الأمين برس

2024-04-29 00:00:00

الصرخة في شبوة

كتابات
2021-09-30 23:41:43

قبيل تسليم فرضة نهم للحوثيين من قبل الجيش "الوطني" كان كل قادة الشرعية يهددون الحوثيين ويتوعدونهم برفع علم الجمهورية اليمنية في مران، وقال قائلهم، لن نسمع الصرخة حتى في مران نفسها، "لأن أهل صعدة بما في ذلك مران قد عانوا الأمرين من هذه الجماعة السلالية العنصرية الباغية".

ربما يكون في هذا الكلام بعض الصحة خصوصا ما يتعلق بمعاناة أهل صعدة من سوء إدارة من يتولون شؤون إدارتها، وشخصيا لمست هذا عندما كنا في مدينة صعدة في منتصف العام 2007 ضمن "اللجنة الرئاسية" المكلفة حينها بتنفيذ "اتفاقية الدوحة"، التي لم ترَ النور بعد لقائنا الوحيد مع عبد الملك الحوثي في مطلع أغسطس من نفس العام بعيد الحرب الرابعة.

ليس هذا موضوعنا فربما توقفنا عنده لاحقاً، لكن ما نحن بصدده هو تلك الأنباء المصورة التي يتداولها ناشطو التواصل الاجتماعي والتي يظهر فيها أحد الحوثيين وهو يدرب بعض أبناء بيحان على ترديد الصرخة، . . . بيحان المديرية الجنوبية الواقعة في محافظة شبوة بعد أن سلمها الجيش الـ"وطني" للوحثيين كما سلم قبلها مأرب والبيضاء والجوف ونهم، وقبل ذلك عمران وحجة وصنعاء والمحويت وريمة وذمار وبقية المحافظات التي لم نسمه فيها طلقة رصاص واحدة من أشاوس هذا الجيش ضد الجماعة الحوثية.

حينما كان القادة الحوثيون يقومون بتلقين صرختهم لبعض أبناء شبوة كان الإعلام الـ"شرعي" يتفاخر بمقتل بعض الحوثيين هنا أو استعادة كيلو متر مربع أو أقل هناك من المحافظة التي كانت بكاملها تحت سيطرة السلطة المحلية بحماية كاملة من النخبة الشبوانية المشهود لرجالها بالشجاعة والبسالة والإباء، ولو كانت النخبة هي من يتولى الملف الأمني والعسكري في شبوة لما تطاول الحوثي واحتل شبرا واحداً من ربوعها الطاهرة، لكن المحافظة سلمت تسليماً لمن ليس أهلا لحمايتها، وبالأحرى لقد سلمت لأشقاء الحوثي وشركائه في الهدف والوسيلة، ولذلك جاء التسليم والاستلام بين الطرفين بلا أية مواجهة وبلا "وجع رأس"، فالأرض هي نفس الأرض والمُسَلِّم والمُسْتَلِم إخوان.

ترديد الصرخة في شبوة أو التَدَرُّب عليها يجب النظر إليها من عدة زوايا.

أما سماسرة الأوطان وبائعي الضمائر وعددهم لا يتجاوز عدد أصابع اليدين وربما القدمين، فسيلفظهم التاريخ كما لفظ الذين سبقوهم وقبلوا على أنفسهم لعب دور الكومبارس السياسي الذي ينتظر الفتات مكافأة له على خذلان أهله وبيع أرضه والتخلي عن العزة والكرامة التي ضحى من أجلها الجنوبيون بأغلى ما يملكون من الدماء والأرواح منذ لبوزه وعبود ومدرم مرورا ببن همام وبارجاش ومحمد ثابت الزبيدي والمعكِّر وصالح طالب وسالم الغاز حتى عمر الصبيحي وأحمد سيف وسعيد تاجره القميشي وأبو اليمامة وغيرهم آلاف الأسماء التي يزخر بها تاريخ الإباء والاستبسال والرفض الجنوبي.

 

https://alameenpress.info/index.php/news/30939
You for Information technology