الأمين برس / كتب - صالح أبوعوذل :
تحالفت السعودية التي تخوض معركة إقليمية في اليمن ضد القوى المرتبطة بطهران، »الحوثيون وأتباع الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح«، مع تنظيم إخوان اليمن والمعروف سياسيًا بـ«حزب التجمع اليمني للإصلاح» في شمال اليمن عقب أقل من عام على تصنيف الداخلية السعودية الجماعة الإخوانية ضمن التنظيمات الإرهابية «تحالف مرحلي كان ضروريًّا».
اليمن الشمالي فيه ثلاث قوى يمنية بارزة لديها تحالفات سياسية وقبلية ودينية، تتمثل في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح والإصلاح اليمني «الإخوان» وجماعة الحوثي.
هذا التحالف المؤقت بالنسبة للرياض، لم يحقق أية نجاحات رغم تظاهر الإخوان بالعداء للحوثيين والمخلوع صالح؛ فالقوات الموالية لإخوان اليمن ما تزال رابضة في مأرب رغم الدعم الذي قدمته السعودية للقوات التي يقودها القائد العسكري التابع للجنرال علي محسن الأحمر، محمد علي المقدشي.
وسبق تحالف الرياض مع الإخوان اتهامات الجماعة الأخيرة للسعودية بالغدر بالجماعة الإسلامية.
«السعودية تغدر بالإخوان المسلمين» تحت هذا العنوان كتبت صحيفة «أخبار اليوم» اليمنية المحلية التابعة للجنرال علي محسن الأحمر ملفـًا في العام 2014م، حمل في داخله هجومًا حادًا على حكومة الرياض، واصفـًا إياها بأنها حكومة تحارب الجماعات الإسلامية.
ومما زعمته، أن البلاط الملكي السعودي يضم في داخله من وصفتهم بالقوميين والعلمانيين المتطرفين والشيوعيين إلى الزعم بأن أرض الحرمين الشريفين تحارب الإسلام.
جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، بحسب وثائق، هي من زرعت الجماعات الإرهابية في اليمن بدءًا من تنظيم القاعدة وداعش وجماعة الحوثي وغيرها من التنظيمات الإرهابية.
واستطاع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي أسس الجماعة، تصفية خصومه المعارضين له بواسطة هذه العناصر التي وفر لها الجامعات والمدارس لنشر فكرها الذي يصفه يمنيون بالضال.
يعترف صالح في مقابلة مع قناة روسية «أنا أنشأت جماعة الإخوان ومنحتهم جامعة الإيمان لمواجهة الحزب الاشتراكي وما يسمى بالجبهة الوطنية».
ويتزعم حزب الإخوان محمد اليدومي وهو أحد رجال صالح «الأمنيين».
ويعد ساسة عرب تنظيم الإخوان بمختلف فروعه بأنه إرهاب وضع في خاصرة الوطن العربي.
في العاشر من مارس «آذار» 2014 نشرت صحيفة «أخبار اليوم» المحلية التابعة لإخوان اليمن تقريرًا من صفحتين، اتهمت فيه الصحيفة، السعودية بمعاداة الإسلام.
وقالت الصحيفة: «إن النظام السعودي يتجه لدعم جماعات غير إسلامية مثل أحزاب يمينية مسيحية لبنانية متطرفة مثل حزب الكتائب اللبناني».
ولم تكتف جماعة الإخوان في اليمن بالهجوم على السعودية التي أدرجت التنظيم الدولي للإخوان ضمن الجماعات الإرهابية، بالهجوم الإعلامي، بل ذهبت لعقد تحالفات مع الحوثي والرئيس اليمني عبدالله صالح.
ففي أغسطس «آب» 2014 هبطت طائرة عسكرية يمنية في مطار صعدة، قبل أن يترجل منها زعيم جماعة الإخوان في اليمن محمد اليدومي في طريقه إلى كهف زعيم المتمردين الحوثيين عبد الملك الحوثي، للتوقيع على وثيقة «التعايش والسلام».
وقالت قناة «سهيل» التابعة لإخوان اليمن حينها «إن وفد حزب الإصلاح التقى بزعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي وذلك لطي صفحة الماضي، والتوجه نحو بناء الثقة والتعاون في بناء الدولة اليمنية».
