إلى شعبنا الجنوبي العظيم، لا تغرّنكم هذه المعارك، فالحق واضح والباطل أوضح، ودعونا نختصرها عليكم من الأخير، حتى لا نضيع بالتفاصيل وننشغل بالمعارك الجانبية والوهمية التي يريدون تشتيتنا وإحباطنا بها، من يشتم أو يسب الانتقالي ويقول الانتقالي عمل والانتقالي طلع ونزل، وكثير من هذه الكلمات والشتيمة لقياداته، نقولها باختصار تام لهم وبلغة الواقعية المنطقية، التي ترفض الانجرار لمربع "مع هذا أو ذاك" والمناطقة المقيتة، نقول للدعوات المشبوهة التي تعالت أصواتها مؤخرًا: إن كان فيكم مثقال ذرّة من وطنية حقيقية مش مثل اللي كنّا نظنها...، دعوكم من الانتقالي فهذا الفَرَس وهذا الميدان، ورّونا شطارتكم!.. هذا الوطن وهذه القضية الجنوبية، وليكن هدفكم (الجنوب الأوحد) لا مشاريع سواه، الجنوب الذي تحلمون فيه وتنتقدون الانتقالي على أساسه، نافسوا الانتقالي منافسة الرجال للرجال، من أجل الجنوب فقط ولا تخوّنوا أحدًا، فنحن جميعًا لا نقبل التخوين وضدّه، ونأمل أن تكونوا أيضًا معنا في ذلك على عكس دعواتكم المشبوهة ذي التوقيت المشبوه، ولكن شريطة ألا تعيدوننا لصنعاء وباب اليمن، أنتم تنتقدون الانتقالي الذي هدفه الاستقلال وتنتقدون تحالفه مع الإمارات والتحالف، فيما يتوجه بعضكم لصنعاء، والبعض الآخر ليس لديه مشروع، ماذا علينا حينها أن نختار، الانتقالي ليس منزّهًا ولن نقول أنه بعيد عن الأخطاء، إنما نحن معه لأنه أفضل الموجودين، لذلك أتمنى أن ترونا مشاريعكم، وياليتكم تُبرزون الجنوب، تأكدوا أننا سنكون معكم حينها، وافعلوا مثلما يفعل الانتقالي وسنقدّسكم تقديسًا ليلًا ونهارًا، أما أن تصرخوا وتولولوا فلن تكونوا بعويلكم وصراخكم إلا كزوبعة في فنجان، هذا المقام مقامكم وإن أثرتم ضجيجًا وعواءً، في الأخير الشعب الجنوبي يبحث عمن يمنحه هدفه، الجنوب ولا شيء غيره، ونحن نحتكم للنتائج والمبادئ العامة ولإن سقط الكثيرون، في التفاصيل وسقطوا سريعا فهذا شأنهم، وهذا أفقهم، ثم لا تضجوا كثيرًا فالأشياء الفارغة هي التي تضج كثيرًا، أرونا وحدّثونا فقط عن أهدافكم ومشاريعكم وماذا تعملون الآن من أجلها، فهذه قيمتكم وهذا أنتم باختصار.. هل ننتظر مستقبلًا من يد وحدوية العيسي، ونائف البكري، وحزب الرشاد الإخواني، ومن لفّ لفّهم من المدعومين أحمريًا؟! ولنكون منطقيين أكثر، نتمنى فقط أن يرفعوا شعارهم التحرير والاستقلال، فقط ليقنعونا أنهم مع هذه الراية وليس مع باب اليمن، لكنهم صغارًا حتى بأحاديثهم، مهما بلغت أخطاء الانتقالي تظل أقل من أهداف الأحامرة.
وإذا كنتم تتهمون الانتقالي بدعمه من الإمارات والتحالف العربي وعدم الإخلاص للوطن الجنوبي ولشعبه ولقضيته، نُبيح لكم أن يتم دعمكم من قطر وإيران وأم الصبيان، لكن ناصروا القضية، تحرّكوا من أجلها ونافسوا الانتقالي، للمرة المليون لا نعبد الانتقالي ولا شخوصه ولا الإمارات ولا التحالف ولا أحد غيرهم، أرونا فقط ماذا أنتم فاعلون وما هي أهدافكم؟، وماذا تفعلون من أجلها؟، وطالما وأنتم تنتقدون الانتقالي، نقول لكم بكل بساطة: لماذا؟ ثم لماذا تنتقدون الانتقالي وتتوجهون بتوجهات لا يرغب بها الشعب الجنوبي؟ أوضحوا رؤاكم ومشاريعكم، وقولوا لنا: هذه جهودنا في مضمارنا، وليكن الشعب هو الحكم.. أقسم أن الشعب أوعى مما تظنون، ويعرف الدوافع والمحركات ويعرف كل ما يدور من حوله، ولن يستطيع أحد الالتفاف على مطالبه وعلى أهدافه، لا تظنوا الشعب غبيًا، افعلوا ونحن ساقية الماء التي تقيس كمية المياه التي تهدف لتحرير الجنوب واستقلاله، لماذا نقول هذا الكلام بكل ثقة؟ نقول ذلك؛ لأننا ندرك أنّ قطر وشرعية الإخوان وطهران لن تدعم توجّه الجنوب، وكلنا نعرف كل واحد له مصلحته في الوحدوية لأن أنصاره ينتمون للشمال ولن يفرطوا به لأجلكم، لماذا إذن تنتقدون الانتقالي عندما يطالب بحلفاء له، وينشد في سبيل كل من يساعده؟ وهذا ما أثار حفيظة المشبوهين بصراخهم هذا الأيام بعد قيام الانتقالي بجولته الدولية، ولأول مرة يحدث ذلك الإنجاز في تاريخ الجنوب.
أرجوكم إخوتنا الجنوبيون..عليكم أن تعوا هذه المرحلة الاستثنائية والخاصة، فوالله لسنا من داعمي الانتقالي دون غيره ولا على حساب قضيتنا، وأننا مع أي فريق جنوبي آخر، ونقولها بالصوت العالي، لكل من يُعارض الانتقالي: دعوا من تراهنون عليهم من الأطراف الدولية الداعمة يدعمونكم ولتعملوا لمصلحة الجنوب، ونادوا بالتحرير والاستقلال مثلهم، ولتقوموا بجولة أوروبية ولتحركوا لوبياتكم الدولية، كما تتهمون الانتقالي والإمارات، افعلوا أرجوكم مثلهم، وأرونا الجنوب الذين تريدونه والذي تطمحون إليه، هيا أرجوكم، ونحن معكم، الانتقالي يعمل من جانب وأنتم من جانب، تكاملوا وسيكسب الجنوب، لكننا لن نتسامح فيمن هدفه تدمير قضية الجنوب أو الالتفاف عليها، وشقّ الصف الذي لن يتكرر فيه هذا الإجماع مرةً أخرى، الرسالة الأخيرة من مصر كانت توجه دولي كبير ضد جنوبيي الإخوان، ومهما قلتم في الانتقالي، نحن ندرك كل التحديات التي تحيط بالانتقالي، ونعرف واقعه جيدًا، ولكنه رغم ذلك أفضل المشاريع الموجودة، ثم إننا ندرك أنه لا يمكن أن نطالب الانتقالي بالمثالية والكمال في واقعٍ مرقّع ومتصارع، الانتقالي لا يزال يحبو، وسنتعامل معه في حدود الممكن، وعندما نرى انحرافًا فلا نعرف إلا قضيتنا، ولن نرتهن لأي أحدٍ كان لكننا أوفياء جدًا لحلفائنا ولن ننسى ما يفعلونه من أجلنا، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.