الامين برس
باستخدام تقنية التقطير الغشائي
ابتكر الباحث المواطن الدكتور بمعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، بدر عبدالله بن عاشور، جهازاً لتحلية مياه البحر باستخدام تقنية التقطير الغشائي، إذ يمكن تركيب الجهاز، الذي يعمل بالطاقة الشمسية، داخل كل منزل لإنتاج المياه الصالحة للشرب، بدلاً من الاعتماد على الدولة، إضافة إلى أن الفائض من المياه يمكن بيعه لشركة المياه نفسها.
وأوضح بن عاشور أن «فكرة المشروع قائمة على استبدال بئر المياه التي كانت موجودة داخل كل منزل في الماضي، بجهاز يقوم بتحلية المياه مباشرة»، مشيراً إلى أنه «تمّ ابتعاثه من قِبل (معهد مصدر) إلى جامعة أخن في ألمانيا للحصول على الدكتوراه، وأجرى أبحاثاً في مجال المياه، نظراً إلى أهمية هذه القضية».
وتابع: «يستخدم هذا المشروع نظام التقطير الغشائي لتحلية المياه، وهو تكنولوجيا ناشئة تنتج مياهاً نقية عالية العذوبة، مع ضمان ترشيد استهلاك الطاقة»، وأشار إلى أن «هذه التقنية المبتكرة تسهم في دعم جهود أبوظبي لتلبية الطلب المتزايد على المياه، نتيجة النمو السكاني والتطوّر العمراني».
وأضاف بن عاشور: «تقنية تحلية المياه أصبحت خياراً استراتيجياً، لذلك تزايد الاهتمام بتقنيات تحلية المياه بسبب عدم وجود كميات كافية من المياه العذبة، لتلبية الاحتياجات اليومية من مياه الشرب، والصرف الصحي لجميع سكان الأرض، ومن المتوقع أن يرتفع معدل كميات المياه المحلاة ثلاثة أضعاف بحلول عام 2020 في جميع أنحاء العالم، لتلبية احتياجات السكان المتنامية»، مشدداً على أن «تكنولوجيا التقطير الغشائي ستكون جزءاً من حل مشكلة المياه في منطقة الخليج والدول العربية».
وأوضح أن «عملية التقطير الغشائي، وهي عملية فصل حراري، تعدّ تقنية واعدة لتحلية المياه المالحة، وتمتاز بمزايا عدة مقارنة بالآليات الأخرى، حيث يتكون الجهاز من لوح التقطير الغشائي، وممرين: الأول به أنبوب لتسخين المياه، وفي الثاني أنبوب للتبريد والتكثيف، إذ تدخل مياه البحر في ممر التسخين، وبعد الوصول إلى درجة الحرارة المطلوبة يقوم غشاء التقطير بالسماح للبخار بالمرور ومنع المياه، ويدخل بخار الماء إلى ممر التبريد ليتم تكثيفه ويتحوّل إلى مياه عالية العذوبة»، لافتاً إلى أن «الجهاز أثبت نجاحاً كبيراً جداً، ويجري حالياً تكبيره لزيادة كمية المياه المحلاة».
وأكّد أن «الفترة المقبلة ستشهد بناء محطات مصغّرة لتحلية المياه بنظام التقطير الغشائي، بجانب دراسة فكرة أن يكون كل منزل بداخله جهاز تحلية، ليصبح جزءاً من الحل بدلاً من أن يكون جزءاً من المشكلة، ويقوم كل منزل بإنتاج المياه بنفسه، والفائض يوضع في شبكة إدارة المياه، كما يمكن للمنازل بيع فائض المياه، وبالتالي يصبح مشروعاً منتجاً، خصوصاً أن الجهاز يعمل بالطاقة الشمسية ولن يكلف الأسر»، مشيراً إلى أن «تمويل الأبحاث والمشروع تمّ بدعم كامل من (معهد مصدر)».