نصب مسلّحو تنظيم "القاعدة" في اليمن نقاط تفتيش بعد سيطرتهم على مدينتي زنجبار وجعار، في محافظة أبين جنوبي البلاد، في تطور يخلط الأوراق السياسية ويفتح معركة للسلطة الشرعية في المحافظات المحررة من جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) والموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
وأكّدت مصادر محلية في أبين، لـ"العربي الجديد"، أنّ مسلحي "القاعدة" سيطروا سيطرة كاملة على مدينة زنجبار مركز المحافظة، ومدينة جعار، ثاني أكبر مدن المحافظة الواقعة إلى الشرق من مدينة عدن، المقر المؤقت للرئيس عبدربه منصور هادي.
وجاءت سيطرة مسلحي تنظيم "القاعدة" على المدينتين بعد معارك مع "اللجان الشعبية" المؤلفة من مقاتلين قبليين موالين للحكومة، وقتل في المواجهات، نائب قائد اللجان، علي السيد.
وبحسب المصادر، فقد فجر مسلحو "القاعدة" مقراً على الأقل في جعار يتبع "اللجان الشعبية"، التي انسحبت وتركت المدينة لمسلحي التنظيم.
"
تحركات "القاعدة" تخلط الأوراق وتجعل من المواجهة بين قوات الشرعية والتنظيم أمراً ملحاً
"
وتبعد مدينة زنجبار عن عدن نحو (60 كليومتراً) وكانت تحت سيطرة مسلحي "القاعدة" في العام 2011 إلى جانب مدينتي جعار ولودر. وفي العام 2012 شنّت الحكومة حملة عسكرية لتحرير المحافظة.
وشهدت زنجبار احتشاداً ومواجهات متقطعة بين "اللجان الشعبية" ومسلّحي "القاعدة"، ظهر خلالها القيادي الميداني البارز في التنظيم، جلال بلعيدي. وتعد أبين إحدى أبرز المحافظات التي ينشط فيه تنظيم "القاعدة"، إلى جانب محافظتي شبوة والبيضاء وحضرموت، وسبق أن أعلن التنظيم فيها "إمارات إسلامية" الأعوام الماضية.
ومن شأن سيطرة "القاعدة" على أجزاء كبيرة من محافظة أبين، أن تشكل خطراً ملحاً على مدينة عدن المقر المؤقت للحكومة والرئيس هادي، وهو ما قد يجعل التطورات مقدمة لتدشين معارك بين القوات الشرعية ومسلحي التنظيم.
وكانت عدن، قد شهدت الشهرين الأخيرين تقدماً نسبياً في الملف الأمني، تمكن الرئيس هادي على أثره من العودة إلى البلاد، إلا أن تحركات "القاعدة" تخلط الأوراق من جديد، وتجعل من المواجهة مع التنظيم أمراً ملحاً، الأمر الذي قد لا يقتصر على أبين.
من جهةٍ ثانية، لا يستبعد مراقبون أن تؤثر التطورات في أبين على العملية التي تنفذها القوات الموالية للشرعية بمساندة قوات من التحالف لتحرير مدينة تعز، إذ إن تهديد عدن من بوابة أبين، قد يتحول إلى أولوية في المعارك الحالية.
وكذلك، من المتوقع أن تؤثر تحركات "القاعدة" على مسار المفاوضات السياسية، إذ تشكل ضغطاً إضافياً على السلطة الشرعية، مع وجود قلق إقليمي ودولي من نفوذ الجماعات "الإرهابية".