أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء الماضي، تصنيف جماعة الحوثي، منظمة إرهابية أجنبية، في خطوة تأتي تنفيذا لأحد الوعود الأولى التي قطعها الرئيس دونالد ترامب منذ توليه منصبه.
كما شدد بيان الخارجية أن "أنشطة الحوثيين تشكل تهديدا لأمن المدنيين والموظفين الأميركيين في الشرق الأوسط، كما تعرض سلامة أقرب شركائنا الإقليميين واستقرار التجارة البحرية العالمية للخطر"، وذلك وفقًا للأمر التنفيذي 14175 الصادر عن الرئيس ترامب.
وأشار البيان إلى أن الحوثيين نفذوا منذ عام 2023 مئات الهجمات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، بالإضافة إلى استهدافهم القوات الأميركية التي تدافع عن حرية الملاحة والشركاء الإقليميين.
ولفت البيان إلى أن الجماعة امتنعت عن استهداف السفن التي ترفع العلم الصيني، بينما استهدفت السفن الأميركية والحليفة.
وأكدت واشنطن أنها "لن تتسامح مع أي دولة تتعامل مع منظمات إرهابية مثل الحوثيين تحت غطاء الأنشطة التجارية المشروعة"، مشددة على أن هذه الخطوة "تعكس التزام إدارة ترامب بحماية المصالح الأمنية الأمريكية وسلامة المواطنين، كما تساهم في الحد من الدعم الذي تتلقاه الجماعات الإرهابية".
" حيز التنفيذ "
دخل الامر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الامريكي “دونالد ترامب” بتصنيف جماعة الحوثي كـ”منظمة إرهابية اجنبية”، حيز التنفيذ ابتداء من الاثنين 3 مارس وذلك بعد اربعين يوما على صدور القرار في ٢٢ يناير الماضي.
يهدف تصنيف ترامب إلى ممارسة الضغط الشامل على جماعة الحوثي ككيان كامل، وحصارها، وفرض عزلة محلية وإقليمية ودولية كاملة عليها، وتدمير قدراتها، وحرمانها من كافة الموارد لتقويض وجودها بشكل كامل , ويفرض عزلة شاملة على جماعة الحوثي ويحظر التفاوض معها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، ويشمل الحظر كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والتقنية وباقي المجالات الأخرى دون استثناءات.
كما يمنح الوزارات والمؤسسات الفيدرالية الأمريكية بفرض عقوبات على أي دولة أو منظمة أو شركة أو كيان يكسر الحظر الأمريكي المفروض على جماعة الحوثي ككل ويتعامل مع الجماعة بأي شكل من الأشكال, ويجمد تصنيف ترامب جميع أموال وأصول وموارد جماعة الحوثي داخل النظام المالي الأميركي بشكل كامل، بالإضافة إلى المؤسسات المالية والكيانات الاقتصادية والشركات المرتبطة بالجماعة بشكل مباشر أو غير مباشر على المستوى العالمي.
كما يفرض القرار قيودًا شديدة وصارمة على حركة التجارة في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي بسبب القيود الشاملة المفروضة على الجماعة ومن يتعامل معها ويجبر الشركات والمؤسسات التجارية المحلية والإقليمية والدولية على وقف جميع الأنشطة مع جماعة الحوثي، وأي شركة لم تمتثل تُخاطر بالتعرض لعقوبات أميركية، مما يؤدي إلى عزلها اقتصاديًا ويحظر على جماعة الحوثي والشركات والمؤسسات التجارية المرتبطة بها تصدير أو استيراد جميع السلع بدون استثناء، ما يؤدي إلى تعطيل قدرتها على التجارة ويحد من تمويل نشاطاتها.
" جهود الرئيس الزبيدي "
بذل الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي جهوداُ كبيرة لإحلال السلام في المنطقة خصوصاً بعد تعرض الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن لهجمات الحوثيين المتكررة التي شكلت عائقاً للتجارة العالمية وساهمت في تدهور الاقتصاد , وكان الرئيس الزبيدي قد أكد في أكثر من محفل دولي أو مشاركة خارجية أن السلام لن يتأتى إلا بردع جماعة الحوثي ودعم المجلس الإنتقالي الجنوبي حيث يمثل الجنوب نقطة رئيسية لتلك المعابر البحرية.
لذلك فالقرار يؤكد على دعم التنسيق المشترك بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحلفائه في التحالف العربي على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية، لضمان ردع الحوثيين وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
ويحث المجلس الانتقالي الجنوبي للعمل مع شركائه الإقليميين والدوليين لإعادة الأمن والاستقرار إلى بلادنا ، ما يتيح الظروف الملائمة لعملية سياسية شاملة وعادلة تنهي الصراع وتحقيق تطلعات شعب الجنوب في استعادة دولته كاملة السيادة.
