سيتذكر المصريون السيدة الصعيدية، صيصة جابر أبو دوح النمر (64 عامًا)، لسنوات طويلة، ليس لفوزها بجائزة الأم المثالية عن محافظة الأقصر (جنوب مصر) هذا العام، لكن لأنها صاحبة أكبر رقم قياسي في التنكر لمدة 40 عامًا في "زي" رجال، حتى تواجه مصاعب الحياة، وتربي نجلتها اليتيمة، بعد وفاة زوجها.
عملت السيدة "صيصة" في تلميع الأحذية والمقاولات، لم تمنعها الظروف الصعبة، ولا التقدم في العمر من إكمال رسالتها السامية في تربية نجلتها. تبدأ السيدة "صيصة" عملها يوميًّا في السادسة صباحًا؛ حيث ترتدى "زي" الرجال، ثم تنطلق إلى الشوارع لتعمل في مسح الأحذية، ثم المقاولات من أجل الإنفاق على ابنتها اليتيمة التي أصبح عمرها الآن 42 عامًا.
مع كل صباح (بحسب "اليوم السابع"، 17 مارس 2015)، تخرج من منزلها بمركز "البياضية" بمحافظة الأقصر لتبدأ عملها الشاق. تنكرت في زي الرجال، لأن العادات والتقاليد تعوق عمل المرأة. تتحدث عن تجربتها بكل فخر، فتقول: التنكر في أزياء الرجال من أجل العمل كان شاقًّا على نفسي، خاصة في البدايات الأولى، لكن صعوبته كانت أقل من صعوبة الحياة نفسها.. الحياة لا ترحم.. لا تبتسم لأحد.
تضيف: نعم، كنت مضطرة لذلك.. اكتسبت بعض الأشياء من العمل بهذه الطريقة.. صار صوتي خشنًا كأصوات الرجال.. عملت في رفع الطوب والأسمنت لسنوات طويلة، ورغم سني لا أزال أعمل بجد واجتهاد.. الحياة عايزة كده".
وتتبارى القصص الإنسانية للمرشحات لجائزة الأم المثالية في مصر حيث وتتلقى وزارة التضامن الاجتماعي، سنويًّا، طلبات التقدم لمسابقة عيد الأسرة
(الأم المثالية) حتى نهاية شهر فبراير من كل عام، طبقا للشروط والمعايير
المحددة لاختيار المكرمات ،
وفور غلق باب التقدم يتم تشكيل لجنة لاختيار المكرمين وفق الشروط والمعايير الترجيحية، وستقوم الوزارة بإعداد الاحتفالية السنوية للمكرمين يتم خلالها توزيع الجوائز المادية والعينية وشهادات التقدير.
وتقدم مؤسسات وجمعيات وشركات كبرى هدايا عينية للأمهات والأسر الخمس الأوائل، الذين سيتم تكريمهن في عيد الأم، بينما يتسلم باقي الفائزات مكافآت مادية.