الأمين برس ـ لحج
تقرير ـ أنوار العبدلي
أطفال من النظرة الأولى لك لهم تشعر بوجوب الوقوف بجانبهم ومساعدتهم ليس شفقة عليهم بقدر المسئولية تجائهم، أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من معاقين حركياً ومكفوفين ، وصم وبكم وغير ذلك يعانون الكثير مثل ما يعاني الوطن بالوقت الحالي ، يحتاجون لخريطة مساعدة ودعم لكي يتأقلمون ويبدءون بالعيش بالمجتمع بالشكل الايجابي .
جمعية الحياة لرعاية وتأهيل أطفال الشلل الدماغي المعاقين حركياً وهي تعتبر جمعية الأولى من نوعها في محافظة لحج في تقديم نوع مختلف من الخدمة وهو العلاج بالتدليك الطبيعي .
جمعية ما تزال تواجهه الكثير من النقص والصعوبات لكونها جديدة في نشأتها ، إلى جانب الوضع الغير المستقر امني في المدينة ولكن العمل بالجمعية مستمر بالوسائل المتاحة .
الأخت بشرى حنش أخصائية صحية ومدربة بالمجال الصحي بالجمعية تحدثت لنا أن سبب إصابة الطفل بالشلل الدماغي يعود لحدوث خمول في دماغ الطفل منذ وقت الولادة وذلك بسبب عدم وصول الدم إلى الدماغ المحمل بالأكسجين ، نتيجة لان الأم وقت الولادة قل منها أو لم تتحصل عليه بالشكل المطلوب ، أو نتيجة لنقص التغذية خلال فترة الحمل أو استخدام علاجات خاطئة مثل تناول أدوية خاطئة أو منتهية الصلاحية .
ونحن هنا بالجمعية نقدم بعض العلاجات الصحية المتوفرة لنا في ظل صعوبات تواجهنا وهي كثيرة عبر فريق نسائي متدرب في هذا المجال ، وما نقدمه من علاج يرتكز على القيام بحركات وتمرينات يومية للأطراف العليا والسفلى إلى جانب تمرينات للعمود الفقري .
ونقوم كذلك بإحساس مركز الحس عبر مطرقة طبية للبحث عن العصب واستجابته ، ونوفر كذلك التدليك الطبيعي عبر الزيوت مثل زيت البرفين وزيت جونسي للأطفال Paraffin oil-Gousg oil .
كذلك نقدم علاج عبر استخدام طريقة كرب باديج بالنافدة الحديدية وذلك بسبب عدم توفر لذا الجمعية السلالم الحديدية أو العكاز الحديدي ، إلى جانب نقدم الإسعافات الأولية في حالة تعرض الطفل المعاق وقت التمرينات لحادث ، ونعمل كذلك على أعطاء أسرة المعاق بعض التوجيهات والحركات البسيطة التي ممكن تقوم بها الأم لطفلها بالمنزل .
أدوات ومعدات بسيطة يرتكز عليها العمل قريبة للوسائل البدائية لكن هذا المتوفر ونتمنى ان تتحصل الجمعية على دعم للجانب الصحي فيها ، مع استمرارنا بالعمل الإنساني الذي تحتاجه هذه الشريحة الخاصة بالمجتمع التي الكثير ما يتجاهلها ولا يشعرون بمعاناتها ومعاناة أسرهم المادية والمعنوية ، وما نقدمه لهم بهذا المركز الصحي بالجمعية للتخفيف ولو قليل عنهم فالعلاج الطبيعي يأتي بنتيجة طيبة دائماً في مثل هذه الحالات .
وبعدها تجولنا في بقية أقسام الجمعية برفقة رئيسة الجمعية نجلاء سعيد/ التي شرحت لنا عمل الجمعية وما تواجهه من تحديات تحاول الجمعية ان تتخطها بالصبر وطرق كافة الأبواب الخيرية التي ممكن ان تقدم شيئاً يساعد أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة .
وخلال تجولنا وحديثنا دخلنا ، وشاهدنا العملية التعليمية في قسم الأطفال الذين يعانون من تأخر النطق التي تقدم للأطفال عبر مكعبات للأحرف وعبر إصدار كذلك أصوات ترمز لكائن حي حتى يستطيع الطفل الذي يعاني من التأخر بالنطق للتدرديد خلفه أو محاولة لتقليده ، كذلك ترك الطفل يقوم بالرسم بالألوان ، وقراءة القران عليهم .
تقول سلوى فضل السعيد المدربة بهذا القسم / نحن نحاول قدر استطاعتنا أن نشارك بهذا العمل الطوعي والإنساني لهؤلاء الأطفال وما هو متوفر لدينا من احتياجات بهذا القسم نقوم بالعمل فيه ، لكن نحتاج لأشياء متطورة أكثر مثل شاشة تلفزيونية لكي يسمع ويشاهد الطفل عملية نطق الحروف ، وكذلك يميز الأصوات لأنه بالوقت الحالي نستخدم أصواتنا في إصدار أصوات الحيوانات او اي شيئا أخر .
إما مايا عبدالله أضافت الطفل بهذا القسم بالأساس يعاني من ضعف السمع هذا اثر في عملية النطق السريع لديه نحتاج للكثير للوسائل التعليمية فنحن أحيانا نستخدم الكراتين بعملية الرسومات ، صحيح وسائل بسيطة ولكننا نشعر انه استطعنا نغير ونقدم شيئاً لهؤلاء الأطفال ونحن مستمرين بعملنا هذا .
واصلنا الحديث مع رئيسة جمعية الحياة وأشارت لنا عن التحديات وأولها المبنى فنحن متواجدين الآن في دار المعلمين التابع لمكتب التربية والتعليم الذي تعرض لبعض التدمير بوقت الحرب التي اندلعت مؤخراً بعام 2015م وتضررت محافظة لحج فنحن قمنا بجهود ذاتية عبر أعضاء الجمعية وأهالي المعاقين بتنظيف ورفع مخلفات الحرب عن هذا المكان ، مكوثنا مؤقت وأتمنى نجد حل في حالة ان جاءت الجهات المختصة لاستعادة المبنى ، إلى جانب المؤصلات لإحضار الأطفال المعاقين للجمعية هذا تحدي أخر بالوقت الحالي لا نستطيع ان ندفع أجرة الباص بالكامل لعدم توفر داعم للمؤسسة فقررنا نحن وأهالي الأطفال تقاسم أجرة الباص للذين بمدينة الحوطة ، أما الأطفال الذين بمديرية تبن اقترحنا يومين لهم بالأسبوع للقدوم للجمعية والأسر هنا متكفلة بإحضار طفلها المعاق ، فعدد الأعضاء من هؤلاء الأطفال المعاقين بلغ مقارب 50 معاق ـ 23 فقط في القسم الصحي يتلقون العلاج بالتدليك وعملنا جدول مخصص بالأيام لقدوم بعض الأطفال والبقية يتوزعون في قسم المتأخرين بالنطق وقسم أخر مختص بتعليمهم مواد أخرى مثل القران واللغة العربية والرياضيات كنا نتمنى أن نأتي بهم يومياً لكن وضع المؤسسة لا يسمح بذلك ، لكن نحن متأملين وكثيراً بتحسن وضع للجمعية ونحن والطاقم الذين يعمل معي بالجمعية مستمرين بعملنا الخيري لهذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة فهم أطفالنا ورسم الابتسامة على وجوههم مسئوليتنا .
وأضاف أناشد الجهات المختصة في المدينة وبمحافظة لحج ولمحبي الخير النزول ومشاهد العمل الذي تقدمه المؤسسة والمساعدة بدعم هؤلاء الأطفال الذين يعتبرون مسئولية الجميع .
اذأ أطفال يظل الرحمان مصدر عطفه عليهم ومساعدته لهم ، فهل يجدون رحمة وعطفاً ومساعدة من الإنسان نفسه ، باب دعم الخير يظل مشرعاً لمن يريد عمل الخير وتقديمه .