وذكرت القناة أن الجميع «الحوثي والإخوان» أبدوا رغبتهم في التعايش والسلام.
واستضافت القناة حينها المتحدث الرسمي ورئيس الدائرة السياسية في حزب الإصلاح اليمني سعيد شمسان للحديث عن لقاء وفد جماعة الإخوان بزعيم المتمردين الحوثيين.
وقال شمسان: إن اللقاء الذي عقد بين الإصلاح والحوثيين أتى من أجل طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة، مع أخوتنا الحوثيين» مؤكدًا أن اللقاء جاء من أجل تحقيق التنمية في بلدنا».
ولفت إلى أنه تم الاتفاق مع عبد الملك الحوثي على جملة من القضايا التي أكدنا على تنفيذها في القريب العاجل.
وقال: «اتفقنا مع أخينا عبد الملك الحوثي على بناء الدولة المدنية التي نناضل من أجلها واللقاء لم يخرج عن الإجماع الوطني».
واتهم سياسيون يمنيون عقب الانقلاب على شرعية الرئيس هدى بأن الإخوان تواطأ مع الانقلابيين في صنعاء، مستدلين بعدم مواجهة قوات الفرقة الأولى مدرع للحوثيين عند اجتياح صنعاء بعد أقل من شهر على لقاء قيادة الإخوان بعبد الملك الحوثي.
وقبيل تنفيذ الانقلاب على شرعية هادي، هاجمت جماعة الإخوان الرئيس هادي، حيث وصفته القيادية الإخوانية توكل كرمان بأنه مدير مكتب عبد الملك الحوثي وينفذ له رغباته.
ووقفت قيادات الإخوان موقف الحياد عقب التدخل العربي في اليمن، لكن حين رأت أن التحالف العربي الذي تقوده السعودية يحقق انتصارات على الحوثيين، وتحديدًا بعد عشرة أيام من الغارات الجوية أعلنت جماعة الإخوان تأييدها لعاصفة الحزم ببيان، لكن دون أن تتدخل في أي حرب ميدانية إلا بعد تحرير عدن، وتركز مجهودها في تعز اليمنية.
وحتى دور الجماعة في معركة تعز أثار غضب التحالف العربي، حيث وصفتها قيادات عسكرية بأنه دور مشبوه.
وانتقل الإخوان مؤخرًا إلى الهجوم على دولة الإمارات العربية المتحدة عقب قيادتها للحرب على الإرهاب في جنوب اليمن.
وانتزعت القوات الإماراتية بمشاركة قوات سعودية ووطنية من جنوب اليمن، مدينة المكلا من يد تنظيم القاعدة في أبريل نيسان الماضي.
وكشفت عملية تحرير حضرموت النقاب عن علاقة الإخوان بالقاعدة والتنظيمات الإرهابية، خاصة بعد اعتقال التحالف لكبار قادة الجماعة في حضرموت بتهمة الإرهاب.
وهدد القيادي الإخواني ووزير كهرباء اليمين السابق صالح سميع، دولة الإمارات، حيث وجه وزير الكهرباء الأسبق صالح سميع تهديدات حادة لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تشارك في التحالف العربي الداعم لشرعية الرئيس هادي.
وكتب سميع وهو وزير يمني سابق للكهرباء وقيادي في جماعة حزب الإصلاح «إخوان اليمن»: «إلى محمد بن زايد وإخوته الفاطميين، لقد ركبتم دروب السياسة على صهوة حصان شديد الجموح، ولم ولن أشك لحظة في أن هذا الجموح المجنون سيطرحكم أرضًا طال الوقت أم قصر، ووقتئذٍ يكون القطار قد فاتكم».
وعقب تهديدات الوزير الإخواني، أصدر التنظيم الفرعي في اليمن، أنصار الشريعة، بيانًا هدد فيه الإمارات بالانتقام بعد الخسارة المذلة التي تعرض لها في المدينة الجنوبية الاستراتيجية حضرموت.
وقالت صحيفة «المسرى» التي تتولى نشر أخبار تنظيم القاعدة في اليمن، في عددها الأخير، متوجهة بالتهديد إلى الإمارات «على نفسها جنت براقش».
وجاء في التهديد الواضح من قبل التنظيم، أنه «بعد أكثر من عام من دخول أنصار الشريعة المدينة، وتقديم الخدمات وبناء المشاريع وبناء نموذج إداري ناجح» سارع التحالف بقيادة الإمارات «إلى غزو المكلا ومحاربة القاعدة».
