الأمين برس -متابعات -الجزيرة نت
اعتبر الكاتب والمحلل السياسي منصور صالح أن ما يجري في صنعاء هو زلزال سياسي كبير سيعيد ترتيب الأوضاع السياسية بشكل مغاير عما كانت عليه إلى وقت قريب، وأن أبرز تداعيات الواقع الجديد ستفضي إلى إدخال اليمن في عزلة جديدة تضاف إلى حالات العزلة الإقليمية والدولية التي يعيشها البلد الذي يوصف بكونه أحد أبرز بؤر الإرهاب.
وقال الزميل الناشر ورئيس التحرير في سياق تصريح لموقع الجزيرة نت نشرته اليوم الجمعة أن هادي ربما هدف من استقالته إلى إحراج أنصار الله (الحوثيين) وجعلهم في مواجهة الشعب، واضعا أمامهم التزامات واستحقاقات كبيرة، خاصة مع توقع إيقاف دول الخليج -وفي مقدمتها السعودية- والدول الداعمة دعمها لليمن تحت مبرر غياب السلطة الشرعية.
وبشأن تأثير ما جرى في صنعاء على الجنوب قال صالح إنه أحدث هزة في وعي كثير من الساسة والقادة الجنوبيين وأوصل من لم يقتنع بعد منهم إلى الاقتناع بأن الوحدة قد انتهت، وأن حلم بناء دولة مدنية في صنعاء غير قابل للتحقيق، فقد مثلت استقالة الرئيس هادي ورئيس حكومته بحاح ضربة قاتلة وجهت للوحدة، متوقعا تضاؤل التمثيل الجنوبي في أي سلطة قادمة على مستوى المركز اليمني بصنعاء.
ورجح صالح ازدياد تأزم الأوضاع في الجنوب، وأنه ليس من الحكمة نقل الصراع على السلطة من صنعاء إلى عدن التي تعاني أوضاعا اقتصادية سيئة والناس فيها -وفي الجنوب عامة- يشكون أوجها متعددة من الألم والمعاناة.
وجاء في التقرير ايضا الاشارة إلى اتفاق آراء ساسة ومحللين بجنوب اليمن على أن تطورات الأحداث في صنعاء -التي توجت باستقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة- ستنعكس على كل مناطق البلاد وستقودها للتمزق، وأنه لا بد من تظافر جهود الجميع في الجنوب للخروج برأي موحد إزاء كل تلك الأحداث.
وقال المسؤول الإعلامي لساحة اعتصام الحراك في عدن ردفان الدبيس إن المتغيرات في صنعاء تدعو كل الجنوبيين لوقفة جادة سواء من كان منهم في السلطة أو في الحراك والمعارضة، ولا بد من لملمة الصف الجنوبي، مشيدا بما قامت به اللجنة الأمنية في عدن من تواصل بقيادة الحراك واعتبرها خطوة متقدمة جدا.
وأشار -في حديث للجزيرة نت- إلى أن أحداث صنعاء تصب في مصلحة الجنوب، فالنظام اليمني كان آخر ما يفاخر به على الجنوبيين أن رئيس الجمهورية جنوبي ورئيس الوزراء جنوبي وأبرز قيادات الدولة من الجنوب، أما الآن فليس لديه إمكانية المفاخرة بعد سقوط كل تلك القيادات ووصولها إلى قناعة بضرورة العودة للجنوب، وهذا يعد نصرا للجنوب، فلا يمكن أن تتقدم الثورة الجنوبية إلا بلملمة شمل جميع أبنائها.
نحو التشظي
كما أن تأزم الوضع في الشمال سيعجل بانفصال الجنوب، فضعف الشمال يعد قوة للجنوب، إضافة إلى أن المحيط الإقليمي يدرك أن مليشيات الحوثي التي سيطرت على الوضع بصنعاء إن حكمت البلاد فإن ذلك سيؤثر سلبا في أمن واستقرار المنطقة، وفقا للدبيس.
من جانبه، قال رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح في عدن خالد حيدان إنه لا يمكن تصور السيناريو الذي سيصل إليه اليمن بأكمله، فالبلاد تسير نحو التشظي، داعيا كافة الوطنيين من أبناء اليمن وحكامه للالتزام بالشرعية الدستورية والمحافظة على البلاد وتجنيبها الانزلاق للهاوية.
وطالب -في حديث للجزيرة نت- الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الوزراء خالد بحاح بالعدول عن استقالتيهما، كما طالب الحوثيين بالالتزام باتفاق السلم والشراكة، ودعا الدول الراعية للمبادرة الخليجية للوقوف مع الدولة اليمنية.
وعبر حيدان عن استجابة حزبه لدعوة قوى الحراك والقوى السياسية والوطنية الجنوبية للالتقاء العاجل لدراسة أي خيار يمكن الخروج به إزاء ما يحدث في البلد، مؤكدا الوقوف مع ما سيتوافق عليه أبناء الجنوب في مواجهة مستجدات الأحداث.
وكانت اللجنة الأمنية بإقليم عدن -الذي يضم محافظات عدن ولحج وأبين والضالع- قد أصدرت بيانا مساء الخميس أكدت فيه ضرورة الحفاظ على المؤسسات العامة والخاصة، وبقاء الوحدات العسكرية والأمنية بحالة تأهب وعدم استلام أي توجيهات إلا من مسؤولي الإقليم أو قيادة المنطقة العسكرية الرابعة، كما شهدت عدن خلال اليومين الماضيين تحركا للجان الشعبية بهدف مساندة الجيش والأمن في حفظ الأمن وحماية الممتلكات العامة والخاصة، في خطوة لاقت استحسانا واسعا.
المصدر الجزيرة نت -:ياسر حسن