يبدو بأن البعض لم يستوعب بعمق وظيفة ودور الحوار الوطني الجنوبي؛ بصفته منصة وطنية للتفاهم والاتفاق على أسس وقواعد البناء الوطني اللاحق؛ والضامن لإبحار الجميع بأمن وسلام نحو المستقبل .
فلا يرى أمثال هؤلاء غير الوقوف على تجربة المجلس الانتقالي الجنوبي القصيرة؛ وتضخيم ما قد أصابها من نواقص وهفوات وأخطاء؛ وهي طبعا واردة الحدوث في هكذا عمل وطني يشق طريقة بصعوبة بالغة في ظل أوضاع مثقلة بنتائج وفعل الحرب التي مازالت قائمة ضد الجنوب وبأشكال وطرق كثيرة؛ وتحيط به المؤامرات والدسائس من كل جانب؛ ودون أي اعتبار كذلك للظروف والتحديات التي مر بها الانتقالي ومازال يمر بها حتى اليوم؛ وهي كثيرة ومعقدة وعلى أكثر من صعيد .
وفي نفس الوقت يتجاهلون تماما مع الأسف الشديد كل ما قد حققه حتى الآن من نجاحات وطنية كبيرة لصالح الجنوب وقضيته الوطنية وفي فترة زمنية قصيرة؛ فالنقد غير الموضوعي وغير المبرر يفقد وظيفته ويتحول إلى معول هدم ووسيلة للتشكيك والتقليل من حجم النجاحات والمكاسب الوطنية التي تحققت؛ وتسيء لأصحابها ولا تخدم سوى من يتصيدون الأخطاء وتوظيفها في غير صالح المشروع الوطني الجنوبي؛ الذي قدمت من أجله أعظم وأنبل التضحيات ومازالت تقدم حتى اليوم وبسخاء وطني عظيم .
ولذلك سيبقى الحوار وسيلة وطنية مثلى أمام الجميع لتجاوز تحديات المرحلة وتعقيداتها وبما يجعل من وحدة الموقف والرؤية والقرار أمرا ممكنا ومحطة انطلاق وطني شامل يقرب شعبنا من بلوغ أهدافه الوطنية وانتزاع حريته واستعادة دولته وسيادته على أرضه .