بعد ان تم مؤخراً فك الارتباط الاعلامي من خلال استعادة اسم وكالة انباء عدن فأعتقد انه قد حان الوقت إن لم يكن الوقت قد تأخر فعلاُ للبدء بفك ارتباط ثقافي من خلال سرعة استعادة دور المتحف الوطني الجنوبي وإعادة ترتيبه وتنظيمه وتأهيله شكلاً ومضموناً ليكون شاهدا على مآثر الماضي وبطولات الحاضر ويستعيد دوره ليكون معلماً من معالم العاصمة عدن يفاخر به كل جنوبي .
الاهتمام بهذا الجانب هو ترس من تروس ماكنة استعادة الدولة الجنوبية وتاطير لتاريخ نضال شعب الجنوب منذ أواخر الخمسينات وحتى حرب 2015م ليكون تاريخ الجنوب في مأمن من العبث والتزوير والمغالطات وليحكي للأجيال القصة كاملة،
إضافة إلى أن استعادة المتحف له مدلولات سياسية أخرى ستربك الطرف الآخر ولن يستطيع عمل شيء لان العمل مشروع ولا تستطيع وزارة الثقافة ولا وزيرها أن يمنعوا هذا الأمر او حتى يعترضوا على ذلك فقد وصلوا إلى حالة الصفرية في الضياع والتيه ، ونحن شعب يحب أن يحفظ تاريخ نضاله لكي لاتتوه الأجيال.
بأمكان القيادة الرشيدة في المجلس الانتقالي الجنوبي الاستعانة بفريق متخصص من الكوادر الجنوبية المؤهلة لهكذا عمل ثقافي مجتمعي وقومي يعيد الروح ليس للمتحف فحسب بل يعيد الروح للتاريخ الجنوبي ككل ،،
وبالإمكان كذلك تعويض كل ماتم نهبه خلال كل السنوات الماضية بالاستعاضة بعرض الصور والمجسمات الكبيرة المعبرة عن الأحداث وتحكي عن المآثر التي مرت في حياة الشعب الجنوبي ،
بل انه بالإمكان أن يتم جعل هذا المتحف مزاراً وصرحاً ثقافياً يؤصل لتاريخ عدن الجنوب ويعزز فكرة الانتماء إلى أرضاً لها تاريخ وموروث سياسي وثقافي واجتماعي يختلف بالمطلق عن أي موروث سياسي او ثقافي آخر .
استعادة المتحف وإعادة الروح فيه والعمل على إخراجه من جديد للمجتمع بصورة بهية وجديدة يحتاج إلى خطوة جريئة وقرار سديد للبدء بتشكيل فريق متكامل يقومون بإعداد تصور عام للشكل الخارجي والتقسيم الداخلي وتوزيع الإضاءات وتنظيم الممرات ،
انها خطوة تحفظ تاريخ الجنوب وتحفظ لعدن الاصيلة مكانتها الثقافية والاجتماعية وتحافظ على عدن القديمة ( كربتر ) كمدينة عمقها التاريخي وانتمائها الثقافي ضارب في جذور التاريخ ولها حق علينا أن نحفظ لها هذا .