أنباء بسرعة البرق صدمت قلوبنا واوجعتها اثناء تلقينا خبر اﻹستشهاد، سكنت اللوعة قلوبنا، صاحب الجسد النحيل المميز، المؤمن، المجهاد، رحل عن العيون..
قبل اﻹنطلاقة الى الجلاء، وكأن إلهاما سكن قلبه بأن شهادته إقتربت.. تحركاته وزياراته لنا زادت، ومع كل لقاء نشاهده ببسمات ملائكية، وأجواء أنسية، ولحظات صعبة من العمر، وفي آخر وداع لم نكن نعلم عن وجهته فودعناه بإبتسامة، ووعد باللقاء..
ذهب القائد، إلى الواجب الجهادي، الى الجلاء ليوجه ويقود، وهناك، خرج إلى اﻹخوة الحاضرون وودعهم بابتسامات القائد، انطلق يطوف في الخطوط المتقدمة، يتحدث إلى الضباط والجنود، يسألهم ويسمع منهم، ويرى ويراقب ويسجل في ذاكرته الواعية، كانت حماسته مفتوحة القلب ومتدفقة بِنُبل الفارس، وهنا كانت آخر كلماته، وآخر توجيهاته، بعد سنوات من العطاء والفداء.
امام منصة الاحتفال موطن عروجه، تم اعلان استشهاده برصاصات الغدر التي اصابت قلبه قبل ان تصيب جسده، لينزف دمه الطاهر لينال شهادة مباركة، وهكذا هم الشجعان يموتون واقفين وسط الميادين.
قائد بما تعنية الكلمة من معنى، لا يهاب الموت، أسد كرار وهو يعلم تماماً بأنه مشروع شهادة، لذلك تجده يتنقل من مكان الى آخر ومن جبهة الى اخرى، دون حيطة أو حذر، أوجع التنظيمات الارهابية، الكل يتربص به لينالوا منه نظراً لشجاعته وبسالته النضالية مقاتلاً شجاعاً لا يهاب الموت.
خبر استشهاده فاجعة وخسارة كبيرة جداً، ويجب ان نؤمن بالقضاء والقدر فهو قدّم حياته لأجل الوطن، نعم لقد رحل القائد الصلب رمز الرجولة والشهادة، وفقد الوطن الحبيب قائداً شجاعاً مقداماً، فالعزاء للجميع على فقدانه، ولاحول ولاقوة الا بالله،
يجب أن لانيأس ولا نستسلم وان لا يصيبنا الاحباط فهناك الف منير ابو اليمامه ممن غرس في نفوسهم ذاته وكانوا عوناً وسنداً له في جميع مهماته ممّن انجبتهم ارضنا الحبيبة وهم سيكونون بالمرصاد لكل من يتربص بالوطن وأمنه واستقراره.
غادر القائد وترك في قلوبنا وجع لا يتعافى بسرعان عقارب الزمن.. نم قرير العين يا ابا اليمامة فالقدير يبارك روحك الطاهرة في الجنة لتجاور الارواح الطيبة باذن الله