الأمين برس/ ابتسام العسيري *
أنا الصحفية ابتسام العسيري اعمل في جريدة 14 أكتوبر الحكومية بينما كنت امشي في طريقي إلى مهمة صحفية في مكتب محافظ عدن وكعادتي مشيت على الأقدام إلى هناك كونه قريبا من الصحيفة وفي اللحظة التي وصلت فيها مكتب محافظ عدن إذا بالرصاص الخفيف والثقيل ينهال فوق رأسي دون رحمة وفي حالة توتر تسارع الناس للهرب ولم يكن أمامي إلا أن أسرع في الهرب ولكن لم يكن أمامي إلا منفذ واحد وهو بوابة نيو هورايزن البعيدة عن البوابة الرئيسية لمكتب المحافظ بأمتار..
وطوال هذه المسافة قطعتها وأنا امشي تحت القصف ولم اشعر بنفسي إلا وأنا في مقر نيو هورايزن أخذني احد الجنود من يدي وهو مسرع ليفتح لي باب احد المكاتب لنختبئ هناك حتى يتوقف هذا القصف وسط المدينة بل وسط الشارع الرئيسي في عدن الشارع الذي عرف المدنية منذ بدايات القرن الماضي المليء بالمواطنين الذين لم يعرفوا عنه ثقافة السلاح..
أنا ابتسام المواطنة ربما كنت اليوم في عداد الأموات .. وربما كنت اليوم في عداد المعاقين ..
أنا ابتسام الإنسان تعرضت روحي اليوم للانتهاك النفسي قبل الجسدي الخوف القلق مواجهة الموت اليومي المتكرر..
أنا ابتسام التي تشبهني ألف امرأة وامرأة في مدينة عدن ويشبهني ألف رجل ويشبهني كل طفل وكل مسن ..
أنا ابتسام التي يشبهني كل مواطن يمني لا ناقة له ولا جمل في هذا الصراع.. ربما أنا الآن بينكم واكتب لكم هذه الشهادة من موتي اليومي المتكرر ، ولكني لا اضمن في المرة القادمة أن أكون بينكم لتكتبوا انتم عني؟!..
وأنا مواطنة أضع روحي أمانة بين يدي الله قبل أن أضعها أمانة في أيدكم لتنقلوا رسالتي هذه إلى العالم والى الكبار الذين يعبثون بأرواحنا دون أسف .. قولوا لهم كفوا أيديكم عن وطني ارحموا مدينتي واخرجوا المليشيات المسلحة منها فمدينتي ساكنيها الطيبون لا تحتاجون إلى المزيد من الموت ليعيشوا؟!.. فلم تكن أبدا المدن ساحات حرب!!..
قولوا لهم أن يبنوا بهذه المليشيات جيش اليمن ليحموا به الوطن لا ليخربوه ، وقولوا لهم أيضا أن للحروب ساحات أخرى ، قولوا لهم كونوا هناك حراسا على حدود الوطن ومنافذها فهناك الجهاد..
التوقيع : ابتسام العسيري
صحافية عدنية
18مارس
المعلا عدن