الجميع يتحدثون اليوم عن قرار مجلس الأمن
.فهل هناك شي جديد حدث يجعل للتعجب مكان بيننا !
الم تكن القرارات في الأصل لهم منذ بدء الاحداث ؟
الم يكن صمتهم عنوان واضح لرغبتم في استمرار الحرب ؟
الم تكن القوى الإقليمية والدولية حاضرة وفاعلة لمحادثات بن عمر وولد الشيخ والخواجه مارتن !؟
العجيب هو استغرابنا وإندهاشنا رغم أن تاريخنا القريب/ البعيد ، يؤكد لنا بان القرار لم يكن أبدا بيد اليمن بشماله وجنوبه ..
دعوني أجتر بعض من الماضي ، ولا عجب في كلمة " اجتر" فصبرنا تخطى صبر الابل بمراحل ..
اسمحوا لي بسرد سريع لماضي لم نستفد منه حتى يومنا هذا ،
لعل الاستفادة تأتي بالاعادة
* في ٦٧ لم ترحل بريطانيا إلا بعد أن زرعت وارست الانقسام بين أبناء الوطن الواحد ، في البيت الواحد ، هذا قومي وهذا تحريري وذاك رابطي يهتف باسم الجنوب العربي .
* في ٦٩ أعلنت اول مؤامرة في تاريخ الجنوب بين الأشقاء ، سجن البعض منهم ، والبعض الاخر غير مسار الدولة تحت ظل الاشتراكية..
* من ٧٠ وحتى ٧٨ فترة جيدة وضعت فيها اسس " المدينة الفاضلة " التي حلم بها جيل ذاك الزمان ، لكن اصحاب القرار انزعجوا من الهتافات الداعمة للحكم وأمروا بان تنتهي المرحلة بيد احد رجالها .. وقد كان ، ولا ننسى بان خلال هذة الفترة أيضا قامت اول حرب حدودية بين شمال اليمن وجنوبه في عام ٧٢ واعقبتها حرب ثانية عام ٧٩ ، زرعت البذرة الأولى فيها لقرار الوحدة اليمنية .
* من ٨٠ إلى ٨٦ فترة " الدولة " في تاريخنا الحديث ، صفر أمية ، وحدها تكفي لان تشهد بنجاح المرحلة ، فترة أعلنت بان القرار يجب أن يكون لأصحاب الارض .. وهنا كانت بداية النهاية لفترة حاول أبطالها النجاة من قيود التسلط وفرض القرار من خارج الحدود ، كان ذلك كافيا لان يسرع اصحاب القرار الخارجي لنشر السوس الذي اتلف النفوس حتى وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة .
* من ٨٦ - ٩٠ فترة فَضل اولي أمرها الخلاص من تاريخ الماضي المثقل بالمواجع والحروب والأزمات المالية دون أن يعوا بان حمل الماضي أهون ألف مرة من تاريخ ما بعدها ..
* من ٩٠ - ٩٤ فترة توصف ب " التخصيب " أنتجت مخلوق مشوه
كروموسوماته عالية ، لم يجد بيئة حاضنة تساعده على البقاء والاستمرار تحت ظل الوعود والاتفاقيات المبرمه على عجل ..
* ٩٤ - ٢٠١٢ فترة تخللتها عدة مفارقات صنعت الكثير من الأحداث في الداخل والخارج ، أعلنت فيها الفتاوي فقامت الحرب لتروي دمائنا أرض الميعاد، نشطت بهذة الفترة نشطت " الدبلوماسية " التي تقضي بحق التفريط بآلاف الكيلومترات من أجل الدعم السياسي الخارجي ، فوهبوا الحق لمن لا حق له ، مرحلة كانت فيها دول الجوار صاحبة القرار الاول والاخير في بعض الأحداث الخاصة بتحويل النهج السياسي واختيار الشخصية المناسبة للطرفين "الداخلي والخارجي" ..
* ٢٠١٢ وحتى نهاية ٢٠١٨ ارتهنت اليمن بشمالها وجنوبها ، شرقها وغربها ، ساستها وسكانها ، حاضرها ومستقبلها ، مواردها ومعالمها ، مطاراتها وموانيها ، وأصبحت أرض لا يجوز التصرف بها إلا بعد الرجوع للدول الإقليمية والدولية ومجلس الأمن..
فلما التعجب اذن يا ساده ؟!