الامين برس - متابعات
كان عمر سمرة على ارتفاع 24 ألف قدم على جبل إيفرست عندما اكتشف وفاة أحد متسلقي الجبال.
وقال "لقد كان ذلك في وقت مبكر من الصباح، وكان شخص من فريق آخر سبقنا، وحينما اقتربنا منه، أدركنا أنه توفي قبل أن نصل إليه بنحو عشر إلى 15 دقيقة."
ونظرا لأن أكثر من 250 شخصا لقوا حتفهم وهم يحاولون صعود قمة إيفرست بسبب حوادث أو إعياء جراء الارتفاع الشاهق وانخفاض درجات الحرارة، قال سمرة إنه لم يشعر بدهشة.
لكنه قال إن حالة من الخوف الشديد انتابته. "لقد كنت خائفا للغاية لدرجة أنني لم استطع التحرك."
لكن بالرغم من ذلك استطاع سمرة في نهاية المطاف أن يحافظ على رباطة جأشه، وبعد أن أن أدرك أنه لن يستطع أن يفعل شيئا للرجل، واصل سمرة وفريقه صعودهم إلى أعلى جبل في العالم.
وبعد مرور أيام قليلة وتحديدا في 17 مايو/أيار عام 2007، أصبح سمرة، الذي كان يبلغ من العمر 28 عاما حينها، أول مصري يصل إلى قمة إيفرست.
وبهذا حقق سمرة حلما كان يراوده على مدى 12 عاما، وعزز من إيمانه بأنه عن طريق العمل الجاد والتغلب على الخوف "يمكن للمرء أن يحقق ما يريد، ويصل إلى أي شيء يضعه نصب أعينه".
هذه هي الروح التي يطبقها سمرة في حياته العملية كمؤسس وصاحب شركة "وايلد غوانابانا"، واحدة من شركات السياحة الأسرع نموا في الشرق الأوسط، وأيضا في مساعيه المستمرة لتسلق الجبال.
ولد سمرة في لندن لأبوين مصريين، وعادت الأسرة إلى مصر حينما كان سمرة يبلغ من العمر بضعة أشهر فقط.
اكتشفت إصابة سمرة بالربو وهو في سن 11 عاما، وأكد له الطبيب أن هذا المرض سيختفي حينما يصل إلى سن العشرينات لكن بشرط ممارسة تمارين رياضية، وبالفعل بدأ سمرة الركض ثم لعب كرة السلة والاسكواش.
لكن الرياضة التي أحبها على الفور كانت تسلق الجبال والتي جربها للمرة الأولى وهو في سن 16 عاما في أحد المعسكرات الصيفية في سويسرا.
وقال سمرة: "لقد كانت أول مرة أشاهد الثلوج وأسير عليها، كان عالم الجبال غريبا بالنسبة لي تماما، لكن الشيء المثير للدهشة هو أنني شعرت بالانتماء لهذا المكان."
هناك وفي هذه اللحظة، قرر سمرة أن يتسلق قمة إيفرست.
لكن حينما عاد إلى المدرسة والجامعة في القاهرة، حيث درس الاقتصاد، اضطر سمرة إلى تأجيل ممارسة تسلق الجبال حتى تخرج من الجامعة وحصل على وظيفة في بنك استثماري في لندن.
وقال إنه كان يعمل 17 ساعة في اليوم، ثم ينفق جميع أمواله على قضاء العطلات لتسلق الجبال في أنحاء العالم.
لكن حب السفر والتجوال دفعه في نهاية المطاف بعد عامين ونصف قضاها في البنك إلى الاستقالة ليقضي بعدها عاما في السفر وتسلق الجبال.
بعد ذلك بدأت مساعي سمرة للوصول إلى قمة إيفرست، وحصل أيضا على ماجستير في إدارة الأعمال من كلية لندن للأعمال، وبدأ حينها التفكير في تأسيس شركته الخاصة.
وبعد عودته إلى مصر، أدرك سمرة أنه بدلا من العمل في وظيفة مربحة في القطاع المالي، يريد أن يساعد المزيد من الناس على فعل الشيء الذي يحبه، وهو قضاء العطلات في أجواء من المغامرة.
وفي مايو/أيار 2009، بدأ سمرة تأسيس شركته الخاصة للسفريات "وايلد غوانابانان"، واستأجر غرفة في منزل والده في القاهرة، واستثمر فيها مدخراته التي كانت تبلغ 25 ألف دولار.