لم يكن نشوء المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو ٢٠١٧م مجرد رد فعل على إقالة اللواء عيدروس الزبيدي وعدد من محافظي ووزراء الجنوب من مناصبهم، كما زعمت حينها وسائل إعلام تابعة للحكومة "الشرعية ".
هذه القيادات كانت قد نالت مناصبها تلك كاستحقاقات مسنودة بدعم شعبي أيضا.
تأسيسس المجلس جاء تتويجا وخلاصة وحصيلة لجهود جنوبية مخلصة وطويلة للوصول إلى حامل سياسي قوي وفعال لقضية الجنوب.
كما جاء تأسيس المجلس استنادا إلى التفويض الشعبي لحشد جنوبي غير مسبوق شهدته العاصمة عدن يوم ٤ مايو ٢٠١٧م، وهو الأكبر في تاريخ الجنوب حتى الآن، فوض عيدروس الزبيدي بإجراء مشاورات عاجلة والإعلان عن هذا الحامل السياسي.
ومنذ اشهاره، انطلق المجلس بخطوات متصاعدة وقوية ليشكل الحضور السياسي والعسكري والشعبي الأقوى في الداخل والحضور الدبلوماسي والإعلامي الأقوى في الخارج.
استطاعت قيادة المجلس وعلى رأسها اللواء عيدروس الزبيدي تجاوز أخطر المطبات والعراقيل والمؤامرات الداخلية والخارجية وحروب محاولات اخضاع الجنوب، بكل أشكالها، فشل كل ذلك بحكمة وحنكة وثبات قيادة المجلس.
كان حضور المجلس الناضج والمسؤول وخاصة قائده عيدروس الزبيدي لافتا وطاغيا على مشاورات ونتائج إعلان الرياض في السابع من ابريل ٢٠٢٢م...
بيد أن المرحلة الراهنة تفرض على قيادة المجلس رفع جاهزيتها وأدائها وتفعيل كل هيئات المجلس لمواجهة تحديات واستحقاقات المرحلة بما يخدم أولا إنقاذ شعب الجنوب من تبعات حروب الخدمات والمرتبات ، وثانيا السير قدما نحو تحقيق استعادة الدولة الجنوبية.
ما زال على المجلس أن يعمل الكثير لاستقطاب المزيد من القيادات والكفاءات الجنوبية وتصحيح وإصلاح وتفعيل هيئاته وضرب أوكار الفساد المالي والإداري والأخلاقي الذي تنامى في الجنوب بفعل فاعل منذ حرب ١٩٩٤م وازداد عدواه أكثر خلال هذه الحرب الطويلة.
ما زال المجلس بحاجة ماسة وملحة في هذه المرحلة إلى بناء أو تفعيل مؤسساته الاستخباراتية والإعلامية والعمل الدبلوماسي المؤثر والعلاقات العامة، تلك التي كانت من أهم نقاط ضعف المجلس بالنظر إلى الخبرات الطويلة والإمكانات الهائلة لخصوم الجنوب.