بزخم منقطع النظير وغير مسبوق، وبحضور محلي وإقليمي ودولي وأسع تجسيداً لقيمة وأهمية الحدث الأبرز، أختتمت اليوم الأربعاء الموافق 2013/1/18، فعاليات المؤتمر الأول للصحافيين والإعلاميين الجنوبيين والذي استمر على مدى يومين متتاليين في العاصمة الحبيبة عدن.
وفي حفل التدشين يوم أمس الثلاثاء 2023/1/17، والذي شهد حضور عدد كبير من القيادات السياسية والعسكرية الجنوبية إلى جانب وفود عربية وأجنبية، ألقى السيد الرئيس القائد عيدروس الزبيدي كلمة، أعرب من خلالها عن سعادته الغامرة بإقامة المؤتمر الأول للصحافيين الجنوبيين، وأصفاً إياه بالعرس الإعلامي الكبير الذي تتوحد فيه الكلمة وتجتمع الأقلام الحرة من جميع محافظات الجنوب لإستعادة وإشهار كيانهم النقابي بعد عقود غابرة من المصادرة والإلغاء.
وأشار الرئيس الزبيدي في كلمته، إلى أهمية هذا الحدث والإنجاز العظيم الذي سيسهم في النهوض والإرتقاء برسالة الصحافة والإعلام الجنوبي، وفي الدفاع عن حقوق وحماية مصالح منتسبي هذا القطاع الهام ممن طالهم الإهمال والتهميش خلال الفترات السابقة.
وعانى الصحافيين والإعلاميين الجنوبيين في عهد الإحتلال اليمني عام 1994م، صنوف القهر والإقصاء والإذلال والتهميش والتضييق والملاحقة والقمع والاعتقال ومصادرة الحقوق والحريات، ومن رحم تلك المآسي والمعاناة وفي غمرة تلك الأحداث الصعبة التي مر بها وطننا الجنوب، أنبثق دور صحيفة الإيام حاملةً مشعل التنوير الفكري والثقافي والريادي المناوئ للممارسات الإحتلال اليمني، فكانت الصوت الذي يصدح بالحق ويكشف للرأي العام المحلي والدولي البطش والإرهاب والتنكيل الذي يتعرض له أبناء شعب الجنوب، برزت صحيفة الإيام برسالتها الإعلامية المناهضة للمحتل من قلب العاصمة عدن، وحملت على عاتقها مشروع النضال والحرية وقدمت كل التضحيات في سبيل الجنوب وقضيته العادلة، وبرز حينها الدور المحوري لعميدها شهيد الحرف والكلمة رحمه الله وطيب ثراه الأستاذ المخضرم هشام باشراحيل، الذي برهن بمواقفه الوطنية المشرفة ومبادئه الثورية الثابتة القيمة الفعلية لمهنة الإعلامي الجنوبي الحر الشجاع والمقاوم لغطرسة وظلم الطغاة والمحتلين.
وشكلت صحيفة الإيام النواة الأولى للهوية الإعلامية والنضالية الجنوبية، وكانت الساحة التي أحتضنت الحراك الجنوبي وتخلقت فيها مواقف أبطال ورواد الفكر والرأي والكلمة حينما التحق نخبة من الكوادر والإعلاميين الذين وجدوها منبراً يحتويهم ويمثل هويتهم ويهتم لمعاناتهم، ويستطيعون من خلاله التعبير عن ما يجوش في ذواتهم، ومنارةً يتمكنون من خلالها التصدي لبغي وطغيان نظام الإحتلال اليمني وعنجهية مليشياته الهمجية المتخلفة.
وفي تلك المرحلة العصيبة والنعقدة من مسيرة كفاح شعبنا المناضل الأبي، ولد الحراك الجنوبي فكان للنشطاء دوراً بارزاً في مقارعة قوى الإحتلال وكان معظمهم من الهواة الممارسين للمهنة لكن صحيفة الإيام كان لهم المدرسة والأكاديمية التي صقلت مواهبهم وأبرزت دورهم وجعلتهم نجوماً لأمعاً يشار إليها بالبنان، وخلقت منهم رجالاً أشداء في مواجهة العدو بسلاح القلم، وبعد توسع دائرة الفضاء الإعلامي وظهور العديد من المواقع الإلكترونية التي تكفلت بمهام إدارة الوعي الجنوبي ومقاومة المحتل من خلال فضح أساليبه وممارساته على الأرض وعكست عدالة القضية الجنوبية وأبرزتها واكملت بذلك الدور الكبير الذي قامت به صحيفة الإيام على المستويين الإقليمي والدولي، ها نحن اليوم نحتفل بميلاد منظومة إعلامية جنوبية الهوى والهوية والذي سيكون لها مستقبل واعد في الفضاء العالمي.
وسيخلد التاريخ يوم الثلاثاء 17 يناير 2023، بإعتباره اليوم الذي شهد ولادة وإنطلاق فعاليات المؤتمر الأول للصحافيين والإعلاميين الجنوبيين والذي يأتي تتويجاً لأمالهم وتطلعاتهم في إمتلاك نقابة تجمع الخطاب الذي افتقد لهويته لفترات زمنية فارطة، وتخطو بالحركة الإعلامية والثقافية الجنوبية وتشكيل الوعي بخطاب حضاري متجدد ينقل الجنوب إلى الفضاء الأوسع ويحطم كل الحواجز التي تعترض قضيته ويتجاوز حالة العزلة المفروضة على أبناء شعبنا.
ويأتي عقد المؤتمر الأول للصحافيين والإعلاميين الجنوبيين، ليفتح آفاق أكثر سعة ورحابة ويزيل القيود التي فرضها الاعداء على أبناء الجنوب طيلة عقود من الزمن، يأتي هذا المؤتمر حكدث أبرز وبزخم كبير لتشكيل كيان إعلام جنوبي يحفظ لمنتسبيه كافة حقوقهم ويتسع بإتساع رقعة الوطن ويضع حضوره الفاعل وبصمته المشرقة على طاولة النقابات والهيئات المماثلة له على المستويين الإقليمي والدولي.
وبهذه المناسبة الجميلة، نتوجه بعبارات الشكر والإمتنان للأخوة قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وفي مقدمتهم الراعي الأول للصحافة والإعلام الجنوبي الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، والأخوة في الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي الذين أكدوا حرصهم الشديد قولاً وفعلاً على تبني وإشهار الكيان الإعلامي الجنوبي النقابي الموحد، وإعتباره منظومة عمل متكاملة ومؤهلة من جميع الجوانب لمواجهة الحرب الذي تشنها وسائل إعلام العدو وكشف ما تقوم به تضليل ونشر المغالطات والأكاذيب والشائعات والترويج لها لإستهداف الجبهة الداخلية للجنوب، وتنقيته من كافة العوامل والمؤثرات والشوائب والمصطلحات الدخيلة التي ظلت سائده في الوسط الإعلامي الجنوبي لفترات ماضية.