تدهورت الخدمات خلال السنوات العجاف وتدهورت البنية التحتية بفعل السياسيات التي مورست ضد الجنوب وفساد الحكومات المتعاقبة واستخدمت الخدمات كورقة سياسية وليس حق من حقوق الشعب وعندما زادت تدهورا وجرى التلاعب بالمرتبات ايضا وكاستجابة منطقيه للواقع اعلن المجلس الانتقالي الادارة الذاتية للجنوب لإنقاذ ما يمكن انقاذه قبل عدة اسابيع وفي تقديري فان موضوع الادارة الذاتية للمناطق المحررة في ظل فساد الحكومة وتقوقعها في فنادق الخارج قد تأخر وكان ينبغي ان يتم بعد تحرير عدن وبقية محافظات الجنوب لكن حينها ما كان هناك قيادة سياسية موحدة تستطع اتخاذ مثل هذا القرار وتتابع تنفيذه.
ان الوضع المتدهور للخدمات والرغبة الجامحة عند الناس لتغيير والتخفيف من معانتهم التي تمثلت في انقطاعات الكهرباء وعدم توفر المشتقات النفطية وانهيار العملة وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية والبنية التحتية وافتقاد الامن والاستقرار وقطع الرواتب او تقطيرها.
وعندما اعلن المجلس الانتقالي الجنوبي الادارة الذاتية والتي جاءت كاستجابة منطقيه للواقع ومعانات الناس الشديدة اعتقد البعض ان لدى الانتقالي عصا سحريه سيغير الاوضاع والتركة الثقيلة بين ليله وضحاها كما ان الثقة الكبيرة بانحياز الانتقالي الى صفوف الشعب بل وانحداره من بين اوساطهم والنجاحات التي حققها في عدة ملفات وخصوصا السياسية والأمنية والدفاعية الداخلية والخارجية قد زادت من ذلك الاعتقاد ولا ننسى ان بعض الاقلام التي تبدو مناصره للانتقالي او تتبجح بالقرب منه والغير عقلانية قد كرست ذلك الاعتقاد بوعي او بدون وعي
وكان الاجدر بنا ان نصارح الناس ونقول لهم ان القادم اصعب فكونوا معنا ....سنعاني كثيرا ونتألم كثير وهذا ثمن لحريتنا واستقلالنا كونوا معنا من اجل الجنوب الحر كونوا معنا وان تحاصرنا او حوربنا كونوا معنا ...سنصمد معا من اجل غد قريب افضل ، كونوا معنا.
واليوم وبعد ايام قلائل من اعلان الادارة الذاتية فان حرب الخدمات قد اشتدت ضراوة ضدنا فتدهور الخدمات للاسوا ... ففي الوقت الذي توقع الناس في عدن عصا سحرية مع الانتقالي . ونشطت الخلايا النائمة لتحريض الناس ضد مستقبلهم المنشود ، مستقله عواطفهم ومعاناتهم الذي اسياد تلك الخلايا الفاعلين الرئيسين لصنع تلك المعاناة ، بالتوازي مع التحشيد العسكري ضد الجنوب بهدف اسقاط طموحات وتطلعات شعبنا في الخلاص النهائي من هذه الاوضاع والمعاناة ليعيدونا الى مربع 1994م وما تلاه من معاناة وظلم وحرمان وعنصريه مقيته
فهل ندرك اليوم ان هناك من يقدموا ارواحهم ودماؤهم دفاعا عن هذه التطلعات والاهداف العظيمة لشعب الجنوب ، السنا نحن ايضا ينبغي ان نقدم التضحيات في الصبر والتحمل لما الت اليه الاوضاع الخدمية المتراكمة ودون ان نخضع تطلعاتنا واهدافنا ومستقبل اجيالنا والمساومة بها مقابل فتات، من الخدمات تضل قيد على رقابنا وكرامتنا وسيادتنا وفي نفس الوقت فان من حقنا ان نطالب قيادتنا بتحسين الاوضاع وننتقد اخفاقاتها ونقدم الحلول والمقترحات لها وعلى الادارة الذاتية ان تكون شفافة معنا وتصارحنا بالمشاكل التي ورثتها والتي تواجهها وتقول لنا ماذا فعلت وماذا ستفعل بحيث تتوخى الدقة والمصداقية والوفاء بالوعود