عقد مجلس الأمن الدولي ، اليوم الجمعة ، جلسة خاصة بالشأن اليمني ، قدم فيها المبعوث الأممي مارتن غريفيث إحاطة جديدة حول جمع الفرقاء على طاولة الحوار مجددا.
الملف معقد عسكريا وسياسيا واقتصاديا وانسانيا ...الخ باختصار صارت حالة " رجل مريض " ، وهو مادفع المندوب للتصريح في افادته
" سنسعى في السويد إلى اتفاق انتقالي لاستئناف عملية انتقالية جديدة "
مصطلح جديد " اتفاق انتقالي لاستئنلف عملية انتقالية جديدة !
الرهان على الحل البريطاني سيطول ، فدول الغرب وبالذات البريطانيين عندما يؤشرون يمينا يلفون يسارا ، وحيادية مندوب الأمين العام اكذوبة ، فهو يمثل مصالح دولية تهمه أكثر مما يهمه وقف القتال أو العزف على الوتر الإنساني ، فلديهم قدرة على استخدام التمويه والتفخيخ في إطلاق العبارات
وما قول غريفيث انه " يجب التعاطي مع القضية الجنوبية " إلا من العبارات المطاطة وليس وضعها في المسار الصحيح لها .
الدبلوماسية البريطانية لاتضع حلولا في كل القضايا التي تباشرها، بل تضع افخافاً تمنع الحل أو تنفجر مباشرة بعد أول تنفجر فتظل هي المرجعية للتهدئة ، وما القرار الشهير لإيقاف حرب حزيران 1967م إلا نموذج .
الحل قد يكون بريطانيا لكن ليس الآن، فعناوين التدخلات الإقليمية في أغلبها متناقضة ومتضادة مرتبطة بدور عالمي بصمات البريطانيين فيه غير خفية والرهان عليه في هذه المرحلة يعني أن الحرب ستتجدد وان لا أفق لحل سياسي قريب ، وتبقى معادلات الأرض هي التي ستحدد مسارات الحل المستقبلي
.
الحديدة ليست عصب الانقلاب فحسب؛ بل ؛ عصب الحرب وما ستفرزه من تداعيات ، العصب الذي ستظل القوى الدولية ومنها بريطانيا حريصة على الضغط عليه لأنه مؤلم لكل أطراف الحرب الإقليمية والمحلية .
عودة النفوذ هذه المرة يمكن استقراءها من موقف الأوربيين من العقوبات الامريكية المفروضة على إيران وإلى أي مدى تتطابق وتفترق الرؤية الأمريكية عن الرؤية البريطانية التى اشتهرت تاريخيا بالتطابق ، مايعني أن بريطانيا حتى وإن غردت خارج السرب الاوروبي ، فمصالحها لم تعد صدى للموقف الأمريكي ، والثمن طبعا سوف يكون في المناطق الساخنة ومنها قضية الحرب في اليمن ومدى الجدية في ايقافها.
17/ نوفمبر/ 2018م