عم العاصمة الجنوبية عدن البهجة والسرور مساء أمس السبت العاشر من اغسطس / آب 2019م بمناسبة تحرير المدينة من الجماعات الإرهابية ممثلة بألوية الحماية الرئاسية التابعة لحزب الاصلاح ذراع الاخوان المسلمين في اليمن.
وضربت المقاومة الجنوبية أروع ملامح البطولات في سبيل تطهير الجنوب من الجماعات الإرهاب حتى تكللت تلك الملامح البطولية في تطهير العاصمة عدن.
مراقبون سياسيون اعتبروا أن الانتصار الذي حققه الجنوبيين بتطهير عاصمتهم عدن يعتبر دخول الجنوب مرحلة سياسية هامة قد تغير من كل المعادلات السياسية الراهنة.
وقالوا أن الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي يسير بخطى واثقة نحو تحقيق حلم الجنوبيين المتمثل في استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على منا قبل 21 مايو / ايار 1990م.
وأضافوا، في احاديث متفرقة مع "14 أكتوبر"،: "انتصارات اليوم (أمس) لقوات المقاومة الجنوبية سيخلدها التاريخ في انصع صفحاتها".
وتابعوا: "على المجلس الانتقالي الجنوبي أن يبدأ من الان في ضبط الامور في عدن، والعمل على تحسن الأوضاع في عدن بعدما خربت حكومة الشرعية الاخوانية كل مظاهر الجمال في المدينة، وقتلت الفرحة تمامًا".
*الجنوب ينتصر
محللون عسكريون أكدوا أن الجنوب اليوم انتصر لشهدائه الذين ضحوا بأروحهم في سبيل استعادة دولتهم الجنوبية كاملة السيادة.
وقالوا أن الفرح والاحتفالات عمت أرجاء الجنوب عامة في اشارة واضحة للانتصار العظيم الذي تحقق.
واضافوا أن: "قرار رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي بتشكيل لواء خاص لجنود الحماية الرئاسية الذين سلموا أنفسهم لقوات المقاومة الجنوبية يعتبر قرارًا شجاع وحكيم، ويبرهن مدى الحرص على اللحمة الجنوبية، وهذا مسار قلما نجده في قيادات خصوصًا أثناء المعارك".
وتابعوا: "أصبح المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي يسير بخطى واثقة نحو استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة".
*"الانتقالي" ينتصر لشهداء الجنوب
واُعتبرت الانتصارات التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هي انتصارات لشهداء الجنوب الأبرار.
وقال سياسيون ومحللون أن: "المجلس الانتقالي الجنوبي اوفى بوعده الذي قطعه منذ تأسيسه في 4 مايو / ايار 2017م.
وأضافوا، في احاديث متفرقة مع "14 أكتوبر"،: "أن الانتقالي أصبح الرقم الاصعب على الاطلاق في المعادلة السياسية في المنطقة العربية من خلال الانتصارات العسكرية والسياسية التي حققها منذ تأسيسه".
*السيطرة على العاصمة عدن
وكانت قوات المقاومة الجنوبية سيطرت على كامل العاصمة الجنوبية عدن بعد معارك ضارية ضد الجماعات الإرهابية ممثلة بألوية الحماية الرئاسية التابعة لحزب الاصلاح ابتداءً من السيطرة على المعسكر الرابعة حماية رئاسية وصولًا إلى قصر معاشق بكرتير.
ويعد القصر الرئاسي الكائن في مدينة كريتر آخر معقل قوات الرئاسة عقب سقوط كافة المعسكرات داخل المدينة.
واحكمت قوات المقاومة الجنوبية الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي سيطرتها على مدينة عدن عقب أربعة أيام من المعارك مع قوات الحماية الرئاسية التابعة لجماعة الاخوان المسلمين.
*الجنوبيون انتصروا بيوم عرفة
من جانبه، قال الإعلامي المغربي توفيق جازوليت، مراسل تلفزيون الشرق الأوسط (أم بي سي) في الجنوب إبان حرب صيف 1994م، أن الجنوبيون حسموا موقفهم بيوم عرفة وانتصروا على أعداء الوطن ليسطع اسم الجنوب عالياً ضد ما تدعى بالشرعية وحزب الإصلاح الإرهابي وميليشيات الحوثي الموالية والمدعومة إيرانياً.واضاف: "أن المواجهة لازالت قائمة، موجهاً بعض النصائح للقيادة الانتقالية الجنوبية".