وتوعد التنظيم في بيانه الإمارات بردة فعل لم يكشف تفاصيلها أو طبيعتها، مكتفيًا بلعب دور الضحية، متوعدًا بالانتقام لهزيمته في المكلا، التي قال إنه: «انسحب منها لتفويت الفرصة على العدو» مهددًا بالثأر، مؤكدًا «وعلى نفسها جنت براقش».
ويصف يمنيون جماعة الإخوان في اليمن بأنها جماعة انتهازية ليس لها موقف، في حين انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لإغلاق مكاتب الجماعة في المدن المحررة، مؤكدين أن انتهازية هذه الجماعة أصبحت مفضوحة.
وكتب مغردون يمنيون تحت وسم الإصلاح_جماعة_إرهابية، تغريدات تؤكد على وقوف الجماعة وراء العمليات الإرهابية في مدن الجنوب اليمن.
واتهم الإخوان السعودية بالغدر بهم عقب إسقاط الميليشيات الحوثية لمحافظة عمران معقل الإخوان وتحييد القوات العسكرية من مواجهة الميليشيات، وهو ما دفع جماعة الإخوان إلى إعادة التحالف مع المخلوع صالح والحوثيين.
على الرغم من إعلان الجماعة أنها تملك 40 ألفًا من المقاتلين الذين قالت إنهم سوف يتمكنون من دحر الحوثيين من عمران.
ذهاب زعيم إخوان اليمن «اليدومي» إلى زعيم الحوثيين الشيعة يأتي من باب النكاية بالسعودية.
وقال زعيم الإخوان اليدومي في تصريحات صحافية حينها «لن ننجر لقتال الحوثيين فهم أخوتنا»، في حين نشرت صحف الإخوان تقارير إخبارية، أكدت جميعها على ضرورة التحالف مع المخلوع صالح لإيقاف ما وصفته بعبث الرئيس هادي.
في الـ21 من سبتمبر «أيلول» 2014م أسقط الحوثيون العاصمة اليمنية صنعاء، وحاول هادي تجنيب البلد الحرب فذهب لتوقيع اتفاقية السلم والشراكة التي لم يلتزم بها الحوثيون، ودشنوا في يناير «كانون الثاني» 2015 الانقلاب على الرئيس هادي وحكومته في محاولة للإطاحة به من الحكم، وفرض الحوثيون وقوات تابعة لصالح حصارًا محكمًا على الرئيس هادي وأعضاء حكومته دفعته لتقديم استقالته عقب ساعتين من تقديم حكومة بحاح استقالتها.
اعتقد الإخوان أن صفحة الرئيس هادي «حليف الرياض» قد طويت وإلى الأبد، فذهبوا للتحاور مجددًا في فندق موفمبيك، وهي حوارات عبثية، فالحوثيون الذين سلمهم المخلوع كل المعسكرات وأسلحته في صنعاء باتوا على مشارف الجنوب، في حين كانت حالة الرئيس الصحية تسوء.
في الـ21 من فبراير «شباط» 2015، أعلن الرئيس هادي أنه وصل العاصمة الجنوبية عدن، ليعلنها على التو عاصمة مؤقتة لليمن، بما كان من الإخوان إلا أن التحقوا به إلى عدن دون أن يسجلوا أي موقف سياسي يذكر على المستوى الرسمي.
في منتصف مارس «آذار» 2015 اجتمع صالح مع أتباعه من محافظة تعز اليمنية لقاء في صنعاء هدد فيه بتهجير الجنوبيين مرة أخرى عبر البحر الأحمر إلى جيبوتي، وبعدها بأسبوعين دشنت القوات الموالية للصالح والحوثيين معركة اجتياح الجنوب، وتحديد في منتصف الثلث الأخير من مارس «آذار»، ما دفع الرئيس هادي إلى طلب التدخل الخليجي في اليمن لوقف التمدد الإيراني في اليمن.
وحين اقترب الحوثيون وأتباع صالح من عدن، دشنت دول التحالف العربي بقيادة السعودية التدخل للدفاع عن الشرعية، وبعد عشرة أيام من الغارات المكثفة للتحالف العربي اعلن حزب الإصلاح تأييده لعاصفة الحزم.
