الأمين برس

2025-12-28 00:00:00

لن نتخلى عن الشراكة ولن نفرط بالسيادة

اخبار وتقارير
2025-12-27 21:47:33

 

المقدمة

 

١-الأهمية

تكتسب دراسة العلاقة بين المشروع السياسي الجنوبي والشراكة العربية أهمية استراتيجية عالية لارتباطها بمستقبل الأمن والاستقرار في الجنوب العربي والمنطقة.

وتشكل هذه الشراكة الإطار الأساسي لمواجهة الإرهاب وتفكيك المعسكرات المسلحة وفي الوقت ذاته تمثل الحفاظ على السيادة الوطنية حجر الزاوية في صياغة السياسات الداخلية والخارجية بما يحمي القرار الوطني من أي ارباك إقليمي يهدف لإضعاف الجنوب ٠

٢-الأهداف

يهدف البحث إلى:

-تحليل تأثير الانتصارات الشعبية والميدانية على تعزيز الشرعية الجنوبية ومتانة الدولة.

-دراسة آثار الاستهدافات الإقليمية ومحاولات قوى الاحتلال اليمني لاستدراج قائد التحالف العربي إلى صدام مع القوات الجنوبية.

-تقييم التوازن بين الدفاع عن السيادة الوطنية وتعزيز التعاون العربي الاستراتيجي.

٣-أسباب اختيار الموضوع

-تصاعد محاولات قوى الاحتلال اليمني الحوثية والإخوانية لتوظيف قائد التحالف العربي ضد الجنوب.

-الحاجة إلى تحليل أكاديمي موضوعي لرصد الانتصارات الميدانية والسياسية للانتقالي وتأثيرها على الاستقرار.

-ندرة الدراسات التي تعالج السيادة الوطنية والشراكة العربية في سياق المخاطر الإقليمية.

٤-المشكلة

تكمن المشكلة في المحاولات المتكررة لقوى الاحتلال اليمني لاستدراج قائد التحالف العربي للانخراط في مواجهة مباشرة مع القوات الجنوبية بما يهدد أمن واستقرار الجنوب ويعطل مشروع الدولة الجنوبية٠

٥- الفرضيات :

الشراكة العربية تدعم الأمن والاستقرار إذا تم احترام السيادة الوطنية بشكل كامل لأن أي استهداف للقوات الجنوبية يعزز التلاحم الشعبي والمؤسسي حول المشروع الوطني أما القوى المعادية فتسعى إلى محاولة استغلال قائد التحالف العربي لتحقيق أهداف سياسية وإقليمية تخريبية لكنها تصطدم بالوعي الشعبي والقدرة الدفاعية الجنوبية.

٦-المنهج

المنهج الوصفي التحليلي مع الاستفادة من روح المناهج كلها .

 

ب-المدخل

 

شهد الجنوب مؤخرا تقدما ملموسا على المستويين الميداني والمؤسسي تجسد في :

-توسع قاعدة الشرعية الشعبية عبر الاعتصامات الجماهيرية.

-استمرار نجاحات القوات المسلحة الجنوبية في اجتثاث الإرهاب والقضاء على معسكراته في حضرموت بما في ذلك

-إعلان غالبية الوزراء والمؤسسات دعمهم لقرارات المجلس الانتقالي برئاسة الأخ الرئيس القائد عيدروس الزبيدي وتفويضه لإعلان الدولة الجنوبية .

-الاستقرار الشامل الذي عم مختلف محافظات الجنوب نتيجة هذه النجاحات ما عزز من شرعية المجلس سياسيا وميدانيا.

ونتيجة لهذه النجاحات الجاسرة حاولت قوى الاحتلال اليمني الحوثية والإخوانية تنفيذ خطة خبيثة تهدف إلى دفع المملكة العربية السعودية للانخراط في مواجهة مع القوات الجنوبية لإضعاف الطرفين وخلق فرصة لإعادة احتلال الجنوب والسيطرة على ثرواته والانطلاق منه لتنفيذ أعمال إرهابية في عمق المملكة والخليج .

