نصف الكرة الأرضية أنتِ والنصف الآخر أنتِ السبب في وجوده, عزيزتي حواء ..أنتِ ملهمتي في كتابة مقالي هذا ..
يحتفلون بكِ أعياداً يتغنون بأدوارك التي لم تكن سهلة أبداً ..ولكنهم لا ينصفونك, يعترفون بفضلك لكنهم لا يعرفونك...
عزيزتي حواء .. علينا أن نعلم نحن معشر النساء أن حقوقنا لا توهب دون أن نطالب بها, فأنتِ لستي ضمير التأنيث الساكن الذي لا محل له من الإعراب فالحياة يا عزيزتي ليست جملة مفيدة.
حقوقكِ ليست تلك التي يحاول من يريد بيعك بسوق النخاسة أن يسوقها لك ! بل حقوقك أن تتعلمي وتعلِّمي ..أن تصنعي وتزرعي وتشاركي في مواقع صنع القرار .. حقوقك التي نادى بها الدين والشرع والقوانين والأعراف.. تلك الحقوق لن توهب لك بدون طلبك ..فلا تكوني خجولة.
أَثبِتي نفسك..إثْبَتِي.. عافري لا تتخلي عن تاء التأنيث تمسكي بها, فأنتِ لستي الأستاذ بل الأستاذة ولستي الطبيب بل الطبيبة ولستي المهندس بل المهندسة ولستي العامل بل العاملة ولستي السياسي بل السياسية.. أنتِ موجودة ما دام ضميرك موجود, فلا تذوبي في كيان آخر غير كيانك.
لا تتخلي أبداً عن بيتك وأطفالك فأنتِ تحملين رسالة سامية, عاملة كنتي أم ربة منزل أم مثقفة أو حتى مزارعة أنتِ موجودة وتشاركين الرجال في بناء الأوطان .. فلم الخجل؟؟
أنتِ موجودة بتربيتك الصالحة لأبنائك.. بإبداعك في مجال عملك, ولا يكتمل الرجل إلا بكِ.. فلم الخجل ؟؟ أنتِ تناضلين وتكافحين وكنتي ولا زلتي في مقدمة الثورات وفي ظهر الثوار.. فلم الخجل ؟؟ أنتِ الأم والأخت والزوجة والأبنة والحبيبة والرفيقة ..فلم الخجل ..
علينا أن نبدأ من الآن بأن نثبت أنفسنا, نعلم ما لنا وما علينا .. علينا أن نحترم دورنا ولا نكون أعداءاً لبعضنا البعض ..وعلينا أن نعترف بالحقيقة المرة أن المرأة عدو المرأة فالتقليل من شأننا لا يأتي دائماً من الرجال.. وبالمحصلة فإن ذلك يضعف دورنا جميعاً كنساء فاعلات في المجتمع.
ولا ننسى دور الرجل المعزز لدور المرأة الريادي فهناك العديد من الرجال الذين نضجوا فكرياً ليدركوا أن المرأة هي أساس المجتمع ويدعمون ذلك الدور في بناء الأمم .. بدءاً من الأسرة التي تعتبر هي نواة المجتمعات وصولاً إلى المجتمع الكبير الذي ننتمي إليه.. ولا ننسى أن الوطن هو الأم لنا جميعاً من رجال ونساء فعلينا أن نتكاتف لتحريره وإعادة بنائه من جديد ولن يتم ذلك إلا بوجودكِ أنتِ يا حواء بجانب الجميع ...ٍوإن غداً لناظره قريب..