استطاع الإخوان عن طريق الإعلام العربي والمحلي من تصوير الأمر للرياض بأنهم هم من يقاتل، لكن معركة تعز كشفت موقفهم، حيث وجهت الحكومة اليمنية اتهامات للإخوان بعدم الجدية في القتال لمواجهة الحوثيين والقوات الموالية للصالح.
في أبريل «نيسان» الماضي، أعلن التحالف العربي انتزاع مدينة المكلا من قبضة القاعدة، لكن الإمارات العربية التي شاركت قواتها في تحرير المكلا أكدت أنها عثرت على أدلة تؤكد علاقة الإخوان بتنظيم القاعدة.
وبثت وسائل إعلام عربية تقارير تحدثت عن اعتراض الحوثيين وأتباع المخلوع والإخوان على حرب التحالف على تنظيم القاعدة في حضرموت.
وعقب ذلك بثت المقاومة الجنوبية في بلدة الشحر بحضرموت صورًا لأسلحة على الإنترنت أكدت أنها من أسلحة التحالف التي قدمها التحالف العربي للمقاومة في تعز، الأمر الذي زاد من تأكيد التحالف العربي على علاقة الإخوان بالقاعدة.
وفي أواخر أبريل نيسان، أكدت القوات الجنوبية في شبوة ضبطها لأسلحة قادمة من مأرب في طريقها إلى أبين لتنظيم القاعدة.
واتهمت القوات الجنوبية العميد محمد علي المقدشي رئيس هيئة الأركان العامة بتمرير أسلحة للقاعدة في أبين، وهي الاتهامات التي علق عليها المقدشي بالقول: «إنه أرسلها للمقاومة في تعز، الأمر الذي أعده تبريرًا يفتقر إلى المصداقية، حيث تعد المناطق التي سيمر فيها السلاح واقعة تحت سيطرة تنظيم القاعدة.
لم تكن الصورة التي نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأشهر الماضية وأظهرت أن الأسلحة التي قدمها التحالف العربي للقوات الموالية للشرعية في شمال اليمن قد أصبحت بيد الحوثيين، بعدة طرق لعل منها وصلت عن طريق تجار السلاح.
في ذمار اليمنية عرض تجار السلاح أسلحة نوعية تمتلكها السعودية وقدمتها للقوات الوطنية، للبيع في ذمار اشتراها لاحقـًا الحوثيون.
في الـ7 من نوفمبر «تشرين الثاني» كان تاجرًا للسلاح يعرض كمية من الأسلحة النوعية التي قدمها التحالف للمقاومة في مأرب، لكن مصادر عسكرية يومها قالت إن تلك الأسلحة قدمت للمقاومة في ذمار، لكن يومًا لم يسمع عن أية مقاومة في مدينة ذمار التي تعد الخزان البشري لأتباع الحوثي وقوات المخلوع صالح.
وتعد قبيلة آنس كبرى القبائل اليمنية التي ينحدر منها كبار قادة الحرس الجمهوري التابع لصالح وقيادات جماعة الحوثية المنتمية إلى السادة الهاشميين.
في الـ1 من يونيو «حزيران»، بثت وسائل إعلام يمنية خبرًا تعرض مخزن للأسلحة في مأرب للاستهداف بصاروخ من قبل ميليشيات الحوثي، وأن الصاروخ الذي أصاب المخزن قد دمر الأسلحة بشكل كامل، الأمر الذي أثار حالة من الشكوك، فالحوثيون لم يعلنوا أنهم استهدفوا مأرب بصاروخ، فيما أعدته مصادر عسكرية في شبوة أنها محاولة للعميد المقدشي من الهروب من فضيحة بيع الأسلحة للحوثيين في بيحان شبوة.
وقالت مصادر عسكرية في شبوة أنها عثرت على أسلحة قدمها التحالف للقوات الوطنية في مأرب بحوزة مقاتلين حوثيين في شبوة.
وعقب تلك الأنباء، اتهم المتحدث باسم المقاومة في عسيلان قوات تابعة للمقدشي بالخيانة وتسليم مواقع كانت القوات الجنوبية قد حررتها من سابق.
سياسيون يمنيون يجمعون على أن الإصلاح يجب أن يحيد في حالة كان الخيار العسكري البديل في حالة وفشلت مفاوضات الكويت.
