يصادف يوم 1 سبتمبر عيد الجيش الجنوبي وتاتي هذه المناسبة وسط حزن عميق مس كبرياء الجنوبيين قاطبة عندما تعرضت قاعدة العند لضربة صاروخية معادية في صباح يوم 29 اغسطس من هذا العام ومع شديد الاسف يتعرض جيش الجنوب لمثل هذه الهجمات الجبانه دون ان يملك وسائل الردع بين يديه وهذا ما يزيد جرح الجنوب عمقا
تكرر ضرب قاعدة العند كهدف من قبل أعداء الجنوب للمرة الثانية ويمكن يستمر لعدة مرات وفي كل مرة تترك تلك الضربات خسائر بشرية ومادية والسؤال لماذا الغفلة من قبل التحالف والشرعية والقوات الجنوبية وهل دماء الجنوبيين رخيصة الى درجة لا تستأهل أخذ الاحتياطات اللازمة ومن ضمن ذلك تزويد القاعدة الجوية بمعدات دفاعية مناسبة تستطيع معرفة الخطر قبل وقوعه والتصدي له وهو في الجو سواء كانت طايرة مسيرة او صاروخ او غير ذلك
قضية استهداف القوات الجنوبية ليست وليدة الحرب الحالية ولكنها انطلقت منذ ما قبل حرب عام 94 م حرب اجتياح الجنوب الاول من قبل نظام صنعاء وظل الاستهداف مستمر حتى مع ظهور جماعة أنصار الله وكل ذلك يعتبر منهجًا تعمل فيه وتتوارثه كل قوى الشمال لتدمير أية قوة عسكرية جنوبية
تعرض عشرات الآلاف من العسكريين للتسريح القسري بعد حرب 94 م ولم يقتصر الامر على التسريح وفقدان الوظيفة ولكن اصبح كل قائد عسكري او طيار او مهندس او ضابط امن من ذلك الجيش هدفا وصيدا ثمينا لفرق التصفية الجسدية التي اطلقها النظام في المدن والطرقات العامة والأسواق وهناك الآلاف كانوا ضحايا للاغتيالات وقيدت ضد مجهول
حتى غزو الجنوب في عام 2015 لم يملك الجنوب قوات ولم يسمح له بذلك ولكن تشكلت من المقاومة الجنوبية قوات تمكنت بمساعدة التحالف ان تهزم الغزاة الجدد وتحرر المحافظات الجنوبية وعندما شعر العدو بفقدان الجنوب بداء مسلسل التفجيرات وسط أولئك المجندين الجنوبيين وقتلهم وهم وقوف اما للتسجيل او لاستلام المرتبات امام بوابات المعسكرات او منازل بعض القادة العسكريين عبر تحريك الخلايا النائمة التابعة للقاعدة واخواتها واستمر ذلك المسلسل لكن بصوره جديدة متطورة وهو عبر إرسال طائرات مسيرة او صواريخ إيرانية الى معسكرات الجنوب في عدن ولحج والضالع وابين وحتى في مأرب لم تسلم قوات جنوبية صادف تواجدها هناك
وضع التحالف والشرعية غير مفهوم لا حرب ولا سلام وانصار الله وحلفائهم يصعدون في كثير من الجبهات ويتصرفون بحرية كاملة لا تحده حدود كل يوم يفاجىء التحالف والشرعية والقوات الجنوبية وهم في مواجهة مع الحوثي في جبهات متعددة وأصبح يملك زمام المبادره في يده وتحت تصرفه احدث الأسلحة المصنوعة ايرانيا من صواريخ متعددة المدى وطائرات مسيرة وأسلحة اخرى ذكية
اليوم التحالف امام المحك اما ان يسلح القوات الجنوبية بالاسلحة الرادعة لمواجهة الحوثي او ان ياتي بأطقم خاصة للأسلحة وتتمركز في المناطق الحيوية في الجنوب لصد الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة وهذه مسؤلية يتحملها التحالف وفقا لالتزاماته الدولية
وفي الجانب الاخر تتحمل قيادات القوات الجنوبية المسؤلية في اتخاذ كافة الاحتياطات الضرورية لحماية المجندين والمعسكرات وعلى وجه الخصوص قاعدة العند من اي اعتداءات في المستقبل كما وفي نفس الوقت لابد من اعادة النظر في عملية اعداد وتاهيل القوات الجنوبية واستعادة الروح المعنوية على وجه السرعة ورفع جاهزيتها القتالية
ولدى الجنوب مخزون كبير من الخبرات العسكرية المؤهلة تستطيع ان تساعد في سد الفجوة وانتشال الأوضاع في كافة المجالات واعادة الصورة المشرقة للجيش الذي كان مفخرة الجنوب حان الوقت لاجتذاب تلك الخبرات وإعادتها الى الخدمة فورا وبدون تاخير
قاسم عبدالرب العفيف
1/9/2021