الأمين برس

2024-04-18 00:00:00

عدن وصراع من اجل الوجود

كتابات
2021-04-15 23:27:48

من يعلق الجرس

رمضان أتى وسيأتي رمضان قادم وكاننا نعيش في مشهد تجمد فيه الزمن لا مرتبات ولا كهرباء ولا خدمات ولا امن واستقرار حتى في حدودها الدنيا وفوق ذلك اطلت جائحة كرونا لتحصد الأرواح دون ان يتحرك ضمير احد السؤال من هي الجهة المسؤولة عن كل ما يجري ؟

 

من المعيب على الشرعية والتحالف والانتقالي ان يظل وضع عدن والمناطق المحررة يراوح في مكانه من الإهمال ومن الازدواجية في الادارة وإنفاذ القانون رغم الاتفاق الأخير الذي تمخض عنه تشكيل حكومة مناصفة بين الطرفين تحت رعاية التحالف.

 

ما أهمية الاتفاق اذا لم ينفذ وما أهمية الراعي اذا لم يلزم الأطراف على تنفيذ الاتفاقات ؟

زادت حدة الصراع في عدن واصبح الوضع لا يطاق من تعطيل الخدمات وتأخير دفع المرتبات والسطو على الاراضي والبناء العشوائي وغلاء المعيشة وضخ اليها الاف النازحين بشكل متعمد ومثلهم لاجئين ليزداد الوضع اكثر سوء واصبح المواطن يعيش في حالة رعب تحاصره المشاكل من كل الاتجاهات ويظل ينتظر عودة الكهرباء ويخاف من انقطاعها ويترقب وصول الراتب هل وصل ام لا وكيف سيواجه الحياة ؟ وهكذا يتم حشر الناس في كابوس الكهرباء والمرتبات ويضاف اليه جائحة كرونا والخوف من الاٍرهاب المسلط على رقاب الجنوبيين منذ عام 90 حتى اليوم اضافة الى المسلسل اليومي من التعدي على الممتلكات الخاصة والعامة وتدمير ملامح مدينة عدن الحديثة وتشويهها بالبناء العشوائي لتصبح غير مؤهلة لاي وظيفة في المستقبل كونها تمثل عقدة الاتصال ومركز يتوسط العالم تستطيع ان تلعب دورا رياديًا في مستقبل الاستثمار والتجارة العالمية.

 

ما هو المغزى من كل ما يجري اليوم في عدن والمحافظات المحررة الاخرى ؟ هل هي سياسة ممنهجة تقودها أطراف إقليمية ودولية تهدف الى ارغام سكان عدن والجنوب للرضوخ لما يعد من حلول قادمة بحيث لا يجد المواطن وقت للتفكير بمستقبله ومستقبل أجياله ويظل محشور في خانة الرعب اليومي ومنهك يصارع لكي يبقى على قيد الحياة ؟

 

تحرك الشارع الجنوبي في وقفة احتجاجية سلمية ليعرض للعالم مطالبه العادلة بعد ان شعر بان الحكومة لم تستطع ان تقوم بواجبها التي تشكلت من اجله وهو صرف المرتبات وتفعيل خدمات الكهرباء وغير ذلك من المهام واصبح وجودها فقط يبتلع أموال طائلة من ميزانية الدولة بدون اَي نتيجة تذكر.

مع الاسف سبق وان عقدت اتفاقات وكان اولها في نوفمبر العام 2019 حددت فيه توقيتات للتنفيذ ولكن لم ينفذ منه شيىء وجرت المماطلة امام أعين الراعي للاتفاق بل تفجرت حرب على مشارف شقره تحت سمع وبصر التحالف ولَم يحرك ساكنا اهدرت فيه ارواح وامكانيات وزمن مستقطع من حياة الناس وتركت الحوثي يسرح ويمرح على كيف كيفه بل كانت هناك انسحابات من قوات الشرعية وتسليم مواقع مع المعدات العسكرية وإخلاء جبهات لصالح الحوثي ورمت الشرعية كل ثقلها باتجاه الجنوب المحرر والراعي والعالم يتفرجوا ولم يحركوا ساكن.

