يتمسك وفد الحكومة اليمنية بتعليق مشاركته في جلسات محادثات السلام في الكويت احتجاجا على ما اسماه "استمرار الخروقات العسكرية" من قبل الحوثيين وحلفائهم، والهجوم على قاعدة العمالقة العسكرية في محافظة عمران شمالي العاصمة اليمنية صنعاء.
فشلت مساع قادها وزير الخارجية الكويتي والمبعوث الاممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد حتى الان في اقناع الوفد الحكومي المفاوض بالعودة الى طاولة المحادثات.
ويطلب الوفد الحكومي "ضمانات دولية" بوقف الأعمال القتالية ورفع الحصار عن المدن وإيقاف الهجمات العدائية لجماعة الحوثيين ضد خصومهم السياسيين والمدنيين .
وزير الخارجية اليمني، رئيس الوفد الحكومي عبد الملك المخلافي، ابلغ المبعوث الاممي الليلة الماضية، ان وفده "سيعلق مشاوراته حتى يحصل على ضمانات بوقف هجمات الحوثيين، وعودة الاوضاع في اللواء 29 ميكا ( العمالقة ) بمحافظة عمران الى ما كانت عليه".
وفي تعليقها على هذه التطورات السياسية، قالت جماعة الحوثيين على لسان رئيس وفدها المفاوض، محمد عبدالسلام"ان الهدف من تعطيل المفاوضات ينكشف بالزحف الواسع والمستمر على فرضة نهم".
أضاف: هناك تحشيد كبير وتحضير واضح للحرب في محافظات مارب وشبوة وتعز.
الوسيط الدولي اسماعيل ولد الشيخ احمد، أعرب عن تفهمه لمسببات القرار الحكومي بتعليق المفاوضات، لكنه حث "الجميع على الانخراط بحسن نية وحكمة في هذه المشاورات التي يعول عليها اليمنيون" في احلال السلام .
وقال ولد الشيخ احمد في بيان له " نحن لا نقلل من أهمية ما حدث ويحدث لكننا نكرر أن الطريق الوحيد للحل هو الحوار السلمي والالتزام الكامل بقرارات مجلس الأمن وخارطة الطريق التي رسمتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني".
اضاف "إننا على تواصل دائم مع لجنة التهدئة والتنسيق وعبرها مع اللجان المحلية لتثبيت وقف الأعمال القتالية والوقوف على أسباب الخروقات وسبل ايقافها بشكل كامل ودائم."
واكد الوسيط الدولي انه من خلال اتصالات مكثفة مع وفدي الحكومة اليمنية والحوثيين والمؤتمر الشعبي، تلقى تأكيدات بالعمل على حل المسائل العائقة دون عقد الجلسات المشتركة بين الوفدين.
وكان وفد الحكومة اليمنية المفاوض في الكويت، اعلن امس الاحد تعليق مشاوراته المباشرة مع حلفاء صنعاء، على خلفية اقتحام الحوثيين لواء العمالقة، احد أضخم معسكرات الجيش اليمني، التي ظلت نظريا على الحياد، في محافظة عمران شمالي العاصمة اليمنية صنعاء، في تصعيد مفاجئ، قالت حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي انه يهدد بنسف مشاورات السلام في الكويت.
لكن جماعة الحوثيين نفت في وقت لاحق هذه الانباء، وقالت انه" لا صحة لما تناقلته بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حول اقتحام اللواء 29 ميكا (عمالقة) في حرف سفيان بعمران".
ونقلت وكالة الانباء الخاضعة لسيطرة الحوثيين عن مصدر عسكري موال للجماعة قوله" ان ما تم تسريبه وتداوله من أخبار مغلوطة ولا أساس لها من الصحة، و يأتي في إطار الحرب الإعلامية".
