يتسائل الكثيرون حول ماذا سيكون موقف دولة الجنوب من موقف دول التحالف العربي المتصدي لمشروع التمدد الآيراني الفارسي والانقلابيين الحوثة في صنعاء؟.
نحن في المجلس الانتقالي نرى ان عودة دولة الجنوب بحدود 21 مايو 1990م وعاصمتها عدن سيساعد على دعم هذا الموقف دعماً حقيقياً للأسباب التالية:
1- اولاً سنظل داعمين للقوى الوطنية في الشمال لاستعادة الدولة وقيام دولة شراكة وطنية في الجمهورية العربية اليمنية غير طائفية تحافظ على حقوق كل الاطراف.
2- سنقوم بنفس الدور الذي يقومون به اخوتنا وأشقائنا من السعودية والإمارات والكويت والبحرين ومصر والمغرب. فهم ليس بالضرورة ان يكونوا في وحدة اندماجية قسرية مع صنعاء حتى يهبوا لنجدتها. ولكنهم ينطلقون في ذلك من منطلق اخوي وأخلاقي وانساني وايمان قوي بوحدة المصير وهي نفس المنطلقات الذي ننطلق منها نحن في الجنوب ولن تتغير.
3-ان وجود جنوب قوي آمن مستقر سيشكل رافد قوي للقوى الوطنية الشمالية وهو امر سبق وان كان. حيث شكل الجنوب منطلق ومرتكز للقضاء على الإمامة في عهد الأئمة البائد وحاضنة لكل القوى الوطنية الثورية التي أسقطت الإمامة واقامت الجمهورية. وبعد ثورة اكتوبر واستقلال الجنوب استمر الجنوب في دعم القوى الوطنية الشمالية واحتضان كل من تعرض منهم للقهر او البطش او التمييز من قبل النظام العسكري- القبلي حين ذاك الى ان تامن لمعظمهم ان يعودوا الى وطنهم والمشاركة في بنائه الامر الذي ساعد في تنمية مشاعر الوحدة عند الجنوبين والشماليين والتي فشلت بعد ذلك عندما لم تستطع بعض القوى السياسية الشمالية من التمييز بين الوقوف مع الحق والعدالة او الانتماء للقبيلة ومطامعها فهزمت الوحدة وانقسمت البلد مرة اخرى كما كانت. وما الاصطفاف الحزبي الشمالي الأخير في بيان 8 اكتوبر 2018م ضد الجنوب وممثله الشرعي المجلس الانتقالي الحنوبي الا تاكيد على ذلك وبرهان اخر على استحالة استمرار هذا الوضع الانتهازي والنزعة الاستعمارية الذي يحاولون ان يلبسوه ثوب الطهر والوطنية مستغلين في ذلك سمو الشعار الذي يرفعونه ( الوحدة او الموت) ومشاعر العروبة عند الإخوة الحلفاء الذي يعز عليهم ان يصدقوا ان هذا المشروع الوحدوي الجميل قد تم الغدر به بنفس عقلية الغدر التي عاملوا بها اهل صنعاء عندما اكتفوا بدلاً عن النهوض لنجدتها بالهروب منها ثم التنقل بأريحية من تبة الى تبة ظهرهم الى صنعاء وعيونهم الى قبلة النفط والغاز في سيئون وبيحان ولا باس من قهر الجنوبيين مرة اخرى مستقوين بالكثرة العددية وجهالة ما يتبعهم من المنظومة العسكرية ومطامع الداعمين الدوليين الحالمين بالخلافة لإيجاد عاصمة بديلة لهم في عدن عاصمة دولة الجنوب التاريخية.
4- وجود جنوب قوي آمن مستقر باقتصاد متحرك ومنافذ بحرية آمنة وحركة تجارية نشطة سيكون رافد قوي للحلفاء ويخفف عنهم اعباء وتكاليف الحرب والإغاثة الامر الذي سينعكس على اقتصاد واستقرار بلدانهم.
5- جنوب آمن مستقر مكتفي اقتصادياً سيوفر فرص عمالة حقيقية ليس فقط لابناء الجنوب وإنما للاخوة الاشقاء من الدول العربية والاصدقاء من الدول الاسوية وغيرها وماتجربة ميناء عدن الحر الى ستينات القرن الماضي الا خير دليل.
6- جنوب آمن قوي محمي مستقر سينهي اطماع الطامعين من قوى النفوذ القبلي والعسكري والحزبي الشمالية وسيجعلهم امام امر واقع ان لا حل الا بالتوجه نحو صنعاء للعودة اليها عسكرياً او سياسياً وهذا اما سينهي الحرب بالحسم وشعبهم سيكون حينها عوناً لهم او بالسياسة وهو ما ينشده وسيدعمه المجتمع الدولي. وبهذا تتوقف هذه الحرب التي أرهقت الشعبين في الجنوب والشمال ولَم يعد يقف معها بوضعها الحالي الا شلة من ذوي الأطماع والمصالح فلاهم ساعدوا الحلفاء في الحسم ولا استطاعوا ان يقدموا مشروع عادل للشعب يساعد على الالتفاف حوله وحسم المعركة.
ونقول ايضاً مالم تقفل فنادق الرياض وشقق القاهرة وإسطنبول وتسكر حنفيات قطر وأنقرة وغيرها ولا تفتح الا الى الجبهات لن تتحرر صنعاء.
ونقول ان الجنوب اصبح واقع على الارض وما على الحلفاء الا المساعدة في ايجاد سلطة شرعية توافقية تديره ادارة رشيدة وبهذا يكونوا قد ساعدوا في عودة الشرعية. والشمال واقع على الارض وسنساعد نحن والحلفاء في ايجاد شرعية توافقية تديره ادارة رشيدة ايضاً وبهذا نكون أعدنا الشرعية الحقيقية التي ينشدها الشعب وتساعد على امن واستقرار دائم وحقيقي. وغير ذلك مجرد سراب وهدر لكل شيء من المال والأرواح وحتى الكرامة.
وأخيراً نقول ان مفتاح الأزمة ومفتاح الحل هو الجنوب. اذا استقر الجنوب وأصبح في مأمن من الأطماع سقط المشروع الإيراني وتحررت صنعاء وتوقفت الحرب وامن العالم والجوار فهل وصلت الرسالة يا اولي الألباب.
جنوبنا عاد ولَم نعد نحتاج الا الى شرعنة عودته وهذا امر ليس بتلك الأهمية والأمثلة حولنا كثيرة. فلا تطيلوا المعاناة فالتاريخ لا يرحم. اما نحن فالحق معنا وشعبنا معنا ولن نخذله باْذن الله. وجنوبنا غير ويتسع للجميع وزيادة.
تحياتي