كتب: الأمين برس /محسن منصر الخيلي
الأستاذ عبدالقادر صالح سعيد السقلدي رحمه الله رحمة الأبرار هامه تربويه فذة شهد له الصرح التعليمي الأول في الشعيب عامه والعوابل خاصة وهو من الطلائع الأولى مع زملائه المعلمين ومنهم الأستاذ مسعد عبدالله والأستاذ قحطان محمد الخلاقي والأستاذ محمد احمد الحبيشي والأستاذ محسن عبيد محسن رحمة الله عليهم وهم الأوائل في افتتاح مدرسة العوابل الابتدائية التي كانت تظم أبناء الشعيب عامه وهي المدرسة الوحيدة في مشيخة الشعيب إبان الاحتلال البريطاني لبلادنا وقد تعلم على أيديه الكثير من أبناء الشعيب والكثير منهم شغلوا مناصب كبيره في البلاد منذ خمسينات وستينات القرن الماضي وأنا واحد منهم وأنا اكتب هذه الأسطر قد لا أفي بحقه ولكن ما اعرفه جيداً انه كان ذلك المعلم الفذ والمخلص في عمله التربوي والتعليمي وبلادنا ترزح تحت نير الاحتلال البريطاني لكنه ادى رسالته بكل إخلاص ووفاء أمام الأجيال وبرغم قساوة الطبيعة من حيث السكن وبعده عن قريته وأهله بالنسبة لمقر عمله فلم تكن آنذاك طرقات او مواصلات وكان يتنقل مشياً على الأقدام بكل صبراً وتحدي مع قساوة الطبيعة والنظام الاستعماري الاستبدادي قد كان رجلاً مهاباً صلبا مع طلابه ومربي فاضلاً وما عرفته عن الفقيد كان رجلاً شجاعاً لا يخاف لومة لائم في قول الحق وشعاره النقد البناء أمام أي أخطاء يناقش ويطرح المواضيع بكل صدقٍ وصراحة في جميع مجالات الحياة وكان مناضلاً صلباً ضد الاستعمار البريطاني وأعوانه وكان يشجع طلابه وزملائه على قيام المظاهرات الطلابية المناهضة للاستعمار وهو يتقدمهم وقد تعرض للاعتقالات عدة مرات من قبل سلطات الاحتلال ولكنه لم ينثني او يتراجع عن هدفه بل كان يزيده عزماً وإصرارا على مقارعة الاستعمار حتى التحق الى جبهة القتال حاملاً سلاحه وقاوم بثبات وعزيمة حتى تم تحرير واستقلال الوطن في عام 1967م ومن حبه لعمله التربوي والتعليمي عاد لإكمال مشواره بهذا المجال في مدرسة الشهيد الحدالي بخال وخلال المراحل التي مرت بها بلادنا بعد الاستقلال وكما عهدناه صريحاً لا يقبل الأخطاء والتصرفات الخاطئة وضل ينتقدها مما عرضه للأذى والتعذيب في السجون وضل الفقيد على حاله صاحب مبادئ ثابتة على عهده شامخاً صامداً حتى وافاه الأجل إلى جوار ربه ٠. قد يعذرني زملائي ورفاقه وأبنائه الأعزاء فيما قلت فكلماتي لن تفي بحقه وتعبيري عن مميزات وصفات معلمنا وأستاذنا و فقيدنا خلال مشوار حياته في حقل التعليم وواجبه التربوي والوطني أمام كثير من الأجيال والوطن وسأضل أتذكرها دائماً في كل زمان ومكان ماحييت٠رحمك الله يا معلمنا المقدام رحمة الأبرار وأسكنك فسيح جناته وان يضعك الله موضع صدقاً عند مليك مقتدر.