الأمين برس

2025-05-04 00:00:00

إعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس .. تتويجًا لمسيرة شعب لاستعادة وطن

اخبار وتقارير
2025-05-04 12:48:12

شكل إعلان عدن التاريخي في الرابع من مايو من عام 2017، والذي خرج فيه مئات الآلاف من أبناء الجنوب في ساحة العروض بخور مكسر في العاصمة عدن، منعطفاً تاريخياً موحداً في مواجهة تحديات المرحلة، حيث كانت لحظة فارقة نتج عنها تفويض شعبي للرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي لقيادة المرحلة، ويعبّر عن الإرادة الشعبية الرافضة للإقصاء والتهميش، والمصمّمة على بناء مستقبل يقوم على أسس السيادة والعدالة والكرامة والمواطنة المتساوية.

ويُعد إعلان عدن التاريخي والذي يحتفي به شعب الجنوب في ذكراه الثامنة، من أبرز المحطات التي وحّدت الصف الجنوبي خلف قيادة وطنية موحدة، بعد عقود من التشتت السياس والذي مثّل نقطة تحول حاسمة في مسار قضية شعب الجنوب، وأفضى إلى تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي، ككيان سياسي يحقق تطلعات شعب الجنوب نحو استعادة دولته الفيدرالية المستقلة.

*تأسيس المجلس... تفويض شعبي وخطوة نحو استعادة الدولة*
في أعقاب إعلان عدن التاريخي، وتحديداً في 11 مايو من عام 2017، أُعلن رسمياً عن تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي استجابةً للتفويض الشعبي، ليكون الممثل السياسي لقضية شعب الجنوب وقائد مشروع استعادة الدولة، وقد سارع المجلس منذ تأسيسه إلى بناء هيكل مؤسسي يشمل تمثيلاً متوازناً من مختلف محافظات الجنوب، فلقد مثّل تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي محطة تحول نوعي في مسار النضال التحرري الجنوبي، ونقلة استراتيجية في البناء التنظيمي والسياسي والعسكري، مكّنت شعب الجنوب من تعزيز وحدة صفه وتلاحمه، وتنظيم جهوده لحسم خياراته ومواجهة التحديات بكفاءة واقتدار وعززت حضوره في الداخل والخارج.

*إنجازات أمنية وسياسية*
خلال ثمانية أعوام، تمكن المجلس من ترسيخ دوره كفاعل رئيس في الساحة الوطنية السياسية والعسكرية، حيث أسس نواة القوات المسلحة الجنوبية التي واجهت التهديدات الأمنية، لا سيما من جماعة الحوثي والتنظيمات الإرهابية، وأسهم في تعزيز الاستقرار في عموم محافظات الجنوب، وأعاد اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، هيكلة وتنظيم القوات الجنوبية بما يتناسب مع طبيعة مهامها الدفاعية والأمنية. لتمكين القوات الجنوبية على تثبيت الامن والاستقرار بالشراكة الإقليمية والدولية والعمل على تعزيز قدراتها القتالية بما يتناسب مع طبيعة مهمتها الدفاعية والأمنية.

وفي ظل التحديات الجسيمة التي تواجه الجنوب وشعبه الصامد، يبرز المجلس الانتقالي الجنوبي كركيزة أساسية لتعزيز الوعي السياسي وترسيخ الهوية الوطنية الجنوبية. فمنذ تأسيسه، حمل المجلس على عاتقه مهمة استعادة الدولة الجنوبية، متبنياً نهجاً سياسياً متزناً يعكس تطلعات الشعب الجنوبي. وبينما تحاول القوى المعادية زعزعة الصفوف عبر حملات إعلامية وحروب اقتصادية، يسعى المجلس لتعزيز وعي المواطنين وتحصينهم فكرياً لمواجهة هذه المخاطر وضمان استقرار الجنوب.
وشهدت محافظات الجنوب نشاطًا ميدانيًا مكثفًا لفرق التواصل وتعزيز الوعي السياسي التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، حيث عملت هذه الفرق على تعزيز اللحمة الوطنية الجنوبية وتوحيد الصفوف خلف القيادة السياسية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، هذه الجهود تأتي ضمن رؤية استراتيجية للمجلس لمواجهة التحديات الكبيرة التي تهدد المشروع الوطني الجنوبي واستعادة الدولة.
*حضور إقليمي ودولي فاعل*
تمكن المجلس الانتقالي من إيصال قضية شعب الجنوب إلى المحافل الإقليمية والدولية، عبر تحركات دبلوماسية نشطة، أثمرت عن حضوره كطرف رئيس في المشهد السياسي المحلي والدولي، وأصبحت القضية الوطنية الجنوبية أساسية في النقاشات الدولية المتعلقة بمستقبل الجنوب والمنطقة بل الحدث الأبرز، وتثبيت موقع الجنوب في معادلة الأمن الإقليمي والدولي، باعتباره شريكًا فاعلًا في جهود تحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب، خاصة في ظل ما يشهده الإقليم من تحديات أمنية متفاقمة.


وفي سياق الجهود السياسية والدبلوماسية المتواصلة التي يقودها الرئيس الزُبيدي تم خلال احتفالات شعب الجنوب بذكرى اعلان التاريخي وتأسيس المجلس تدشين بعثة المجلس الانتقالي الجنوبي في العاصمة الأمريكية واشنطن وتُعد هذه البعثة أول تمثيل دبلوماسي جنوبي رسمي في العاصمة الأمريكية، ما يعكس تطورًا نوعيًا في الحضور الجنوبي على الساحة الدولية، ويعزز فرص إيصال صوت الجنوب إلى صناع القرار الأميركيين ومراكز التأثير، ويرى مراقبون أن افتتاح البعثة في واشنطن يُشكّل لحظة استراتيجية فارقة في مسار مشروع التحرير والاستقلال، إذ لم يعد الجنوب مجرد قضية محلية أو إقليمية، بل بات له تمثيل مؤسسي في واحدة من أهم العواصم العالمية.

*الذكرى الثامنة... تجديد العهد وتعزيز العمل المؤسسي*

خلال الفترة الماضية  شكلت البنية التنظيمية للمجلس نقطة قوة ومرتكز أساسي لتوحيد الجهود وتنظيم العمل وفق التخصصات والاستفادة من الطاقات والكوادر الجنوبية كلٌ في مجال عمله وتخصصه، حيث أصبح الجميع في الجنوب يشعر بانتمائه لهذا المجلس وتمثيله لإرادته الحقيقة في تحقيق حلم الدولة الجنوبية المنشودة والتي ستلبي تطلعات وطموحات شعب الجنوب في تحسين حياته وعيشته وتوفير كل ما من شأنه تحقيق الإرادة الشعبية في التحرر والاستقلال، وفي هذا المجال شكل المجلس الانتقالي في أطره القيادية من مختلف شرائح المجتمع وأطيافه ومكوناته (الثورية، السياسية، الاجتماعية، والمهنية) على مبدأ الحوار الوطني المحكوم بالمبادئ الحاكمة للتوافق الوطني الجنوبي.

*مسيرة مستمرة نحو الاستقلال*
ويُجدّد المجلس الانتقالي الجنوبي، في هذه المناسبة، العهد بالمضي بثبات على طريق التحرير والاستقلال، حاملاً تطلعات شعب الجنوب، ومواصلاً النضال لبناء دولة جنوبية فدرالية مستقلة عادلة ذات سيادة، تقوم على مبدأ الشراكة الوطنية والعدالة الاجتماعية دولة عمدها آلاف الشهداء والجرحى وعقود من الكفاح.

https://alameenpress.info/index.php/news/51225
You for Information technology