ندرك جيدا ان القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي لا يحتاج الى شهاده من احد مهما بلغ هذا الشخص شانه او عظم فما بالك بشخص بسيط ومواطن بسيط مثلي بالتأكيد لا ينتظر و لا يحتاج مطلقا لهذه الكلمات التي اود ان اقولها عنه فمهما قلنا او تحدثنا تظل هذه الكلمات ناقصه قاصره لا و لن تفيه حقه .
لن نتحدث هنا عن تاريخه و لا عن بطولاته و لا عن انجازاته و لا عن أعماله لن اصف حاله الاطمئنان التي شعرنا بها نحن البسطاء غداه تعيينه محافظا لعدن بعد استشهاد الرجل الطيب اللواء جعفر محافظ عدن حينها و الذي أصابنا مقتله بصدمه و انهيار جعلت المدينه قاب قوسين أو أدنى من السقوط لم ينقذها منها و يفيقها من الصدمه سوى خبر تعيينه محافظا لها خلفا لرجل طالما تعلقت به الناس و امنت به و سكن قلوبهم اذ لم ننسى بعد و لن ننسى ابدا ذلك اليوم و حاله الذهول و الدموع و الحزن و الانهيار التي كنا نشعر بها و نشاهدها في عيون الناس رجال و نساء و حتى أطفال لم يوقفها و يعيد الثقه لنا سواء خبر تعيينه محافظا لعدن و زميله شلال مديرا لامنها .
لن نسترسل في هذا الشأن و لا في تلك اللحظات التاريخيه التي عشناها وسنكتفي بما قلناه سابقا و ما قيل عنه و ماعرفه الناس عنه بهذا الشان يكفي فالسنه الناس سيوف الحق .
فقط سنكتفي في هذه العجاله بان نصف هذا القائد الذي اعجبنا به و كان بمثابه مصدر اطمئنان لنا كما عرفته الان و شاهدته فيه و لم تربطني به أدنى معرفه سابقه من قبل فقد سمحت لي الظروف مؤخرا ان اشاهد هذا القائد عن قرب صحيح لم تجمعنا لقاءات و لم تكن تلك المده التي قضيناها معه طويله لكنها كانت كافيه لان نكون فكره كامله عنه و لتؤكد لا حقيقه الانطباع الذي أخذناه عنه وحسب و انما اكثر من ذلك بكثير فقد رئينا فيه قائدا إنسانا بسيطا تتجسد فيه نبل الاخلاق و الصدق و الحكمه و فن القياده و ليؤكد لنا أن لا انفصام بين ماحملناه و ما انطبع له في قلوبنا من مكانه و بين ماشاهدناه فيه .. رجل قليل الكلام كثير الاستماع لديه طاقه عجيبه و قدره على التحمل .. متئني لكنه حاسم .. قايد محنك على مسافه واحده من الجميع .. يقود انسجام حقيقي في القياده ... تجد الجنوب باطيافه يجتمع فيه ...لا احد يلتقيه الا و يخرج بانطباع إيجابي عنه .. كثير القراءه مطلع و متابع لكل الأحداث برغم انشغالاته .
ربما هو ليس خطيب بارع لكنه محاور بارع .. غير أن اهم الأشياء التي وجدناها فيه و بالفعل نشعر باننا نحتاج إليها اليوم اكثر من اي وقت مضى انك عندما تنظر إليه تجد في وجهه الرحمه هذه الصفه التي تقريبا انقرضت عند الكثير من القاده و لم تعد موجوده اليوم .. الرحمه بمفهومها الواسع تجدها واضحه في قسمات وجهه و هي اجمل مافيه بالنسبه لي فالرحمه لا تعني ضعف صاحبها و لا تقلل من قيمته بين أتباعه و مريديه بل هي تسمو بصاحبها و ترتقي به .
هكذا رئيت القايد عيدروس الزبيدي و شاهدت هذا فيه بأم عيني لا ريا و لا تزلف و اذا كان من حسن حظي ان سنحت لي الفرصه ان أحظى بهذه الفرصه و أشكر من كان السبب في ذلك فإنني اتمنى ان يحظى غيري بما حظيت به وتسنح لهم الفرصه ليرو فيه مارئيته .