واستأنف الوفد الحكومي المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة بعد أن علق مشاركته احتجاجًا على مواصلة الانقلابيين خرق وقف إطلاق النار.
يقول المحلل السياسي اليمني حسين بن لقور إن تصريحات بعض ساسة الإخوان تعكس حالة الإرباك التي أصابت القوى اليمنية بعد أن انكشفت عورتها أمام دول التحالف العربي وخصوصًا السعودية وظهر وبان عجزها في مواجهة الحوثي إن لم يكن تآمرها معه لضرب مصالح السعودية، لذلك لجأوا إلى محاولة تشتيت الانتباه إلى مكان آخر وهو الجنوب الذي قدم أبناءه لشعبهم و لدول التحالف العربي النصر الوحيد الصريح في معركتهم مع الحوثي والمخلوع«.
وخاطب بن لقور ساسة الإخوان بالقول: «ابحثوا عن سبب عجزكم في تحقيق أي اختراق عسكري أو دبلوماسي أو بطلوا ارتزاق ودعوا الجنوب لأهله فنحن في عامنا 2016».
يدرك الإخوان أنهم مجرد ورقة مرحلية في يد الرياض وأنها قد ترمي بهم في أية لحظة في حالة أن تم تحرير اليمن من الحوثيين وقوات المخلوع صالح.
هذه المخاوف تسببت في إيقاف الحرب على الحوثيين، وقدموا عدة شروط من بينها دعمهم بأسلحة ورواتب للمقاومين الذين يبلغون عشرات الآلاف بعضهم يقيم في الرياض، وتعيين الجنرال علي محسن الأحمر في منصب رأس الدولة اليمنية.
ربما استجابة الرياض لتلك المطالب أو الشروط، لكنها على إدراك أنها تمتلك القرار الأخير في التخلي عن أي حليف قد يشكل خطرً على أي من دول الخليج العربي.
وزعم ساسة يمنيون إخوان أن تعيين الأحمر في منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية تلاه منصب نائب الرئيس اليمني والإطاحة بالرجل القوي خالد محفوظ بحاح، هو أن الأحمر يمتلك خارطة تحالفات كبيرة في محيط صنعاء الأمر الذي قد يعجل بحسم المعركة في صنعاء، لكن لم يحصل أي تقدم منذ تعيين الأحمر نائبًا للرئيس هادي في مطلع أبريل «نيسان».
لكن الرياض ذهبت لفتح قنوات سياسية مع الحوثيين عقب فشل القوات الموالية للشرعية في إحداث أي اختراق رغم زعمها أنها باتت على مشارف العاصمة اليمنية صنعاء في أكثر من مرة.
تحدث المقدشي أكثر من مرة بأنه بات على بعد كيلو مترات قليلة من صنعاء، فيما ذهب الشيخ القبلي هاشم الأحمر بأنهم يسيطرون على أجزاء واسعة من شمال اليمن.
وقال الأحمر: «إن تحت سيطرته 650 كيلومترًا من منفذ الوديعة الجنوبي إلى مأرب الشمالية».
لكن الحوثيين ما يزالون يسيطرون على بلدات في مأرب.
وفي منتصف مايو «أيار» الماضي وعقب نصف شهر من استعادة المكلا، خرج وزير خارجية السعودية عادل الجبير يقول: «الحوثيون جزء من النسيج الاجتماعي لليمن، وهم جيران لنا مهما اختلفنا معهم، بينما القاعدة وداعش يجب عدم ترك المجال لهم».
تصريحات الجبير أثارت ردود فعل إخوانية، خصوصًا وأنها تأتي عقب تصريحات وزير خارجية الإمارات أنور قرقاش الذي أكد على وجود أدلة تؤكد علاقة القاعدة بإخوان اليمن.
وقال المنظر الإخواني الكويتي عبد الله النفيسي في تعليق له على تصريحات وزير خارجية السعودية: «تصريح الجبير بأن «الحوثيين جيراننا» هل هو كلام سياسة أم تغيير سياسة؟ إذا كان الأول فمن الممكن تجاهله، أما إذا كان الثاني فعندنا مشكلة».
عقب انعقاد مباحثات السلام اليمن في الكويت التي ما تزال جارية زار قادة حوثيون السعودية وعقدوا سلسلة لقاءات حائل.
قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في تصريحات خلال مؤتمر صحفي عقد في الـ4 من أبريل «نيسان» «إن وفدًا من الحوثيين في المملكة والمناقشات جارية، أعتقد أننا حققنا تقدمًا جيدا»، مضيفًا أن المفاوضات مع الحوثيين تهدف لإيجاد مخرج سياسي للأزمة في اليمن».
وسبقت تصريحات الجبير تصريحات مماثلة لولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، كشف فيها وجود وفد الحوثيين في الرياض.
وقال ولي ولي العهد السعودي في المقابلة:» هناك تقدم مهم في المفاوضات، لدينا اتصالات جيدة مع الحوثيين، هناك وفد حاليًا في الرياض، نعتقد أننا أقرب من أي وقت مضى إلى حل سياسي في اليمن».
بعثت الرياض عبر وزير خارجيتها عقب زيارة قام بها الملك سلمان بن عبد العزيز إلى القاهرة والتقى فيها الرئيس المصري عبدالفتاح السياسي إلى جماعة الإخوان.
وخرج الجبير للصحافة بالقول: «إن موقف بلاده من جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية لم يتغير».
وخرجت الصحافة المصرية بعناوين عريضة تتحدث عن تصريحات الجبير.
وأكد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، أن السعودية تعتبر أية جماعة تدعو للعنف أو تقوم بقتل الأبرياء جماعة إرهابية، وعن اعتبار جماعة الإخوان إرهابية قال: «إذا كان منهم من يقتل الأبرياء فليس هناك شك»، مؤكدًا أن موقف السعودية من اعتبار الإخوان جماعة إرهابية لم يتغير، وأضاف الجبير في تصريحات تليفزيونية أن هناك جماعات تنتمي للإخوان المسلمين تعتبر جماعات إرهابية، وهناك جماعات قد لا يكون لها ارتباط مباشر بالإخوان وتحت مظلتهم، وأشار الجبير، إلى أن المملكة لا تساوم على عقيدتها ولا على أمنها، موضحًا أن المملكة السعودية لا تريد أن تتوسع على حساب أية دولة ولديها ما يكفى من الأراضي، مردفًا: «الظروف فرضت علينا الدخول فى اليمن لفرض الشرعية» وذكر الجبير، أن المملكة العربية السعودية واجهت خطرًا على حدودها وجماعات مسلحة، مؤكدًا أن السعودية تدخلت في اليمن بموجب الاتفاقيات الدولية لفرض الشرعية والحفاظ على النظام».
ويبدو أن السعودية قد وصلت إلى اتفاق مع الحوثيين يتخلون بموجبه عن العلاقة بطهران وكذا الإطاحة بالمخلوع صالح، وقد بدأت تباشير الصدام بين الحوثيين وصالح، الذي اتهمت وسائل إعلامه الحوثيين بإقصاء القيادات المؤتمرية من مناصبها.
فتوقيع السعودية لعهود ومواثيق مع الحوثيين الذين مدتهم بالمعونات الغذائية عقب زيارة وفد من الجماعة إلى الرياض، لتأمين حدودها هو ما تبحث عنه الرياض، خصوصًا عدم وجود أي حليف قوي لها في صنعاء عقب فشل الإخوان في ذلك.
ومساء الجمعة الـ3 من يونيو «حزيران» الجاري، بثت وسائل إعلام عربية خبر زيارة المتحدث الرسمي باسم الحوثيين إلى الرياض لعقد لقاءات مع قيادة الرياض، الأمر الذي يعزز من التقارب السعودي مع جماعة الحوثيين.
عبد السلام الذي حذر في تصريحات صحافية طهران من التدخل في الشأن اليمني، وأبدى رغبة الجماعة في التقارب مع الرياض.
وقال إن زعيم الحوثيين قال في جميع خطاباته: «نمد يدنا للجميع».
وترى السعودية التي اتهمها تقرير للأمم المتحدة بقتل مدنيين في اليمن، أن لديها الكثير من القضايا ولعل أبرزها الحلف الإسلامي لمواجهة التنظيمات الإرهابية.
فإنهاء الحرب في اليمن، هو ما تسعى له العديد من الأطراف الإقليمية والدولية، فالمشكلة لم تعد في إيران، فهناك تنظيمات إرهابية تعتقد العديد من الأطراف الإقليمية أن محاربته واجب إنساني.