ومع ذلك أظهر الشعب والقيادة الجنوبية يقظة عالية مؤكدة أن أي محاولة لإحداث فتنة ستقابل بتلاحم شعبي ومؤسسي كامل.

 

ج-تحليل النقاط الخمس

 

أولا:ا لانتصارات الجنوبية كعامل مفجر لمخططات الصدام الإقليمي .

 

تمثل الانتصارات التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي خلال المرحلة الأخيرة تحولا نوعيا في موازين القوة ، حيث تزامن توسع الشرعية الشعبية عبر الاعتصامات الجماهيرية مع تعاظم الشرعية الميدانية المسلحة الناتجة عن نجاح القوات الجنوبية في اجتثاث الإرهاب والقضاء على معسكراته في حضرموت بما في ذلك تفكيك البنية العسكرية للجماعات المتطرفة المرتبطة بالملاحق أمنيا المخدوع بن حبريش .

هذا التقدم الشامل سياسيا وأمنيا أدى إلى إفشال أدوات النفوذ التقليدية لقوى الاحتلال اليمني ودفعها إلى تبني استراتيجية بديلة أكثر خطورة قوامها نقل الصراع من مواجهة مباشرة مع الجنوب إلى محاولة تفجير صدام بين الجنوب والمملكة بما يعيد خلط الأوراق ويضعف الطرفين في آن واحد .

 

ثانيا:التماسك المؤسسي وتفويض القيادة كهدف مباشر لمحاولات الإرباك

 

إن إعلان غالبية الوزراء والمؤسسات والسلطات المحلية تأييدها لإجراءات وقرارات المجلس الانتقالي وتفويض الأخ الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بإدارة المرحلة وصولا إلى إعلان الدولة الجنوبية مثل ذروة التماسك المؤسسي للمشروع الجنوبي.

هذا التماسك حول المشروع من حالة نضالية إلى مسار سياسي منظم وهو ما اعتبرته قوى الاحتلال تهديدا وجوديا لمخططاتها.

ومن هنا سعت هذه القوى إلى ضرب العلاقة بين الجنوب والتحالف العربي باعتبارها الركيزة الخارجية الأهم لاستقرار هذا المسار إدراكا منها أن تفكيك الشراكة سيضعف الجبهة المؤسسية ويفتح ثغرات للعودة التدريجية إلى الجنوب تحت غطاء الفوضى.

 

ثالثا:الاستهدافات العسكرية كأداة لإدارة الصراع بالوكالة

 

يمثل الاستهداف الجوي للقوات المسلحة الجنوبية في حضرموت من قبل طيران المملكة نموذجا واضحا لإدارة الصراع بالوكالة حيث لا يفهم الحدث بوصفه واقعة معزولة بل ضمن سياق سعي قوى الاحتلال اليمني إلى دفع المملكة العربية السعودية دون مواجهة مباشرة للاصطدام بالقوات الجنوبية المنخرطة في مكافحة الإرهاب.

وتكمن خطورة هذه الاستراتيجية في أنها تهدف إلى إنهاك الطرفين معا بهدف إضعاف القوات الجنوبية التي تمثل حاجزا أمنيا صلبا، وإقحام المملكة في مسار استنزاف سياسي وأمني يخدم خصومها الإقليميين وعلى رأسهم المشروع الإيراني بما يخلق بيئة ملائمة لإعادة إنتاج الفوضى.

 

رابعا : استراتيجية الاستدراج لتفجير العلاقة الجنوبية السعودية كمدخل لإعادة احتلال الجنوب ،إذ تعتمد قوى الاحتلال اليمني الحوثية والإخوانية على استراتيجية استدراج ممنهجة تقوم على خلق احتكاكات مدروسة بين القوات الجنوبية وقوات التحالف التابعة للمملكة ، مع التعويل على الحساسية الميدانية للمشهد الأمني.

الغاية النهائية من هذه الاستراتيجية ليست المواجهة بحد ذاتها بل تدمير الثقة المتبادلة بين الجنوب والمملكة وهذا هو الأخطر أضف إلى محاولة إضعاف الطرفين تدريجيا بما يسمح لتلك القوى بالعودة إلى الجنوب في لحظة إنهاك شامل واستعادة السيطرة على الأرض والثروة تحت ذرائع سياسية وأمنية مصطنعة .

 

خامسا : معادلة السيادة والشراكة لإفشال المخطط عبر التوازن الاستراتيجي.

 

في مواجهة هذه الخطة، تطرح القيادة الجنوبية معادلة واضحة تقوم على التمسك غير القابل للمساومة بالسيادة الوطنية بالتوازي مع الحفاظ على الشراكة العربية الاستراتيجية مع المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.

هذه المعادلة تفشل جوهر المخطط المعادي، لأنها تسحب منه ورقة الاستثمار في التناقضات، وتمنع تحويل التحالف إلى أداة صراع داخلي. فالجنوب وفق هذا المنظور لا يعادي شركاءه ولا يقبل في الوقت ذاته أن تستخدم علاقاته الاستراتيجية غطاء للمساس بقواته أو مشروعه الوطني .

 

د-النتائج

 

١-تمثل القوات المسلحة الجنوبية قوة استقرار استراتيجية على المستوى الإقليمي، وقادرة على منع الاستدراج والخطط التخريبية.

٢-تعزز الانتصارات الميدانية والسياسية الشرعية الشعبية والمؤسساتية للمشروع الجنوبي مما يصعب تفكيك الدولة من الداخل.

٣- تزيد الاستهدافات الاستراتيجية من تلاحم الشعب والقيادة والقوات المسلحة وتبرز وعيا جماعيا بالتهديدات الإقليمية.

٤- فشلت وستفشل محاولات القوى المعادية لاستغلال التحالف العربي بفضل التنسيق الدفاعي والوعي الشعبي والقيادة الجنوبية الحازمة.

٥-الشراكة العربية يمكن أن تستمر وتنجح إذا تم الالتزام الكامل بالسيادة الوطنية وحماية القوات الجنوبية من أي تهديد استراتيجي.

 

ه‍-التوصيات

 

١- تعزيز آليات التنسيق العسكري والسياسي مع التحالف العربي لضمان الاستقرار والأمن .

٢-اعتماد بروتوكولات دقيقة للتحقيق في أي حوادث استهداف للقوات الجنوبية وتحديد المسؤوليات .

٣- تطوير خطط دفاعية واستراتيجية واستخباراتية لمواجهة محاولات الاستدراج الإقليمية .

٤- تبني خطاب أكاديمي ومؤسسي يعكس مصالح المشروع الوطني بعيدًا عن الانفعال السياسي .

٥- تعزيز التعاون المشترك لمكافحة الإرهاب ضمن إطار الشراكة العربية الاستراتيجية .

٦-رفع مستوى الوعي الشعبي بمخاطر المشاريع الإقليمية المعادية للجنوب.

٧- تأمين الحماية القانونية والسياسية للقوات المسلحة الجنوبية .

٨- التأكيد على احترام السيادة الجنوبية في جميع الاتفاقيات العسكرية والأمنية.

٩- متابعة بناء مؤسسات الدولة لضمان استدامة الاستقلال السياسي الوطني والحفاظ على القرار الوطني.

 

و-الخلاصة

 

تؤكد الدراسة أن المشروع السياسي الجنوبي يسير في مسار متوازن يجمع بين الدفاع عن السيادة الوطنية وتعزيز الشراكة العربية الاستراتيجية.

تكشف التحليلات أن محاولات قوى الاحتلال اليمني لاستدراج قائد التحالف نحو مواجهة مع القوات الجنوبية تمثل جزءا من خطة خبيثة لتدمير الطرفين وإعادة احتلال الجنوب والإنطلاق منه لنشر الإرهاب والفوضى في المملكة العربية الشقيقة ومع ذلك يظهر التلاحم الشعبي والمؤسسي والوعي السياسي الجنوبي العالي والقدرة العسكرية الجنوبية على إفشال هذه المخططات مما يجعل الجنوب عنصرا فاعلا وحاسما في حماية الأمن الإقليمي ومواجهة التهديدات الإرهابية والإقليمية ٠

 

 

*باحث أكاديمي ومحلل سياسي

 

 

https://alameenpress.info/index.php/news/55546
You for Information technology