الامين برس: البيان الاماراتية : تتجه أنظار اليمنيين هذه الأيام صوب محافظة تعز، وذلك بعد إعلان قوات التحالف والمقاومة الشعبية وقيادة الجيش الوطني أن معركة تحريرها باتت قريبة. ومحافظة تعز من أهم المحافظات اليمنية، لما تمثله من ثقل سكاني وموقع مهم يتوسط بين المحافظات الجنوبية والشمالية.
ومن الناحية الاستراتيجية، ترتبط تعز بعدد من المحافظات، أبرزها الحديدة الساحلية وإب والضالع ومحافظة لحج التي تعتبر مدخل عدن، وسيطرة ميليشيات الحوثي عليها تعد خطراً محدقاً بعدن، وتأميناً لصنعاء عمق الحوثيين. وتحرير التحالف العربي لتعز سيكون بداية النصر في صنعاء، بحسب ما يراه محللون سياسيون يمنيون.
تأمين عدن
من شأن تحرير تعز أن يؤدي إلى تحرير عدد من المحافظات المرتبطة بها جغرافياً، مثل إب والحديدة ومن ثم صنعاء، بالتزامن مع تقدم جبهة مأرب. كما أن تحريرها سيمكن التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية وقوات الجيش الوطني، من تأمين المنطقة العسكرية الرابعة بعدن، وتأمين المحافظات الجنوبية المحررة وإبعاد الخطر عنها.
عن ذلك يقول المحلل السياسي منصور صالح إن تعز تمثل من حيث موقعها الجغرافي وثقلها الاقتصادي والسكاني أهمية كبرى في معادلة الحرب القائمة، وتحريرها دون شك سيؤثر إيجاباً في التسريع بخطوات وجهود تحرير العاصمة اليمنية صنعاء.
اقتلاع شوكة
وأضاف صالح: «يمكن القول إن الوجود الحوثي في تعز يمثل شوكة مؤلمة في خاصرة اليمن، ولا شك أن نزع هذه الشوكة سيعافي جزءاً مهماً من الجسد اليمني المثخن بالجراح، وفي الوقت ذاته سيعزز من قوة ومتانة الطوق الذي تسعى قوات الحكومة اليمنية الشرعية مسنودة بدعم قوى التحالف لفرضه حول العاصمة ومن ثم تحريرها».
ويؤكد أن تحرير تعز يعني تحرير ستة ملايين مواطن وتحرير ثروة اقتصادية هائلة تعد الأضخم في الاقتصاد اليمني، وتحريرها يعني الالتحام بمقاومة إب، وطي مسافات طويلة تقرب من الزحف إلى صنعاء، وهي مسافة تتضاءل كل يوم.
تدرك قوات التحالف العربي وقيادات الجيش الوطني والمقاومة أهمية معركة تعز وضرورة تحريرها من عناصر الميليشيات، حيث تجري الاستعدادات والتجهيزات لخوض معركة فاصلة وحاسمة ضد ميليشيات الحوثي وصالح.
انطلاق المعركة
يرى مراقبون أن معركة تعز بدأت فعلاً منذُ وقت مبكر، وتحديداً أثناء تحرير باب المندب والمناطق الساحلية التابعة لمحافظة تعز، وكذلك من خلال دعم المقاومة بالأسلحة النوعية والمتطورة التي بينها صواريخ حرارية ومدرعات حديثة، وكذلك رفد المقاومة في تعز بعشرات من المقاتلين القادمين من عدن ولحج.
ويبدو أن الكيفية التي سيتم تحرير تعز بها ستكون مفاجئة لميليشيات الحوثي وصالح، إذ أكدت مصادر في قيادة المنطقة الرابعة أن هناك خططاً تم إعدادها، وتحضيرات واسعة ستشارك فيها قوات التحالف بشكل فعال. استعدادات قوات التحالف والجيش الوطني تجري في أكثر من محور وأكثر من جهة، استعداداً للهجوم الشامل على محافظة تعز.
الهجوم من جهتين
ومن أبرز السيناريوهات المتوقعة لمهاجمة تعز بحسب المؤشرات والمعطيات الحالية الهجوم من جهتين: الجهة الغربية..
حيث سيتم دفع المئات من مقاتلي المقاومة وقوات التحالف عن طريق وادي الضباب، بالتزامن مع فتح جبهة جنوب تعز، وتحديداً من قاعدة العند، وستتقدم قوات التحالف العربي بما فيها القوات السودانية وقوات المقاومة من محور العند باتجاه محافظة تعز، وسيتم الإطباق على ميليشيات الحوثي من الغرب والجنوب، وإجبارها على الفرار باتجاه محافظة إب.
الحديدة قبل تعز
يرى مراقبون أن قوات التحالف ربما تفاجئ ميليشيات الحوثي وصالح بهجوم كاسح على مواقعها في محافظة الحديدة غرب تعز من جهة البحر، ومن الجهة الغربية مع حدود المملكة العربية السعودية، إذ يتوقع المراقبون أن يكون هجوماً شاملاً وكاسحاً تشارك فيه قوات الجيش السعودي، حيث ستتم السيطرة على مدينة الحديدة أولاً..
وذلك بسبب طبيعتها الجغرافية السهلة، وامتدادها على سواحل البحر الأحمر، ومن ثم التوجه صوب تعز من جهتين، جهة باب المندب شرقاً وجهة الحديدة غرباً، إضافة إلى هجوم كاسح آخر من الجهة الجنوبية لتعز بقيادة القوات السودانية الموجودة في العند.
وقفة نسائية
نفذ عدد من نساء مدينة تعز، أمس، وقفة رمزية بساحة الحرية، إحياءً للذكرى الرابعة لمجزرة مصلى النساء التي ارتكبتها القوات التابعة للمخلوع علي صالح في 11 نوفمبر 2011، وقتل فيها عدد من نساء وثائرات تعز.
وقال بيان صادر عن الوقفة الاحتجاجية إن تاريخ 11 نوفمبر أصبح ذاكرة للمجد والصمود، ومنعطفاً تاريخياً لنضال نساء تعز في سبيل الحرية والكرامة. وأشار البيان إلى أن شهيدات ثورة 11 فبراير لم يعدن وحدهن في سجل ضحايا القتل الممنهج ضد النساء، بل تشاركهن حتى الآن 184 شهيدة جديدة قتلن على يد ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح.