منذ لحظة سماع خبر استشهاد القائد البطل عبداللطيف السيد يخيم الحزن الشديد والعبوس في وجوه كل من تقابله اليوم في جعار ودلتا أبين ، وتراهم وهم في حالة ذهول ، وحالة صدمة من هول الفاجعة التي حلّت بالمنطقة وبأبين خاصة وبالجنوب عامة ، ومايزال في الدلتا وفي أبين وربما في خارج أبين من لم يصدق ولم يستوعب - حتى الآن - أن القائد عبداللطيف استشهد فعلا رغم أن الجميع مدرك أن كل مقاتل وحامل قضية نضالية يخوض على مدار الساعة حربا لا هوادة فيها مع الأعداء هو مشروع شهيد ، واستشهاده متوقع طوال الوقت .
وبغض النظر عن التفاصيل الصغيرة فلقد مثّل عبداللطيف السيد رمزية بطولية لدى أبناء دلتا أبين من كثرة حضوره في تقلبات الأحداث والملمات التي تعرضت لها منطقة الدلتا منذ ٢٠١١ ، وكان حاضرا في مقدمة صفوف مواجهتها والانتصار عليها ، كما كان حاضرا أيضا في نواحي أخرى من الحياة في المنطقة ، واستطاع أن يسد كثيرا من ثغرات غياب الدولة وضعف السلطة المحلية وحفر لنفسه مكانا في وجدان الناس من الصعب أن يملأه غيره ، ولهذا كان استشهاده حدثا صاعقا ومفاجئا أربك توقعات الناس وزلزل كيانهم النفسي وهز طمأنينتهم .
عزاؤنا في القائد الشهيد عبداللطيف السيد أنه استشهد مع رفقته في السلاح وهو مقاتل في ميدان المعركة وفي الصفوف الأولى للمواجهة وفاضت روحه الى بارئها وهو مقبل ليس مدبرا ، وعزاؤنا فيه وفي رفقته الشهداء الميامين الذين قضوا معه أن أبين والجنوب ستواصل السير في طريقهم ولن تفرط في دمائهم ودماء الشهداء الذين من قبلهم وستتجدد التضحيات حتى تحقيق النصر .
رحم الله القائد الشهيد عبداللطيف السيد ورفقته الشهداء الميامين وغفر لهم وأسكنهم فسيح جناته.