في مواجهات عدن تتداخل كل الحلقات والقوى المستفيدة ، من محاولة سحب البساط من تحت الإنتقالي ، وإنتزاع عاصمته بدلالاتها الرمزية من تحت سلطته بقوة السلاح.
الإخوان والقاعدة والتحالف وحتى الحوثي، جميعهم شركاء في تفجير المواجهات ، اما بالفعل المباشر او بالمسؤولية التضامنية، او بحصد المكاسب ، جراء حرف مسار اولويات الصراع ،وإقحام الأحزمة وقوة الدعم في معارك جانبية، تبدد قوتها نحو الفرعيات وخارج الهدف الرئيس، وقف زحف الحوثي صوب المناطق المحررة :
- الحوثي مستفيد من إنشغال كهذا يساعده على التمدد بقليل من المقاومة، بإتجاه شبوة وحضرموت وابين.
- القاعدة تحلم بإسقاط المناطق ،وإقامة إماراتها الدينية الإرهابية في عدن، على غرار تجربتها السابقة في ابين .
- الشرعية عبر إعلامها والدعم المادي الخفي، لما جرى في كريتر ، تصفي حساباتها المتخلفة المتراكمة، مع خصومها التقليدين ،وتثأر بذهنية البدوي الذي لا ينسى ، من طردها في محطات صراع سابقة من عدن، وتعمل على تعويض خسائر الشمال، في السيطرة على كل الجنوب.
- السعودية والتحالف بحاجة إلى طرف اقل تشدداً من الإنتقالي، في مطالبه وسقف مشروعه السياسي، واكثر تساوقاً مع التصور السعودي ،لتسوية تُبنى خارج حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً وحقيقياً.
* ما حدث في كريتر بروفة اولى لشطب الإنتقالي او إضعافه ،وهي محاولة تعكس التحالفات والتداخلات بالأهداف ،اما بالدعم المباشر او بتوافق الرغبات المبيتة، بروفة لن تكون الأخيرة ،في مسلسل خلخلة تماسك المؤسسة العسكرية والأمنية الجنوبية، وإحداث إختراقات مميتة على مستوى تمرير عناصر تدين بالولاء المزدوج ،لتحتل مواقع متقدمة في هيكلية القيادة، توكل لها مهام مماثلة إن لم تكن اخطر واوسع نطاقاً، مما جرى في الأيام القليلة الماضية.
* في احداث كريتر تتجلى حقيقة ان ما تعجز عن نيله بالسياسة والترغيب ، يمكن إنتزاعه بالقوة النارية والعكس صحيح.
* والحال هكذا يجب إعادة توصيف شروط شغل الوظيفة القيادية ، على
أُسس إحترافية تتخطى اهل الثقة والمنطقة، إلى اهل العلم والكفاءة، مالم يحدث ذلك نحن على موعد دوري مع نوبي آخر، يضغط على زر العنف يخلط الأوراق، ويفجر الأوضاع ومعها تماسك وصدقية خطاب وقوة الإنتقالي.
فقط بهيكلة الأمن الجيش يمكن تجنب تصدعات وحروب بينية أُفقية وراسية محتملة.
#خالد_سلمان