تنسب المهرة إلى مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة؛ وهو من نسل قحطان؛ وله تاريخ مشهود في تلك المرحلة المبكرة من تاريخ المنطقة التي نسبت إليه وما جاورها؛ وطبعاً لسنا هنا بصدد السرد التاريخي لدوره وللأحداث التي عاشها وشهدتها المنطقة؛ بل كإشارة عابرة لتاريخ المهرة العريق والممتد؛ والذي تميز بالأصالة والحضور الفاعل على امتداد شبه الجزيرة العربية حينها.
فمنذ ذلك التاريخ البعيد وما قبله وأبناء المهرة يسجلون حضورهم المميز في كل المراحل؛ ويوصلونه بشرف واقتدار وليس ببعيد عنا انخراط طلائعهم الوطنية وفي وقت مبكّر لحركة القوميين العرب في أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضي؛ وكانوا من أوائل الرجال الذين شكلوا مع غيرهم من أبناء الجنوب في المهجر وتحديدا في الكويت؛ طلائع المناضلين الذين انضموا مبكراً للجبهة القومية التي شكلت حركة القوميين العرب عمودها الفقري؛ وناصروا ثورة ١٤أكتوبر المجيدة وقدموا لها الدعم السخي؛ ومارسوا دورهم الوطني التحرري داخل المهرة وفي غيرها من مناطق الجنوب وبالوسائل المتاحة لهم ووفقا لظروف ومتطلبات تلك المرحلة.
واليوم حين تستعد جماهير المهرة الأبية لأن تقول كلمتها الفصل يوم السبت القادم وبشموخ وكبرياء؛ وتسمع صوتها القادم من أعماق التاريخ وبقوة؛ وتعلن كذلك رفضها المطلق لكل المشاريع التي يتم التسويق لها إعلاميا؛ أو محاولات فرضها عبر الوسائل والأدوات المختلفة وتحت عناوين مفضوحة؛ والتي يتبعها حزب الإصلاح الإخونجي الإرهابي؛ الذي أختطف قرار (الشرعية اليمنية) مع الأسف؛ ويتولى الدور الرئيسي في عملية التعاون والتنسيق المباشر مع محور قطر؛ تركيا؛ إيران؛ وبتفاهم وتناغم تام مع توأمه الحاكم في صنعاء!!
ولتقول للجميع:
المهرة جنوبية الهوى والهوية وهي رئته الشرقية التي يتنفس منها الهواء النقي؛ وبأن للجنوب الولاء الصادق والانتماء العميق؛ فأذهبوا أيها الطامعون والمتطفلون على تاريخنا أنتم ومشاريعكم إلى الجحيم!
فألف تحية نبعث بها لكل أحرار وحرائر المهرة وهم يستعدون لعناق التاريخ المضيء والمشرف في محطة مضيئة أخرى جديدة من تاريخ المهرة العظيم؛ وألف تحية للشباب من فتيان وفتيات المهرة الذين سيتقدمون الصفوف وبعزيمة تنشد المستقبل الآمن والمزدهر؛ وتصدح فيه أصواتهم المدوية في ساحات الحرية وميادين الكرامة في كل أرجاء الغيضة؛ عاصمة النقاء والوفاء والثبات والأمل والتحدي الذي يليق بالمهرة وأهلها الطيبون الكرام.