يُمثل الرابع من مايو رمزًا تاريخيًا هامًا في مسيرة نضال شعب الجنوب، حيث شكل هذا اليوم نقطة تحول حاسمة في مسار القضية الجنوبية، وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من العمل المؤسسي المنظم، المحمي بقوات جنوبية ضاربة.
تمثلت أهمية هذا اليوم في كونه خطوة تاريخية أنقذت القضية الجنوبية من مؤامرة خطيرة كانت تستهدفها وتسعى إلى القضاء عليها لصالح قوى الشر والإرهاب.
ويعتبر تفويض الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بتشكيل قيادة جنوبية، ثم تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي من أبرز الانتصارات التي تحققت جنوباً بعد انتصار 2015م.
وإدراكًا لطبيعة المرحلة الصعبة التي أعقبت الحرب، وما يشهده الملف اليمني من تعقيدات وتدخلات إقليمية ودولية، فإنه من الطبيعي أن تواجه هذه المرحلة بعض الأخطاء والنواقص.
ومع ذلك، فإنّ هذه التحديات لا تُقلل من أهمية الإنجازات التي تحققت منذ 4 مايو، والتي تشكل قاعدة صلبة لبناء مستقبل أفضل لشعب الجنوب وتحقيق أهدافه المنشودة.
لقد مثل تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، صدمة للقوى المعادية للجنوب، التي كانت تخطط لسيطرة عليه من جديد عقب كل التضحيات التي قدمها والانتصارات التي حققها.
وجدت هذه القوى ان سطوتها في الجنوب مهددة، لذلك سعت منذ اللحظات الأولى لتشكيل المجلس للقضاء عليه، مستغلين نفوذهم في الشرعية، لكن كل المحاولات للقضاء على الانتقالي عسكرياً وسياسياً واعلامياً فشلت، وتمكن الانتقالي من الانتقال بالقضية الجنوبية سياسياً الى مرحلة جديدة، سواء من خلال المكاسب التي حققها عسكرياً على الأرض، في محاربة الإرهاب وطرد ذارع إيران من كل المحافظات الجنوبية، او من العلاقات الإقليمية والدولية التي بناها في هذه السنوات وإعادة تسليط الضوء على الجنوب وقضيته سياسياً من جديد.
إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي شكل صدمة قوية للقوى المعادية للجنوب، التي كانت تخطط لإعادة السيطرة عليه، بعد كل التضحيات التي قدمها شعب الجنوب والانتصارات التي حققها.
أدركت هذه القوى أن سطوتها في الجنوب باتت مهددة بوجود المجلس الانتقالي، فسعت منذ اللحظات الأولى لتشكيله للقضاء عليه، مستغلة نفوذها في الشرعية.
لكن كل المحاولات للقضاء على المجلس عسكرياً وسياسياً وإعلامياً فشلت، ونجح المجلس في الصمود أمام هذه الهجمات، بل وتمكن من الانتقال بالقضية الجنوبية سياسياً وعسكريًا إلى مرحلة جديدة.
وفي ظلّ تزايد تعقيدات الملف اليمني واستمرار المؤامرات التي تُحاك ضد شعب الجنوب، يواجه المجلس الانتقالي الجنوبي تحديات جسيمة تتطلب إعادة تقييم شاملة لمسيرته خلال السنوات الماضية، بهدف تحديد نقاط القوة والضعف لتطوير عمل المجلس وتحسين أدائه بشكل مستمر، وكذلك يجب على المجلس الاعتراف بأي أخطاء وقعت خلال مسيرته والعمل على معالجتها بشكل سريع وفعّال.
ويُعدّ الحوار الجنوبي الجنوبي مع كافة الشخصيات والقوى الجنوبية خطوة أساسية لتوحيد الصف الجنوبي وتعزيز اللحمة الوطنية لبناء شراكة وطنية حقيقية، وتصميم مستقبل مشترك للجنوب يضمن تحقيق تطلعات الشعب الجنوبي في الحرية والعدالة والكرامة، ويشكل حائط صد قوي لوقف كل المؤامرات والتحديات التي تواجه الجنوب.