وكانت مصادر عسكرية، قالت في وقت سابق الاحد ان الحوثيين وحلفائهم، اقتحموا المعسكر المتمركز في منطقة حرف سفيان شمالي مدينة عمران على الطريق الممتد الى معقل الجماعة المسلحة في محافظة صعدة، بعد رفضه الانخراط بالقتال الى جانبهم في الحرب الدائرة منذ نحو عام، ما زاد مخاوف حلفاء الحوثيين، ازاء نوايا المعسكر بعد تقدم للقوات الحكومية الى تخوم صنعاء، عمران، وصعدة حيث تقع قاعدة العمالقة عند مفترق المحافظات الثلاث.
ويعد لواء العمالقة من أعرق الألوية العسكرية في الجيش اليمني، التي قادت المعركة ضد جماعة الحوثيين في الحروب الستة التي شنتها الدولة في محافظة صعدة خلال الفترة من 2004 وحتى 2010، فضلا عن حرب صيف 1994 ضد الانفصاليين الجنوبيين.
ميدانيا عاد التوتر العسكري مجددا بين القوات الحكومية من جهة والحوثيين وحلفائهم من جهة اخرى في جبهات قتال عدة، لكن المعارك الأكثر ضراوة اندلعت في مديرية نهم عند المدخل الشرقي للعاصمة اليمنية.
وقال الحوثيون ان الطيران الحربي واصل التحليق على علو منخفض في اجواء صنعاء ومحافظات صعدة والجوف وعمران والمحويت ومأرب والبيضاء .
وفي مارب ذكرت وكالة الانباء الخاضعة للحوثيين نقلا عن مصدر عسكري ان حلفاء الحكومة شنوا قصفا مدفعيا وصاروخيا على مواقع الجماعة وحلفائها في مديرية صرواح غربي مدينة مأرب، ومديرية نهم عند المدخل الشرقي للعاصمة صنعاء، ومنطقة كرش شمالي محافظة لحج على الطريق الممتد بين عدن وتعز.
بينما أعلنت الجماعة مقتل مدنيين اثنين بقصف لحلفاء الحكومة على مناطق مأهولة بالسكان في مدينة تعز ومديرية الوازعية، جنوبي غربي المحافظة الاستراتيجية الممتدة الى مضيق باب المندب عند المدخل الجنوبي للبحر الاحمر.
مصادر اعلامية موالية للحوثيين قالت ان البوارج البحرية التابعة للتحالف انتشرت قبالة السواحل الغربية لمحافظة تعز.
كما اتهم الحوثيون قوات التحالف بمنع سفينة محملة بالمازوت من الدخول الى ميناء الحديدة على البحر الاحمر غربي البلاد، الخاضع لسيطرة الجماعة.
في المقابل تحدث حلفاء الحكومة عن مقتل عنصر من القوات الحكومية واصابة اربعة اخرين، اثناء تصديهم لهجمات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق في تعز جنوبي غرب البلاد.
وحسب مصادر اعلامية موالية للحكومة قتل مدني واصيب 7 اخرين بقصف عشوائي للحوثيين على احياء سكنية في تعز .
وفي جبهة مأرب قال حلفاء الحكومة ان الحوثيين وحلفاءهم واصلوا تحشيدهم الى مديرية صرواح، وارسال مزيد التعزيزات العسكرية الى هناك، تزامنا مع قصف مدفعي وصاروخي على مواقع القوات الحكومية في جبل هيلان والمشجح ، ما اسفر عن مقتل جندي وإصابة 4 اخرين .
والأسبوع الماضي خيم هدوء حذّر، لكنه غير مسبوق على جبهات القتال كافة، بعد نحو اسبوعين من دخول اتفاق لوقف اطلاق النار حيز التنفيذ، تحت إشراف الامم المتحدة في العاشر من شهر ابريل /نيسان الجاري، قبل عودة التصعيد العسكري الى جبهات تعز وشبوة ونهم والجوف ومأرب.
نقلا عن موقع مونت كارلو: