تمر المرحلة الراهنة بمحطة فارقة، يتطلع فيها أبناء شعب الجنوب بآمال عريضة إلى قيادتهم الثلاثية الممثلة في مجلس القيادة الرئاسي، حيث تتعاظم المسؤولية وتتضاعف التحديات، ويغدو الإصلاح الجوهري للمؤسسات هو المدخل الحقيقي لتحقيق الطموحات المشروعة. إن الثقة الممنوحة لهذه القيادة ليست مجرد تفويض، بل هي أمانة ثقيلة على عاتقها، وعهدٌ يتطلب عملًا دؤوبًا لا هوادة فيه لتحقيق غايتين استراتيجيتين رئيستين: الأولى، إصلاح البنية الهيكلية للمجلس الرئاسي من جذوره، ليكون كيانًا فاعلًا قادرًا على اتخاذ القرار، بعيدًا عن الشلل والعجز، مؤسسًا لمرحلة جديدة من الحوكمة الرشيدة والتمثيل الفعلي. والثانية، وهي الجوهر، إعادة الاعتبار الكامل والرسمي للحق الجنوبي في الشراكة الوطنية الحقيقية غير المنقوصة، التي لا تُمْنَح منّةً، بل هي حقٌ تاريخي وقانوني وشرعي، تفرضه الجغرافيا المحررة ودماء الشهداء التي روَتْ ترابها، وتَكْتَسِبُ شرعيتها من الإرادة الشعبية الثابتة الراسخة. إن الشراكة الحقيقية التي ننشدها ليست مجرد مقعد أو تمثيل شكلي، بل هي مشاركة فاعلة في صنع القرار المصيري، وتحديد المستقبل، وبناء الدولة على أسس جديدة من العدالة والمساواة والاعتراف بالخصوصية السياسية للجنوب؛ إنها شراكة تقوم على الاعتراف المتبادل، والندية، والتكافؤ وتستعيد للجنوب كامل حقوقه السياسية والاقتصادية والأمنية، معبرةً عن إرادته الحرة وطموح أبنائه في استعادة دولته المستقلة بكامل مقوماتها. إن قيادة المجلس الانتقالي الثلاثية أمام تحقيق مشروعية هذا التحول السياسي الحقيقي لإثبات الحق المستحق لشعبهم، وترجمة الخطاب السياسي إلى واقع ملموس، عبر خطوات عملية جريئة، وإرادة صلبة لا تلين، وحكمة تقود إلى بر الأمان، لتحقيق هذه الأهداف النبيلة التي تنتظرها جماهير شعبنا في الجنوب الواثقة بنصر الله ثم بثبات قيادتنا الممثلة بالقائد الرمز عيدروس بن قاسم الزبيدي.