وكتب جازوليت في منشور عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك،: "مع وقفة عرفة حسم الجنوبيون بفضل قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المعارك التي شهدتها عدن على مدار ثلاثة أيام".
وأضاف: "حسمت تلك المعارك ليطفو صوت الحق ضد ما تسمى بالشرعية الفاقدة لشرعيتها، والاصلاح الظلامي، إضافة الى الحوثي الذي يفرض الامر الواقع من خلال سيطرته المطلقة على شمال اليمن".
ووجه جازوليت بضعة نصائح للقيادة الانتقالية الجنوبية في بضعة سطور قائلاً: "صفحة جديدة وتاريخية يعرفها تاريخ اليمن المعاصر وبالتحديد في الجنوب..
-اليوم القيادة السياسية الجنوبية أمام تحدي تنظيم أمور حياة الناس في كل الجنوب و توفير الخدمات العامة باعتبارها أولوية الاولويات.
-ثم إعادة تأهيل جنود ألوية الحماية و ضمهم للقوات المسلحة الجنوبية.
-و صياغة العناصر القانونية لمفهوم دولة القانون الحديثة بداية بوضع حد للفساد النهب في المال العام.
-و معاملة اليمنيين من المحافظات الشمالية معاملة تليق باخلاق اهل الجنوب
-فتح حوار جنوبي جنوبي على مشروع الدولة الجنوبية. يراعي عدم اقصاء اي تيار سياسي وطني بغض النظر عن حجمه".
وختم قائلاً: "المعركة لا تزال مستمرة محليا واقليميا ودولياً".
*ماذا بعد انتصارات الهبّة؟
بقدر ما تمثّل المرحلة الأولى من الانتصارات الجنوبية الهائلة ضد الإرهاب في العاصمة عدن تحديداً من أهمية بالغة، فإنّ الخطوة التالية لا تقل عنها أهميةً، وهي تتمثّل في ترسيخ أركان دولة مستقرة، تُلبي احتياجات شعبها.
في فترة قصيرة جداً، استطاعت القوات الجنوبية تحقيق انتصارات كبيرة ضد المليشيات الإرهابية التي تتستّر وراء غطاء "الشرعية"، ممثلةً في قوات الحماية الرئاسية التي ضمّ إليها حزب الإصلاح الإخواني الكثير من العناصر الإرهابية لتغرس بذور الإرهاب في الجنوب، إلا أنّ بطولات الجنوبيين نجحت في إجهاض هذه المؤامرات.
وبعد الهبة الشعبية التي أعقبت "هجمات الخميس" الغادرة التي أسقطت شهداء وجرحى من الأبطال الجنوبيين، بينهم الشهيد العميد منير اليافعي "أبو اليمامة" قائد ألوية الدعم والإسناد، أثبت المجلس الانتقالي الجنوبي أنّه لا يمثّل حزباً سياسياً بل هو كيانٌ ألقيت على كاهله مسؤولية استرداد دولة وتلبية مطالب شعب، وقد نجح في ذلك أيّما نجاح.
وبعد التفوُّق سياسياً وأمنياً، فإنّ المرحلة المقبلة تتطلب إعادة ترتيب البيت الداخلي الجنوبي على النحو الذي يطوي الصفحات الماضية التي عاثت فيها عناصر "الإصلاح" إرهاباً وإفساداً متسترةً بغطاء الشرعية.
استقرار الجنوب أمنياً تحت لواء قيادته السياسية البارعة، تساهم في حفظ الأمن القومي في كامل الجزيرة العربية، ويُعضِّد العلاقة بين التحالف العربي مع حليف شريك حقيقي في مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى توفير حياة مستقرة، أمنياً وسياسياً ومجتمعياً لملايين الجنوبيين.
ويمثّل نجاح الجنوب في استئصال الوجود الإخواني، أمراً شديد الأهمية للتحالف العربي، فيما يتعلق بالتركيز على مكافحة حقيقية للإرهاب، لا سيّما بعدما أظهر حزب "الإصلاح" دعماً كبيراً للإرهاب عبر نشر عناصر من تنظيمي داعش والقاعدة وتهريب الأسلحة.
في الجنوب، تعتبر قوات الحماية الرئاسية مليشيات إخوانية نشرها "الإصلاح" لترويع أمن الجنوبيين وحفظ مصالح حزب الجماعة الإرهابية، في وقتٍ ترك فيه الحزب المناطق الشمالية "سداحاً مداحاً" أمام المليشيات الحوثية الانقلابية، إذ لم تتمكّن الشرعية التي اخترقها "الإصلاح" من تحرير أي محافظة شمالية بشكل كامل.