السلام هو تحية الإسلام، والشرط اللازم والضروري للحياة والاستقرار والازدهار، وهو القاعدة الأساسية بينما تبقى الحرب مهما طالت هي الاستثناء المفروض قهريا.
شعب الجنوب من بين الشعوب التي تحترم السلام وتعشقه وتنادي به ،كما يعشق الحرية والاستقلال والسيادة على أرضه، ويرجو ذلك لكل شعوب الأرض وفي المقدمة جيرانه في اليمن.
الحرب الحالية ضد الجنوب التي قادها منذ 2015 عبدالملك الحوثي وبمشاركة مراكز القوى والنفوذ في اليمن (الشمال) هي استمرار لنهج نظام صنعاء القائم على التعامل مع الجنوب كأرض ثروة أو (ارض خراج) وليس كشعب وتاريخ وهوية ودولة ندية.
لذلك كان على شعب الجنوب أن يخوض غمار حرب دفاعية عادلة لتحرير أرضه واستعادة دولته كحق مكفول في الشرائع السماوية والقوانين والمواثيق والأعراف الدولية والانسانية.
ومنذ بداية الحرب والناس يسمعون ويقرأون عن عشرات المبادرات والتفاهمات والتصريحات، بل والاتفاقات التي تتحدث عن السلام والحل السياسي، لكنها كلها نسمع "جعجعة ولا نرى طحينا"
الأغرب من كل ذلك أن كل المبادرات تحاول إرضاء الحاكم الظالم وليس مطالب الشعب العادلة.
فالمبادرة الخليجية على سبيل المثال هي من بنات أفكار الرئيس الأسبق الراحل نفسه، وليس من بنات أفكار المعارضة أو الثوار، التقطتها السعودية وتحولت إلى "مبادرة خليجية"! وهي المبادرة التي تجاهلت القضية الرئيسية الجنوب، وكذلك قضية صعدة.
وهكذا نرى معظم المبادرات تحاول إرضاء الحوثي على حساب القوى الأخرى وعلى حساب الجنوب أساسا، والاغرب أن الحوثي يقول لهم "وهل من مزيد؟"
لذلك من حق الجنوبيين أن يرفضوا كل تلك المبادرات التي تحاول الالتفاف على مطالبهم أو تنتقص منها، بالحل العادل والشامل الذي يبدأ أولا بالاعتراف بحق شعب الجنوب في استعادة دولته كمدخل وحيد للوصول إلى حل سياسي شامل وعادل.