 

الشرعية واقعة في مأزق كبير هي لا تشعر بانها في حالة حرب مع من طردها من عاصمة الدولة اليمنية وتاهت في وسط الطريق وأصبحت رهينة لأوهامها التسلطية عندما كانت حاكمة في صنعاء ووجهت بوصلتها نحو الجنوب لإعادة احتلالها ولحماية ثرواتها وشركاتها العاملة في حقول النفط والغاز والبحر والبر والجو وادخلت التحالف في مأزق كبير بعد ان غيرت أولوياتها من الاتجاه شمالاً نحو العاصمة صنعاء الى المزاحمة على حكم محافظة عدن والمحافظات الجنوبية الاخرى وكأن الذي قابع في صنعاء من حلفائها المقربين.

 

المشهد اليوم.... تجري معارك على أبواب مأرب ويستميت الحوثي لكي يظفر بالمدينة لكي تكون نقطة انطلاق ليس عسكريا تجاه المحافظات الجنوبية وحسب ولكن هي محطة اقتصادية تجلب له المزيد من الموارد للاستخدامات في المجهود الحربي وتقوية موقعه التفاوضي في المفاوضات التي تجربها الامم المتحدة وأمريكا والعالم كله لوقف الحرب وتحقيق تسوية سياسية والحوثي يتمتع بموقف تفاوضي قوي بينما الشرعية التي كان يفترض ان تدفع بكامل قوتها نحو الدفاع عن مأرب والتحول للهجوم الكاسح لاستعادة صنعاء وهذا ما نص عليه اتفاق الرياض الأخير بمساعدة قوات الانتقالي نجدها لا تابه لذلك ولكنها تتجه للحشد جنوباً للسيطرة على عدن ولا ادري هل التحالف لا زال لديه النية في تنفيذ اتفاق الرياض الذي وقع تحت رعايته او انه متماهي مع الشرعية في سعيها لترك جبهة مأرب والتوجه جنوباً ؟

 

كل ما بجري على ساحة اليمن شمالا وجنوباً لا يتوافق مع المنطق لا انها حرب وتسير وفق شروط الحروب المتعارف عليها ولا ان هناك اَي بوادر لسلام وامن واستقرار وهذا ما نشاهده من تنازع على ادارة المناطق المحررة وبدء حروب فرعيه وحروب من نوع اخر يتعلق بخدمات الناس وقوتهم وحياتهم اليومية التي أصبحت لا تطاق ونشاهد تعثر التحالف في لجم جماح من يخرق الاتفاقات التي تتم تحت رعايته وفِي الجانب الاخر.

 

نشاهد تسابق الدول الأجنبية على عقد اللقاءات وآخرها في برلين للتدخل لوقف الحرب كل على طريقته ووفق مصالح بلدانهم واخر ما يفكرون به هي مصلحة اليمن والأقليم وهناك من يمسك باليمن رهينة بيده لكي يقايض بها في حل مشاكله مع العالم والضحية هم الشعب في الجنوب والشمال.

 

مع الاسف نجد نخب سياسية شمالية وجنوبية لا هم لهم الا ترتيب وضعها ومصالحها واخر ما تفكر فيه هي مصالح عامة الناس في الشمال والجنوب ولله في خلقه شؤن ولا حولا ولا قوة الا بالله.

 

ولا احد يستطيع ان يجلب السلام والأمن والاستقرار لليمن شمالا وجنوباً من الخارج ولا يجب الانتظار لمن يأتي ليوزع علينا وصفات الحل كيف نعيش وكيف نتصالح وكيف نحل مشاكلنا ... نحن وحدنا ان أخلصنا النية نستطيع ان نختصر ألطريق ... نحن المعنيين بذلك في الشمال والجنوب نحن نعرف ماذا نريد وخاصة اذا امتلكنا الشجاعة وواجهنا أنفسنا وتخلينا عن الاستقواء بالخارج ضد بَعضُنَا البعض ... عندها سيكون الطريق سالك ان اعترفنا بجذر المشكلة وعندها ستكون الحلول في متناول اليد... لكن السؤال من يعلق الحرس ؟

قاسم عبدالرب العفيف

13/4/2021

 

https://alameenpress.info/index.php/news/28307
You for Information technology