د. مبارك سالمين
مساهمة سريعة وأولية حول اسباب سرقة بعض الناس لمخازن السلاح في جبل حديد بعدن .
اولا : السرقة ظاهرة تاريخية يطول شرح اسبابها , يمارسها من شذّ عن المجتمع والدين والسوية الإنسانية .وفي ظل قانون جنائي فاعل تضمحل هذه الظاهرة وتخفت , أما إذا غابت الدولة ورموزها وقوانينها فإن البيئة المشجعة على السرقة تكون في أوج ازدهارها .
ثانيا : ماحدث من أعمال نهب نتيجة طبيعية في مجتمع اعتمد التراتبية الاجتماعية قانونا رئيسا في حياته في مختلف المجالات , وهي تراتبية مقيته في مدينة كسموبالتي ـ متعدده المصادر العرقية , ولكنها تعزز التراتب فيما يتصل بحمل السلاح بين عامة الناس , وتعتبره حكرا للقبائل البدوية وابنائها , حيث لايجوز للمهمشين ( الأخدام )والضعفاء من ابنائها حمل السلاح وهم من شكّل النسبة الأعلى في عداد النهابة للمخازن .
ثالثا : توفرت فرصة ذهبية في ظل الظروف الحالية تسمح بإدماج الجميع في التسلّح للدفاع عن المدينة , وليس مستبعدا ان من يضحي بحياته اليوم من أجل النهب , ان يضحي بحياته من أجل حماية هذه المخازن التي تمتلك دلالة تاريخية ونفسية مجيدة لدى السكان عامه .
رابعا : لم يفت الوقت بعد لإحتواء هذه الأعمال والتوجه اليها:
1- بنائيا بتغيير وجهة النظر المجتمعية عن اللصوص وتوظيفهم للمساهمة في الحفاظ على امن المدينة
2- علاجيا بإشاعة روح المواطنة بين الجميع والكف عن تهميش هذه الفئات عبر برامج قصيرة المدى ومتوسطة وطويلة تحتاج الى تفصيل وعمل استشاري وفريقي من تخصصات مختلفة ليس هذا مكان الخوض فيه .
3 - وقائيا : تفعيل ماتبقى من أجهزة الأمن ودعمها لتحقق مايمكن تحقيقه من هدوء وسكينه تجبر الجميع على المشاركة فيها , استعادة المدرسة التربوية الوسطية التي نٌهبت هي الأخرى خلال العقود الفارطة ..... وللحديث بقية .
د. مبارك سالمين استاذ علم الاجتماع الثقافي
كلية الآداب - جامعة عدن