هذه المقالة ليست عن أحجية كهرباء فيما بات يعرف بالعاصمة المؤقتة، وما بات يعرف ايضا بالمحافظات المحررة .. لكن ذكرها يأتي فقط من باب الاستدلال على مشكلة لم يعد لها حل ! مثل مشكلة التغير المناخي . لا تصدقوا إن قال لكم أحد ان العالم متحمس بما يكفي لحل مشكلة تلوث كوكب الارض !
في بلدان أخرى قد تؤدي مشكلة واحدة فقط كمشكلة انقطاع الكهرباء لساعات طويلة وغياب اي حل لها الى ازاحة وزراء أو اسقاط حكومات او حتى ازاحة رئيس . لكن هذا الامر يحدث في اماكن اخرى ، وليس في بلد لم يتم فيه ولو لمرة واحدة اقالة وزير كهرباء !
أمام عدم حل مشكلة وأحدة من مشاكل المواطنين ، وهي كثيرة . لا أحد يعرف ماذا تعني حكومة ، ولم يعد مفهوما ماذا يعني قائد ، وماذا يعني فخامة !
قال الرئيس الأمريكي دوايت ايزنهاور ذات مرة إن لم تجد حلولا لمشكلة ، ضخمها . اي إجعلها اضخم حتى مما تبدو عليه ! لكن الواضح ان مشكلة الكهرباء او كل المشاكل الكبيرة التي يعاني منها غالبية سكان هذا البلد المقهور وجدت ما يكفي من التسويف والتعطيل ، ولم تضخم واحدة منها لكي يتم إيجاد حل لها . ما يتم تضخيمه فقط هي المشاريع التي تخدم الأهداف الشخصية .
الواضح أن الحكومة الحالية ، بعد مرور وقت كافي على عملها ، بالاضافة إلى البقية الباقية من سلطات الامر الواقع ، فشلوا جميعهم أكثر مما كان يعتقده حتى الاكثر تفاؤلا . ولم يستطيعوا إيجاد حل لأي مشكلة تعذب الرعية او حتى التخفيف من معاناتهم الكثيرة والمتنوعة ، ولا حتى نجحوا بتضخيم واحدة منها كما نصح ايزنهاور . إبتداءا من الكهرباء ، ومرورا بصعوبة الحياة المعيشية ، ووصولا لما يسمونه إستعادة حقوق الشعب !
الكثير من المواطنين ، وخاصة في المدن والمناطق شديدة الحرارة ، ستترسخ قناعتهم في هذا الصيف ، بأن مرور المزيد من الوقت في هذا البلد لا يعني سوى امر واحد ، المزيد من الخذلان والمعاناة .. وقد يضاف له المزيد من فقدان الامل . هذا في الوقت الذي يبدو فيه الخصوم أكثر إصرارا بتضخيم كل شئ من اجل تحقيق نتائج اكبر لأهدافهم .
الغريب انه مع هذه الأحوال شديدة الصعوبة هناك من يطالب الضحايا بضبط النفس وعدم الوقوع في القنوط والاحباط ، وحتى عدم التعبير عن الغضب ! فقط لان من بيدهم السلطات قرروا اتباع سياسة النفس الطويل لتحقيق اهدافهم !
دعونا نختم من حيث بدأنا .. من الواضح ان موضوع الكهرباء ليس له حل في اي سنة قريبة ، حتى حسب التقويم الزمني الصيني . الا إذا صرفت الحكومة او من يعترف بها مبلغ مالي لكل مواطن يستطيع به شراء انظمة الطاقة الشمسية من اجل توفير كهرباء تكفي منزله وكل افراد اسرته .. ولان ذلك لن يحدث ، فتضخيم موضوع الكهرباء هو السبيل الوحيد الممكن بيد الرعية المعذبة ، ليس لايجاد حل قربب فحسب ، وانما فرضه .
لكن يبقى السؤال المهم هو ، كيف سيتم تضخيم مشكلة الكهرباء إلى الحد الذي تصبح فيه أهم عنوان رئيسي .. ليس دخل البلد فقط ، بل وخارجه أيضا .