بالنظر للتململ الحاصل والمتزايد يوماً عن يوم؛ والمعبر عنه بطرق وأشكال مختلفة بين أوساط الجنوبيين وبمختلف شرائحهم الإجتماعية وتوجهاتهم السياسية؛ والمنذر بعواقب خطيرة إذا ما خرجت الأمور عن السيطرة؛ ونظراً للظروف التي يعيشونها والتي أصبحت جحيماً لا يطاق ؛ وأخذاً بعين الإعتبار الموقف المتعنت والمراوغ للشرعية (( المختطفة ! ))؛ وإستمرارها في مواصلة الحرب على الجنوب وبكل الطرق والأشكال المتاحة لها؛ وبالنظر كذلك للموقف غير الحاسم بل والغامض لدور التحالف والذي لم يعد مفهوماً للناس؛ بل ويثير شكوكهم وعدم قبولهم بدوره الحاصل؛ بل وأرتفعت أصوات من بين المؤيدين له تطالبه بأن يترك الجنوب ويرحل إن لم يؤدي دوره ويتحمل مسؤليته كاملة إزاء كل ما يعانيه ويتعرض له الجنوب اليوم من تدمير ممنهج ودفعه دفعاً نحو الفوضى والمجهول في قادم الأيام.
لذلك فإن المسؤولية الوطنية والتاريخية الملقاة على عاتق المجلس الإنتقالي الجنوبي في هذه اللحظة الفاصلة؛ تقتضي بالضرورة منه التفكير الجدي بإتخاذ خطوات مدروسة وذات مغزى؛ وبالتنسيق والتفاهم والتعاون مع كل القوى السياسية والمجتمعية الجنوبية الحريصة على مستقبل الجنوب وأجياله القادمة وعلى قاعدة وحدة الإرادة والهدف؛ تعيد الثقة بالمسار السياسي وبالمجلس الإنتقالي وبكل الفاعلين في المشهد السياسي الجنوبي على حد سواء؛ وتضع التحالف أمام مسؤولياته المتعددة؛ والذي أصبح مكشوفاً للرأي العام المحلي والدولي؛ ولم يعد بمقدوره الهروب أكثر إلى الأمام مهما أجاد من تسويق للأعذار والمبررات وإستخدام الحقن السياسية المهدئة؛ وبما يمكن من إختبار نواياه الحقيقية عملياً؛ وبعيداً عن الوعود والتسويف وسرقة الوقت الذي يصب في غير صالح المشروع الوطني الجنوبي إذا ما بقي الوضع على حالة دون تغيير.
فالإقدام على الخطوات التي ندعو لها ونترك للجهات المعنية بهموم ومعاناة شعب الجنوب وقضيته الوطنية العادلة؛ تحديد حجمها ومجالاتها وأهدافها المرجوة وبناء على تقييمها للأوضاع وبكل أبعادها؛ فأننا نأمل من كل ذلك عدم فقدان ثقة الجماهير بالقيادات السياسية؛ فالقيادات السياسية إن فقدت ثقة الناس بها يصعب كثيراً عليها إستعادتها بسهولة ولو بعد حين؛ وستحملها مسؤولية ما أصابها جراء سياساتها؛ وعدم سماع صوتها في الوقت المناسب وإتخاذ القرارات المناسبة في اللحظة المناسبة؛ وحينها لن ينفع الندم !!