" حملة إعلامية لتأييد القرار"
أطلق ناشطون جنوبيون حملة إعلامية إلكترونية تأييداً لقرار تصنيف الحوثي كمنظمة إرهابية دولية , داعيين المجتمع الدولي للانضمام إلى هذا التصنيف وملاحقة العناصر الداعمة لهذه المليشيا، لضمان تجفيف مصادر تمويلها ومنعها من تهديد الأمن الإقليمي والدولي.
مطالبين بالضغط على المجتمع الدولي والجهات الإقليمية لتطوير وتنفيذ استراتيجية شاملة تهدف إلى القضاء على إرهاب مليشيات الحوثي في البحر الأحمر وخليج عدن، بما في ذلك التصدي لهجماتها على خطوط الملاحة والتجارة العالمية.
مؤكدين على التنسيق المشترك بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحلفائه في التحالف العربي على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية، لضمان ردع الحوثيين وتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة
ومواصلة الضغط لإنهاء معاناة المدنيين جراء ممارسات الحوثيين الإرهابية، ودعوة المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء هذه المعاناة وضمان حماية المدنيين في المناطق المتضررة.
مؤكدين على استعداد المجلس الانتقالي الجنوبي للعمل مع شركائه الإقليميين والدوليين لإعادة الأمن والاستقرار إلى بلادنا ، ما يتيح الظروف الملائمة لعملية سياسية شاملة وعادلة تنهي الصراع وتحقيق تطلعات شعب الجنوب في استعادة دولته كاملة السيادة.
لافتين الى أهمية تصنيف الولايات المتحدة للحوثيين كمنظمة إرهابية دولية، ودعوة المجتمع الدولي لدعم الإجراءات المتخذة من قبل وزارة الخزانة الأمريكية لتجميد أصول القيادات الحوثية وحظر التعاملات المالية معهم، بهدف قطع جميع قنوات التمويل التي تمكّنهم من تنفيذ أنشطتهم الإرهابية.
معتبرين أن القرار الأمريكي بتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية دولية هو خطوة حاسمة في مواجهة تهديداتهم المستمرة على الأمن الإقليمي والدولي، خاصة في ظل استهدافهم للملاحة الدولية والمنشآت الحيوية، ودعوة المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لمكافحة الإرهاب الحوثي ودعمه للجهود العربية والإقليمية لتحقيق الأمن والاستقرار.
داعيين الى نشر الوعي العالمي حول الأنشطة الإرهابية التي تقوم بها جماعة الحوثي وتأثيرها سلبًا على أمن المنطقة واستقرارها و دعم المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي والدولي.
وإبراز الانتهاكات الجسيمة التي تقوم بها ميليشيا الحوثي بحق المدنيين، خاصة في المناطق التي تسيطر عليها، من خلال استهداف المنشآت المدنية وتجنيد الأطفال والتعذيب والاختطاف.
مشيرين إلى أن تصنيف الحوثي كمنظمة إرهابية عالمية يعزز استقرار المنطقة والشرق الأوسط بشكل عام، ويؤكد على دعم جهود التحالف العربي ضد الميليشيات الإرهابية.
مشيدين بموقف المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي الثابت في مكافحة الإرهاب ومساندة الشرعية الدولية في محاربة الميليشيات الحوثية الارهابية المدعومة من إيران, والتأكيد على أهمية التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب ودعم المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المسلحة الجنوبية في محاربة ومكافحة الارهاب, والدور القيادي للمجلس الانتقالي الجنوبي في مقاومة الإرهاب الحوثي.
داعيين الدول العربية والمجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لمحاربة التنظيمات الإرهابية في المنطقة، ومن بينها الحوثيين من خلال التنسيق الأمني والعسكري.
لافتين الى آثار إرهاب الحوثي على الاشقاء المدنيين في الشمال ، ودعوة المجتمع الدولي للتدخل بشكل فعال لتخفيف معاناة الشعب اليمني الشقيق.
داعيين القيادات والمكونات الوطنية اليمنية لتوحيد صفوفهم وتحرير ارضهم من المليشيات الحوثية الإرهابية.
" تفاؤل جنوبي "
يسود الشارع الجنوبي تفاؤل كبير بعد صدور هذا القرار , ويفتح نافذة أمل واسعة لتحقيق السلام والأمن والإستقرار بمايعزز الجهود الكبيرة التي بذلها الرئيس القائد عيدروس الزبيدي في المجال الدبلوماسي والسياسي سعياً منه لإستعادة الدولة الجنوبية على حدود عام 1990م , حيث كانت الأزمات وهجمات الحوثي تقوض السلام والأمن الأقليمي والدولي, وعبر عدد من الكتاب والسياسيون الجنوبيون عن أملهم في إنفراج الأزمة وردع الجماعة الحوثية من الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن ما يسهم في عودة حركة التجارة الدولية وتعزيز الٌاقتصاد وانفراج المعاناة وتحسين الأوضاع المعيشية في الجنوب.