الامين برس: العرب : سُجّل الخميس تقدّم جديد في سيطرة تنظيم القاعدة على المناطق اليمنية باستيلاء التنظيم على مدينة باتيس بمحافظة أبين، بجنوب البلاد، وذلك بعد سيطرته على مدينتي زنجبار وجعار بذات المحافظة، فيما أُعلن في مدينة عتق مركز محافظة شبوة المجاورة رفع الجاهزية القتالية بناء على معلومات بشأن اعتزام التنظيم مهاجمة المدينة والسيطرة عليها.
وبات الوضع القائم في اليمن يشجّع التنظيم على توسيع دائرة سيطرته التي كانت مقتصرة على المكلا مركز محافظة حضرموت بشرق البلاد، في ظلّ انشغال المقاومة اليمنية والجيش الموالي للسلطات الشرعية والمدعوم من التحالف العربي بمقارعة ميليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح.
وبحسب مختصين في شؤون الجماعات الإسلامية المتشدّدة، فإن تنظيم القاعدة بصدد الاستفادة من المناخ الطائفي الذي وفره انقلاب جماعة الحوثي الشيعية الموالية لإيران وغزوها بمساندة قوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح لمناطق شاسعة في البلاد، وذلك ليعرض نفسه كـ”قوّة مقاومة” للمد الشيعي وليستأنف التجنيد في صفوف القبائل بعد أن كان قد خسر إلى حد كبير حاضنته بين تلك القبائل بفعل تورّطه في جرائم وعمليات دموية طالت الكثير من أبناء القبائل ذاتها لدى استهدافه مؤسسات للدولة بما في ذلك هجماته على مواقع القوات المسلّحة ومراكزها.
ومن هذه الزاوية يكون تنظيم القاعدة وجماعة الحوثي بصدد الاستفادة كلّ من الآخر، دونما تنسيق مسبق حيث يستفيد التنظيم من المناخ الطائفي الذي أوجده الحوثيون، فيما سيكون الطرف الأخير سعيدا بانصراف قوى المقاومة إلى مقارعة القاعدة.
وأفاد أمس سكان محليون من مدينة باتيس أن مسلحين من أنصار الشريعة، جناح القاعدة في اليمن، سيطروا على المدينة، بعد ظهر الخميس. ووفق ما تحدث به عدد من السكان عبر الهاتف مع وكالة الأناضول فإن حوالي 10 عربات مسلحة تقل العشرات من أفراد تنظيم القاعدة، دخلت المدينة دون مقاومة تذكر. وأضافوا أن عناصر التنظيم نادوا على السكان، عبر مكبرات الصوت بالمساجد، بعدم الخوف والهلع، وأنهم جاؤوا فقط لمقاتلة من أسموهم بـ”الطواغيت”.
استفادة متبادلة بين تنظيم القاعدة والمتمردين الحوثيين دون تنسيق مسبق
وكانت القاعدة، قتلت نائب قائد اللجان الشعبية علي السيد و3 من مرافقيه أثناء سيطرتها على مدينة جعار إحدى كبرى مدن محافظة أبين.
وتسود حالة من الهلع والخوف لدى سكان المحافظة خشية تكرار سيناريو أحداث 2011، 2012 التي كانت فيها المحافظة ساحة لمعارك شرسة بين عناصر التنظيم، من جهة، ووحدات من الجيش اليمني وعناصر من اللجان الشعبية، من جهة أخرى، استمرت لمدة عام، وخلفت المئات من القتلى والجرحى، فضلا عن الدمار الذي طال المرافق الحيوية ومنازل المواطنين، وتشريد أكثر من 240 ألف نسمة من السكان.
ومنذ عام 2012، لم يكن للدولة أي تواجد أمني في المحافظة، حيث أُسندت مهمة الأمن للجان شعبية.
وفي محافظة شبوة الواقعة إلى الشرق من أبين أعلنت قيادة محور عتق مركز المحافظة رفع الجاهزية القتالية بعد معلومات عن اعتزام تنظيم القاعدة مهاجمة المدينة والسيطرة عليها . ودعا بيان صادر عن قيادة المحور “كل الشرفاء والمخلصين من أبناء المحافظة بالاستعداد لحماية مدينة عتق والدفاع عنها من العناصر الإرهابية المتمثلة في داعش وتنظيم القاعدة”.
وقال مصدر في قيادة المحور إنه تم توجيه قوات الأمن والمقاومة لرفع الجاهزية القتالية ومراقبة الخطوط والمنافذ والحركة في مدينة عتق ومحيطها تحسبا لأي طارئ وإبلاغ قيادة المحور بذلك.
وأضاف أنه تمت دعوة جميع منتسبي المحور من الضباط والجنود للعودة العاجلة إلى مواقعهم بمحيط المدينة تحسبا لأي طارئ وأن قيادة المحور ستتكفل بجميع مواصلات المنتسبين.