يعود نوفمبر مشعا بقيم الثورة والاستقلال والحرية كلحظة من لحظات الاعتزاز التي لا تمحى من ذاكرة شعبنا الجنوبي ، بقيمها الوطنية والاخلاقية ، كحدث استثنائي حاضر في التاريخ بما تضمنه من أهداف في تحرير وبناء الانسان وبما أحدثه من تحولات ومنجزات على مختلف الصعد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ، وبما مر به من مخاضات وارهاصات لولادة دولة النظام والقانون التي ارست مداميكها في البنى المؤسسية وحققت المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية . نوفمبر العظيم وتلك التضحيات العزيزة التي خاضها شعبنا بارادته الحرة ، وانتزع الاستقلال الناجز في الثلاثين من نوفمبر 1967 واشراقة عهد جديد رسمته دماء الشهداء والرعيل من المناضلين الأفذاذ بعد اربع سنوات من الكفاح المسلح و اندلاع شرارة ثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة ضد الاحتلال البريطاني الذي جثم على صدر شعبنا 129 عاما ، وإنها لمناسبة عظيمة نستلهم منها معاني التضحية والمواقف الخالدة التي صنعتها الإرادة الثورية لشعبنا المكافح من أجل حريته وكرامته وهو النموذج الذي يجب استحضاره اليوم لصنع التحولات التاريخية في مسيرة ثورتنا الظافرة لاستعادة الدولة وتحقيق تطلعات شعبنا الجنوبي في الحرية والخلاص . تأتي ذكرى هذه المناسبة الوطنية والمجلس الانتقالي الجنوبي يخوض معركته العسكرية ضد مليشيات الحوثي والقوى المتخادمة معها وضد قوى الارهاب والتطرف ومعركته السياسية والدبلوماسية انتصارا لقضيتنا الجنوبية العادلة ماض إلى الأمام مهما كانت التحديات لتحقيق تطلعات شعبنا في الحرية واستعادة الدولة والانتصار لتضحيات ودماء الشهداء على طريق الاستقلال الثاني وبناء دولة الجنوب الفيدرالية ، وذلك لن يأتي إلا بتكاتف كل الجهود والكفاحات ، ولتكن ذكرى الاستقلال الاول محطة نستمد منها مزيدا من الصمود والتضحية والثبات .