجنوبيين صوب انتزاع استحقاقاتهم بعد أن باتت أيدي قادتهم مشبوكة ببعضها البعض وإرادتهم الموحدة أقوى وأشد صلابة.
اليوم تتعاظم تطلعات وآمال شعب الجنوب، الذي تحمل طوال أكثر من عقدين من الزمن ما لا يحتمل من احتلال يمني غاشم شن حروبه الواحدة تلو الأخرى على الجنوب أرضا وإنسانا ونهب المقدرات ودمر الحجر والبشر، بقياداتهم الجنوبية المجتمعة في أبوظبي للخروج بمشروع سياسي جنوبي لاستعادة دولة الجنوب المنشودة والشروع بتنفيذه على الأرض دون تأخير لقطع دابر القوى اليمنية المتآمرة على الجنوب ومشروعه التحرري.
إن قيادات الجنوب العاكفة في اجتماعاتها ولقاءاتها السياسية المنعقدة في أبوظبي لصياغة المشروع الجنوبي تقف اليوم أمام المسؤولية والأمانة التي عقدها شعب الجنوب في أعناقهم منذ انطلاق الثورة الجنوبية.. وقد أصبح لزاما عليهم الآن إنجاز مهمتهم الوطنية، وعدا ذلك لا يقبله الجنوبيين.