يرتفع صراخهم ويتعمق يأسهم وترتفع نبرات التهديد والوعيد للجنوبيين بمزيد من القتل والتدمير؛ ويستمرون بحملات الكذب والتضليل ونشر الشائعات؛ أملاً بالإحباط وخلط الأوراق عند الجنوبيين وإثارة نوازع الفتنة فيما بينهم؛ ولم يتعظوا من تجاربهم الفاشلة وخيباتهم المتكررة؛ فالجنوب قد حدد مساره وحسم خياره الوطني ولن يتراجع عنه أيها (الوحدويون).
فاليوم وبعد كل الذي جرى للجنوب وأهله منذ غزوه واجتياحه بالحرب واحتلاله في عام ٩٤م؛ وتحويله من شريك ندي في وحدة سلمية وطوعية إلى مجرد ملحق وساحة لممارسة كل أشكال النهب والسلب ومصادرة الحقوق والعبث بتاريخه ومنجزاته الوطنية وتراثه الحضاري الغني والمتنوع.
لذلك كله ولغيره الكثير مما عاناه شعبنا خلال عقود ثلاثة؛ كونوا على يقين ( أيها الوحدويون ) الأدعياء بأن شعبنا الجنوبي العظيم لن يقبل بغير استعادة دولته الوطنية الجنوبية المستقلة؛ وفي نفس لوقت فإنه لن يكون إلا شعباً وفياً لعلاقات الأخوة وحسن الجوار مع أشقائه في الشمال؛ وسيحافظ على وشائج العلاقات الاجتماعية المتنوعة؛ وسيكون حريصاً على تبادل المصالح والمنافع وانسيابها عبر الحدود وعلى قاعدة الاحترام المتبادل؛ ووفقاً للقانون وللاتفاقيات المنظمة لكل ذلك بين الدولتين الشقيقتين؛ وبعيداً عن الأوهام والأطماع والشعارات السياسية المضللة والخادعة؛ التي ترفعها قوى النفوذ والإرهاب وبكل مسمياتها؛ فلم يعد لها سوقاً تبيع فيه أوهامها وأحلامها بالاستيلاء على ثروات الجنوب والسيطرة على قراره المستقل؛ فهو وحده من سيكون سيد قراره ومالك إرادته الوطنية والمدافع عن حريته ومستقبله وهو جدير بذلك.