نعم هذا ما أكدته الحقائق التي تمشي على الأرض , شعب اليمن الجنوبي شعب عظيم بإخلاقه وطيبته وكبيرا بمواقفة البطولية والأخوية , هزيمة حجور رغم قساوتها كانت لحكمة إلهية يعلمها الله وحده , وقادم الأيام ستكشف تلك الحكمة بإذن الله تعالى .
كمية المشاعر والمواقف التي كانت لصالح شجعان حجور ضد ظلم وبطش مليشيات الحوثي الكهنوتية وصلت لنسبة تفوق 90% من فئات شعب اليمن الجنوبي , لسنا من الشامتين كما قد يصورنا البعض من ضعاف النفوس تجاه ما يحدث في المناطق الشمالية التي تقع تحت سيطرة مليشيات الحوثي الإنقلابية .
ولسنا من الطامعين بهزيمة الشرفاء وغيرهم من أبطال شمال اليمن ضد مليشيات الحوثي , بل العكس نحن من أشد الراغبين والطامحين بهزيمة مليشيات الحوثي الرافضية الإثنى عشرية , ولكن لمشائخ وقبائل وجنود وزعماء الشمال رأي وموقف أخر من تحرير أرضهم .
المريب والعجيب في الأمر أن هرم السلطة الشرعية وجميع مؤسسساتها , وحتى وسائل الاعلام الحكومية والاهلية التابعة لهم إلتزموا الصمت المخجل تجاه سقوط حجور ومقتل قادتها وتصفية الآخرين والتنكيل بهم وبأسرهم على مرأى ومسمع من الشرعية والعالم أجمع .
رغم التجريف الكبير الذي تعرضنا له من قبل الرئيس الراحل عفاش والذي طال الأخلاق والقيم والمبادئ والعادات والتقاليد في جنوب اليمن , إلا أن جيناتنا الوراثية الأصيلة التي لم يستطيع عفاش الوصول إليها , وهي من تتحكم بمشاعرنا وبمواقفنا الإنسانية والبطولية النبيلة , وبإذن الله تعالى سنستثمر بالإنسان قبل البنيان .
نحن أهل فزعة ونخوة وشجاعة وإقدام , وتكفينا قليل أو كثير من المواقف الإنسانية المؤثرة التي تحتاج إلى نصرة أو فزعة لنتحرك بدون التفكير بميزان المصالح والمكاسب والقوى الذي يتحكم بغالبية شعب شمال اليمن اليوم , فعلا الفارق القيمي والأخلاقي وحب الوطن والتضحية في سبيله بين الشمال والجنوب أصبح كبيرا جدآ وواضح للعيان .
آن الآوان لإزاحة نائب الرئيس الأحمر ووزير دفاعه وجميع قادة الألوية والمناطق العسكرية لجيش الشرعية الوهمي والمتخاذل , وعلى الإمارات عمود التحالف الفقري أن تقول كلمتها وبقوة هذه المرة , إما التغيير أو وقف الحرب من جانب واحد في الحديدة والساحل الغربي , وعلى قادة ومشائخ وزعماء وقبائل شمال اليمن تحرير أرضهم أو مبايعة سيدهم الجديد على السمع والطاعة , فهذا شأنهم الخاص .