ما الذي دعا الرئيس ليقحم نفسه في تاريخ الجنوب ، ويخترع تاريخا مزورا لمحمية وإمارة الضالع الجنوبية ؟
ومن الذي فرض عليه أن يستعرض أمام السفير البريطاني الجديد معلوماته الخاطئة عن تاريخ الجنوب ويقدم نفسه كنسخة سيئة من المنشورات الفيسبوكية للجهلة والمتطاولين على تاريخ محمية الضالع الجنوبية أبا عن جد جد الجد الى ستة وستين جدا ؟
إنه الاستهداف المناطقي والعصبية ضد الضالع شوكة الجنوب التي تدمي أيادي كل عابث وكل من يروم شرا بالجنوب ... إنه العمى السلطوي الذي لم يعد يفرق بين حقائق التاريخ وتزييف الحماقات العابرة وذاكرة الذباب ..
لطالما نشرنا وكررنا أن كثيرا من حقائق تاريخ الجنوب موجودة في دهاليز الأرشيف البريطاني وكتب ووثائق غربية ودعونا الى البحث عنها وترجمتها لكي يفهم الناس - وعلى رأسهم أمثال الرئيس هادي - الحقيقة ويصححون معلوماتهم المغلوطة .. هذا إن كانوا يريدون فعلا معرفة الحقيقة .
ومن هذه المعلومات حول حقيقة جنوبية الضالع : عدم ارتباطها بأي شكل من الأشكال بالمملكة المتوكلية لا قبل اتفاقية عام 1934م ولا بعدها والدليل على ذلك هذا الاستجواب الذي تم في جلسة للبرلمان البريطاني المنعقدة في 23 يوليو عام 1888م والتي جه فيها السيد SYDNEY GEDGE ( سيدني جيدج ) عضو البرلمان سؤالا لوكيل وزارة الخارجية البريطاني السيد JAMES FERGUSSON ( جيمس فرجسون ) حول حقيقة مايشاع عن تسليم محمية إمارة الضالع للإتراك الذين كانوا يحتلون اليمن الشمالي حينها ، وهي المحمية البريطانية التي ظلت على مدى 50 عاما ( أي منذ تاريخ احتلال بريطانيا لعدن في 1838م ) في أيدي سكانها الأصليين ، ونوه العضو كذلك الى أهمية الضالع كمصيف للعدنيين البريطانيين مؤكدا بهذه الإشارة على عدم التفريط فيها إذا صحت الإشاعات .
فأجابه وكيل وزارة الخارجية البريطاني إجابة حاسمة بأن لا صحة لهذه الإشاعات مطلقا.
وأنشر هنا النص الحرفي للسؤال مع إجابته باللغة الإنجليزية وعنوان المحتوى كما ورد في إرشيف البرلمان البريطاني وفي أول تعليق أسفل المنشور أنشر الرابط لمن يريد أن يتأكد ويبحث عن استزادة :
ADEN—REPUTED SURRENDER OF DHALA AND MOUNTAIN DISTRICT.
HC Deb 23 July 1888 vol 329 c179 179
§MR. SYDNEY GEDGE (Stockport) asked the Under Secretary of State for Foreign Affairs, Whether there is any truth in the rumour that the Government are negotiating with the Turkish authorities of Yemen for the surrender to them of Dhala, and the mountain district of which it is the centre, and to put an end to the British Protectorate which has existed for nearly 50 years to the great benefit of the Native population; and, whether the Government are aware that Dhala and its vicinity are well fitted to be a sanatorium for the British inhabitants of Aden, being 4,000 feet above the sea, having a beautiful and healthy climate, and being easily accessible from Aden?
§THE UNDER SECRETARY OF STATE (Sir JAMES FERGUSSON) (Man- 180 chester, N.E.) There is no truth in the rumour.
https://api.parliament.uk/historic-hansard/commons/1888/jul/23/aden-reputed-surrender-of-dhala-and