لله دركم!! يا ساكني أرض الأحقاف وثمود ووادي الحجر ومواطن كندة وسرو حمير، وحضرموت الكبرى، لله دركم !! فقد كنتم وما زلتم ملوكا على أرضكم رافعين رؤوسكم شامخين كالجبال، كنتم وما زلتم الإقيال والملوك والتبابعة والفاتحين الأخيار .
فيا أهل وادي النجير لقد أسمعنا الأعشى ذات يوم قوله:
يا حبذا وادي النجير
وحبذا قيس الفعال
القائد الخيل الجياد
ضوامرا مثل المعالي.
وقال أيضا :
أنا لدى ملك بشبوة
ما تغيب له النوافل
متحلب الطرفين مثل
البدء، قوال وفاعل
ما شاهده العالم اليوم من حشود جماهيرية غفيرة تتوافد إلى باحة قصر السلطان الكثيري لم يكن لها نظير في تاريخ حضرموت المعاصر وأنها لدليل واضح بأن صحراء ووداي حضرموت زاخرة بالعزة والشموخ والكبرياء والأنفة والإرادة وهذا ليس بالأمر الغريب، فأنتم الشعب الحضرمي العربي الأصيل، وتلك هي الحقيقة التي رسخت في العقل الجمعي العربي منذ زمن بعيد فها هو شاعرنا العربي الحضرمي، عبد يغوث بن صلاة الحارثي يستنجد بمليككم حين وقع أسيرا بيد قبيلة تميم وحلفائها قائلا:
ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بيا
فما لكما في اللوم خير ولا ليا
فيا راكبا أما عرضت فبلغن
ندامي من نجران ألا تلاقيا
أبا كرب والايهمين كليهما
وقيسا بأعلى حضرموت اليمانيا.
والمقصود بقيس هو قيس بن معد كرب الكندي الحميري ملك كنده وأميرها، ولما بلغت القصيدة قيسا قال:لبيك وأن أخرتني! أي ذكروه بعد أبي كرب.
فحرك جيشا في معركة يوم" فيف الريح،" والتي قال عنها الشاعر الأعشى مادحا:
وإن غزاتك من حضرموت
أتتني ودوني الصفا والرجم
مقادك بالخيل أرض العدو
وجدعانها كلفيظ العجم
تؤم ديار بني عامر
وأنت بآل عقيل فغم
أذاقتهم الحرب أنفاسها
وقد تكره الحرب بعد السلم
فطوبى لكم أيها الشعب الجبار ، سيروا على بركة الله لاستعادة مجدكم، وهويتكم وكرامة أمتكم، فالنصر حليفكم بأذن الله والخزي والهزيمة للبغاة المعتدين.
اللهم توفيقك ونصرك المؤزر .
العاصمة السياسة عدن
14 اكتوبر 2022م