للتحالف وللشرعية ولكل من يبحثون عن حلول للمشكلات الإنسانية المجتزأة وبإجراءات مؤقته تشبه في فعلها الحقن المهدئة للألم ولا تعالج المرض أو تشفي المريض؛ نقول لهم جميعا أبحثوا عن صيغة مشرفة للإعتراف بالأمر الواقع في كلا من عدن وصنعاء؛ كمدخل لإيقاف الحرب وإحلال السلام الشامل والدائم في اليمن؛ وجعل ذلك المحور الرئيسي والجوهري لعملية التسوية الشاملة المنتظرة؛ وبما يضمن الحلول العادلة والمنصفة للجميع وفي مقدمتها حل قضية الجنوب وحقه في إستعادة دولته الوطنية الجنوبية كاملة السيادة .
ففي ذلك يكمن الحل الواقعي الذي يؤسس لمرحلة تاريخية جديدة من العلاقات الأخوية القائمة على التفاهم والتعاون والتكامل والتطور المشترك الذي يضمن تبادل المصالح وإنسياب المنافع وتنميتها وحمايتها بقواعد القانون والأسس والإتفاقيات المنظمة لذلك بالضرورة بين الدولتين الشقيقتين؛ ولمصلحة المستقبل والإزدهار المأمول لحياة الشعبين الشقيقين في الجنوب والشمال؛ وعلى قاعدة الندية والأخوة وجعل المستقبل الآمن والمستقر والمزدهر هدفا عاما مشتركا؛ عوضا عن البحث عن هدن هي ( مذلة ) أساسا للتحالف والشرعية على حد سواء أو هكذا يبدو لنا الأمر؛ و( بتواطؤ ) ومواقف ( غامضة ) من المجتمع الدولي؛ أو هذا ما نراه ونعتقده ووفقا للكثير من الأدلة والمعطيات التي برزت خلال الفترة الماضية؛ ولعل إتفاق السويد شاهدا حيا على ذلك؛ وهي هدن يفرضها الإنقلابيون على الجميع وبشروطهم ودون أن يلتزمون بها ودون أن يقابل ذلك بأي إجراءات رادعة .
أما إستمرار الحال على ما هو عليه وهدنة تتلو أخرى؛ فلن يكون ذلك مع الأسف غير تثبيتا وتقوية لسلطة الإنقلاب في صنعاء ومساعدتها على ذلك وبغطاء دولي وإقليمي يتخذ من الهدن المتتالية وسيلة لذلك؛ وتشجيعا على مواصلة حربها وجرائمها وفتح جبهات جديدة بهدف إحكام سيطرتها على المحافظات المحررة؛ وهو ما يعني بأن الجنوب سيكون ساحة لحرب قادمة أوسع وأشمل؛ وهي التي لم تتوقف أساسا وعلى أكثر من جبهة وبأكثر من وسيلة إرهابية إجرامية شهدتها ساحة الجنوب؛ ولذلك فلا مناص من الإستعداد لها وبكل الوسائل وحشد كل الطاقات الجنوبية المتاحة وعدم الركون لأي وعود أو لأي ضغط كان ومن أي جهة كانت لمنع الحرب العدوانية الجديدة ضد الجنوب؛ فهذا رهان محفوف بالمخاطر الجدية بل وغير مضمون مطلقا؛ فالإستعداد للحرب كما يقال هو وسيلة لمنعها أو لإلحاق الهزيمة بالمعتدي.