هذه الكلمات نطقها اللسان وآمن بها يقيناً قلب القائد الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي منذ أن وهب حياته وأجمل سنوات عمره في دروب النضال الطويل لتحرير الأرض الجنوبية الطاهرة من دنس وبطش المحتل لقد كان يرددها على مسامع الشهداء وهو يودعهم وعلى الجرحى وهو يطيب جراحهم وعلى سائر الشعب الجنوبي العظيم .
وها نحن اليوم نراه وقد وفى بالعهد وحول الحلم إلى حقيقة جامعاً أبناء الجنوب المؤمنين بحقه في استعادة دولته كاملة السيادة على كامل ترابها الوطني بحدود ماقبل ٢٢مايو ١٩٩٠م بمختلف شرائحهم الاجتماعية ومشاربهم السياسية تحت سقف واحد وهو سقف الوطن ليتحاوروا ويتشاوروا من أجل توحيد الصف والتوافق على شكل الدولة الجنوبية الفيدرالية التي تضمن لجميع أبنائها التوزيع العادل للسلطة والثروة وسبل الحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية في مجتمع يسوده الاستقرار والتعايش السلمي .
لقد رأينا بأم أعيننا يوم الخميس ٤من مايو ٢٠٢٣م شمس اللبنة الأولى لمسيرة بناء دولة الجنوب بانطلاق اللقاء التشاوري للحوار الجنوبي وبحضور اهم الرموز السياسية والتاريخية وغالبية المكونات السياسية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وممثلين عن المرأة والشباب...
إن هذا الحدث التاريخي سيحفظ في الذاكرة الجنوبية كأهم المنعطفات التاريخية الذي استطاع أبناء الجنوب فيها أن يهزموا العراقيل والتحديات التي كان البعض يعتبرها من المستحيلات ولكن وبفضل حكمة ومرونة وشجاعة القيادة والنخب السياسية والثقافية استطاعت لجنة الحوار الوطني الداخلي بقيادة الدكتور صالح محسن الحاج أن تتوج الجهود العظيمة التي بذلتها في سلسلة اللقاءآت مع كافة شرائح المجتمع الجنوبي بنجاح إنعقاد اللقاء التشاوري للحوار الجنوبي وبحضور لافت لأهم المكونات والرموز والشرائح ولازالت الدعوة مفتوحة لمن تخلف كما أكد الزبيدي على ذلك،لقد استطاع الجنوبيون إرسال رسالة للعالم أجمع إنهم قادرون على تخطي صراعات الماضي وآلامه ومآسيه عن طريق إرساء ثقافة الحواروتقبل الآراء واحترام اختلاف الآخرين وتباينهم.
لقد استمعنا إلى كلمة السيد الرئيس عيدروس الزبيدي في افتتاح اللقاء التشاوري الجنوبي التي أكد من خلالها على أهمية هذا الحدث التاريخي في رص الصفوف وتوحيد الكلمة وتعزيز الجبهة الوطنية الداخلية لمواجهة الأعداء المتربصين بالوطن وقضيته واستمعنا له وهو يؤكد أيضاً على أن المجلس الانتقالي الجنوبي كيان جامع ومضلة لجميع الأحزاب والمكونات السياسية والشرائح الأكاديمية و المجتمعية المؤمنة باستعادة الدولة ومرحباً بكل الأطراف الراغبة بالعمل تحت مضلته وحقها في الاستيعاب بمختلف هيئآته بما يخدم مصالح الوطن ونمائه ومن جهة أخرى خوض مرحلة تمثيل القضية الجنوبية في المفاوضات القادمة الرامية إلى إنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن والتي ستكون برعاية دولية و سيتم فيها تداول القضية الجنوبية كقضية محورية ونيل الاستحقاقات السياسية للجنوب ولهذا يجب أن نخوض هذه المفاوضات المارثونية ونحن أقوياء مجمعين على هدف واحد لكي نخرص كل من يتخذ من اختلافنا البسيط في شكل الدولة وتسميتها والطريق إليها ذريعة تحول
دون نيلنا حق استعادة دولتنا و انتزاع ثرواتها ومقدراتها السيادية .