الأهم ليس أن يتخذ محافظ حضرموت اللواء فرج سالمين البحسني قرار منع تصدير النفط الحضرمي ووقف إهدار الثروة النفطية بل أن يصطف الحضارمة قبل غيرهم خلف القرار التاريخي وأن رضخت حكومة الفنادق الفاسدة ومنحت حضرموت حصتها المتأخرة من سداد المستحقات المالية.
لطالما عانت حضرموت من عدم قدرتها لاتخاذ القرارات الحاسمة لتغييب كادرها العسكري عن واقعها، ولطالما لازمت حضرموت متلازمة لا تليق بإنسانها وإرثها فالثروة أياً كانت ثقافية أو غيرها أن لم تحميها البندقية تظل متلازمة مختلة القواعد في عالم لا يعترف إلا بما في البندقية من بارود وبالسواعد التي تحمل البندقية فتصيب بها عدو الأرض والإرث وقبلها الإنسان.
لم يكن تحرير الساحل الحضرمي بيد النخبة من رجالها إلا الخطوة الأولى لتسقط المتلازمة الغير منطقية، فكانت النخبة حجر الزاوية القوي والذراع الصلب لحماية القرارات الآتية وأن تأخرت كما تأخر قرار منع تصدير النفط فالأهم دائماً أن تمتلك العضلات وتمتلك معها العقل وقبلهما تمتلك الشجاعة لتقرر خطواتك وتصوب بنقدقيتك وتقرر.
ليس المطلوب سداد المستحقات من ايرادات النفط الحضرمي من ابريل ٢٠١٦ بل سداد ديون تراكمت وثقلت من يوليو ١٩٩٤ عندما غزا تتار اليمن حضرموت، وليس ذلك فحسب بل وحتى يمننة حضرموت وتشويه هويتها الحضارية تأتي في سياق الديون الثقيلة البالغة الرصيد والدامية في النفوس الحضرمية جيل بعد جيل.
استعادة التراب الحضرمي كاملاً وعودة الوادي إلى الساحل وخروج المحتل اليمني الغازي يجب أن يدرج في مطالب الحضارم كما هو منفذ الوديعة وتشغيل مطار الريان وامتلاك كامل الإيرادات المالية وكف يد المحتل اليمني عن حضرموت كلها فتلك مطالب تنتزع ولا تمنح بغير بندقية محشوة بالرصاصات وقلوب شجاعة تمتلك القدرة الكاملة على وضع الأصبع على الزناد.
التصعيد الشعبي لحماية القرارات ليست مجالاً لتسويق الشعارات بل فرضاً لحماية القرارات وعلى ذلك يجب التقدم خطوات جسورة باتجاه إشعار المحتل الغازي أن خلف البحسني شعب يرفض الرجوع خطوة للخلف ، وأن خلف جنود النخبة شعب مقدام سيدفع الثمن أرواحاُ لانتزاع الحرية على أرضه وتحت سماءه.
في سياق حديث كهذا على الشعب في الجنوب أن يدرك بأن كسر الظهر الحضرمي كسر للجنوب لن يجبر أبد الدهر، فحضرموت إذ تقرر المضي نحو انتزاع الحق فأنها قد ايقضت ماردها الكامن وأن المكلا التي انتفضت أولاً وقدمت اول شهداء الثورة بن همام وبارجاش في ١٩٩٨ ستتقدم ولا يجب أن تتراجع حتى تطرد الغزاة وتطهر الأرض وتصحح التاريخ وتلغي يمننة حضرموت إلى الأبد.