استغربت كثيرًا عندما سمعت أن ما يسمى بـ"المكتب السياسي للمقاومة الوطنية" التابع لطارق عفاش أفتتح فرعه بشبوة.. فبالله عليكم كيف يفكرون بافتتاح فرع لهم في محافظة جنوبية وأرضهم، ومكانهم الطبيعي ما يزال رهن الاعتقال لدى مليشيا الحوثي؟
هل وصل حال البعض إلى هذا الانحطاط، والدنيئة؟
نعم.. فلا غرابة من ذلك، فمشروع تحرير صنعاء لم يكن إلا على الورق، وفي الإعلام، فمنذ أكثر من سبع سنوات وكل الأطراف الشمالية اليمنية (شرعية وجيشها الوطني، وعفاش ومقاومته الوطنية) لم تحقق أي نصر، بل كانت دائمًا أنظارهم تتجه صوب الجنوب، الجنوب ولا غير الجنوب، فهم يخشون أن يذهب منهم الجنوب، ولا يخشون من سيطرة ميلشيا الحوثي على كل ما يملكون في صنعاء اليمنية، وباقي محافظات اليمن.
ليعلم الجميع أن ابطال قواتنا المسلحة الجنوبية ممثلة بألوية العمالقة الجنوبية لم يحرروا محافظة شبوة من ميليشيا الحوثي ليأتي ما يسمى بـ"المكتب السياسي للمقاومة الوطنية" التابع لطارق عفاش ليفتتح فرعه بشبوة.
ولم يقدم أبناء الجنوب شهداء لأجل أن يظهر ما يسمى بـ"حزب المؤتمر الشعبي" سياسيًا.
الجنوبيون قدموا تضحيات لأجل هدف واضح كوضوح الشمس في كبد السماء وهو استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو / أيار 1990م، وهذا الهدف سيبذل الجنوبيين الغالي والنفيس لأجل تحقيقه.
الرئيس عيدروس الزُبيدي كان كلامه واضح للغاية حين قال أن الجنوبيين سيدعمون أي طرف أو مكون شمالي سيوجه سلاحه صوب ميليشيا الحوثي الإيرانية، وسيقف الجنوب معهم حتى تحرير العاصمة اليمنية صنعاء، فلا تحاولوا إيذاء من مد يده لكم، ولا تكونوا لئيميين لهذه الدرجة.
ولو كان طارق عفاش ومكتبه السياسي وكل من يواليه يظنون أنهم يحاولون أحياء ما تسمى بـ"الوحدة اليمنية" المشؤومة، أو يحاولون إيهام العالم أن الوحدة ما زالت باقية، فأقول لهم أن افعالهم هذه ما هي إلا "لعب جهال"؛ فالوحدة اليمنية ماتت إلى أبد الأبدين، واحياؤه يحتاج معجزة كونية.
أما عن محاولاتهم إيهام العالم أن الوحدة ما زالت باقية، فأقول أن كل تلك الالاعيب كان يمكن أن تنطلي على المجتمع العربي والدولي، إذا لم يكن لقضية الجنوب، وشعبه، حامل سياسي ممثل بالمجلس الانتقالي الجنوبي، فالمجلس أوصل قضية الجنوب إلى أروقة المجتمع العربي والدولي، فكفى عبث.
أخيرًا، على طارق عفاش ومكتبه السياسي وكل من يواليه أن يفهموا أن افتتاح فرع لهم في صنعاء اليمنية أولى من افتتاحه بشبوة الجنوبية؛ فشبوة كانت، وما زالت جنوبية الهوى والهوية، ولن تكون غير ذلك بإذن الله تعالى.